عمت التظاهرات الغاضبة مساء اليوم العديد من المدن المغربية في أكثر مظاهر الغضب الشعبي احتجاجا على جريمة قتل بائع سمك بسحقه بصورة بشعة بآلة شاحنة لجمع النفايات من قبل الشرطة المغربية، وسط حال ترقب حذر من نظام محمد السادس من مخاطر الاطاحة بنظامه الوراثي على غرار التجربة التونسية.
وشهدت مدن مغربية عدة تجمعات للمئات من المغاربة الذين انخرطوا في سلسلة اعتصامات سرعان ما عمت المدن المغربية بمشاركة سائقي سيارات الأجرة الذين اصفطت سياراتهم في الشوارع لساعات تعبير عن احتجاجهم على تفاقم الفساد وللمطالبة بمحاكمة المتورطين بقتل بائع السمك الذي قتل بطريقة وحشية وبصورة عمدية بعدما طالب باسترداد بضاعته التي صادرتها الشرطة وقال شهود إن الشرطة استخدمت آلة سحق القمامة لقتل الشاب مسحوقًا في مشهد مؤلم.
وشيع آلاف ا لمغاربة نهار اليوم الأحد جثمان بائع السمك محسن فكري(31 سنة) الذي قتل الجمعة في مدينة الحسيمة بشمال المغرب، غير أن الاحتجاجات سرعان ما اندلعت بشكل واسع في بعض مدن الممكلة المغربية، مساء الأحد، تضامنًا مع عائلة محسن فكري.
وتحول هذا الحادث المأساوي بقتل بائع السمك إلى قضية وطنية أثارت استنكار المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وساد غضب عارم في أوساط حقوقيين ومهنيين يشتغلون في مجال الصيد خاصة بميناء الحسيمة، إذ أعلن العاملون في الميناء، اليوم الأحد، توقفهم عن العمل لمدة يومين متواليين، استنكارًا وتنديدًا بالأوضاع العامة.
وقال شاهد عيان من قلب الجنازة: “إننا نشارك في مسيرة كبرى، الموكب يمتد أكثر من كيلومتر”، وهتف بعض المشيعين “مجرمون، قتلة، إرهابيون!” وسط نحيب النساء، كذلك صاح أحدهم “نم قرير العين أيها الشهيد محسن، سنواصل النضال”.
وشكلت مدينة الحسيمة الساحلية في منطقة الريف بالمغرب التي تعد حوالي 55 ألف نسمة قلب الثورة ضد المستعمرين الإسبان في العشرينيات، ثم مسرحًا لتمرد شعبي في 1958م.
وأهملت هذه المنطقة مطولاً أثناء حكم الملك الحسن الثاني، وعرفت بعلاقاتها السيئة مع السلطة المركزية المغربية، كما أنها كانت مركز الاحتجاجات أثناء حركة 20 فبراير 2011م.
وسارع الملك المغربي محمد السادس إلى تقديم تعازيه لأسرة بائع السمك وأمر بإجراء تحقيقات دقيقة ومعاقبة المتورطين خشية تكرار سيناريو مقتل التونسي محمد بوعزيزي الذي ادى مقتله إلى اندلاع ثورة شعبية في وتونس اطاحت نظام زين العابدين بن علي عام 2011.