استنكرت المجالس الاسلامية اليمنية (الزيدية والشافعية والصوفية) في بيان أصدرته اليوم تصديق الشعوب العربية والاسلامية وبعض الهيئات المؤسسات الاسلامية العربية الادعاءات السعودية بشأن استهداف القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية مدينة مكة المكرمة في السعودية.
وخاطبت المجالس الاسلامية شعوب العالم الإسلامي بالقول” إذا كانت علامات الحرم المحرم عند منطقة الأعشاش باتجاه جدة لا تبعد عن مكة سوى 15 كيلوها، وبالإجماع أن جدة خارجة عنه، فليأخذ أحدُكم مسطرة برنامج قوقل، وليمدها من مكة إلى مطار جدة العسكري، وسيجد أن المسافة تبعد أكثر من 76 كيلوها، وليأخذ كذلك مقياس الاتجاه فيمده من أي منطقة في اليمن إلى جدة، وسيجد أن الصاروخ اليمني لا يمكنه أن يمر حتى المرور من أجواء الحرم المحرم؛ لأنه بعيد بعشرات الكيلوهات.”
واكدت المجالس الثلاثة في بيانها المشترك أنه وبناء على ذلك” يتضح لكل ذي عقل أن ما تسعى له السعودية بكذبها وافترائها على الحقيقة، وبعويلها المبتذل، والرخيص – هو إشراككم في وِزر خطاياها وجرائمها، وإثارة مشاعر المسلمين للتخندق خلفها في مشاريعها التدميرية في اليمن وغيرها”.
واضافت ” إن مجالسنا وهي تستنكر هذه الدعاوى السعودية الكيدية وتستغرب قبول بعض العلماء والمؤسسات الدينية في العالم لها من دون تثبت ولا برهان” لتدعوا علماء الأمة، وجماهيرها إلى التبين، والحذر، وإعمال قول الله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)، محذة شعوب العالم الاسلامي ومؤسساتها الدينية من الوقوع في هذا الفخ الكيدي الخبيث، الذي لن يهديَ متبعَه إلا إلى سواء الجحيم، في الدنيا ثم في الأخرى.
هنا نص البيان ؛؛؛
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ)، والقائل عز من قائلٍ: (وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ). وصلِّ اللهم وسلِّم على مولانا حبيب المؤمنين وغيظ المنافقين محمدٍ الصادق الأمين، وعلى آله نجوم الهدى وأسود الوغى، وأصحابه ليوث الإسلام، مَنْ به تأسَّى واقتدى .. وبعد:
فإن المجالس اليمنية الثلاثة، المجلس الشافعي الإسلامي، والمجلس الزيدي الإسلامي، والمجلس الصوفي الإسلامي تبارك عملية القوة الصاروخية اليمنية بقصفها قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في مطار عبدا العزيز بجدة بصاروخ بركان1 الباليستي، وتعتبر ذلك في سياق الرد المكفول على هذا العدوان الأمريكي السعودي الغاشم الذي ارتكب مئات المجازر، وخلف عشرات الآلاف شهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، ومن خيرة شباب وشيوخ اليمن.
يا شعوب العالم العربي والإسلامي .. مضى عام وثمانية شهور منذ أن شن علينا تحالفُ العدوانِ حربَه الظالمةَ الفاجرةَ، التي تعتبر الأبشع والأوقح والأفظع في تاريخنا الحديث، تجاوز في حدودها وسقفها حتى الصهاينة الآثمين، فارتكب مئات المجازر بحق أطفالنا ونسائنا ورجالنا في الأسواق والمدن السكنية والمشافي والمدارس والمساجد والمصانع، بالأسلحة المتطورة والمحرمة، ودمر بنيتنا التحتية، وحاصرنا جوا وبرا وبحرا من الغذاء والدواء، وكانت كلُّ مجزرة وجريمة منها كفيلة بتحريك الضمائر الميتة، وتأنيب القلوب المتصحرة، على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، وليست مجزرة الصالة الكبرى في صنعاء العاصمة ببعيدة عن أذهانكم.
يا علماء الأمة ويا شعوب المسلمين .. اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، فمع ما يبلغكم يوميا من مجازرَ ومآسٍ ارتكبها ويرتكبها العدوان المتحالف مع الدول الغربية، وإسرائيل، لم نجد للأسف منكم من استنكر هذا الظلم الغاشم، أو حتى حاول تقديم النصح الصادق لهؤلاء المعتدين، إلا القليل، (وقليل ما هم)، وهاهم عشرات الآلاف من الشهداء، ومئات الآلاف من الأسر المكلومة، والملايين من الجوعى والمشرَّدين، والمرضى والمحاصَرين في هذا الشعب اليماني الكريم، الذي تتقربون إلى الله بتلاوة آياتٍ نزلت في الثناء عليهم، وقراءة أحاديث نبوية صحيحة وردت في فضلهم، وأنهم أهل الإيمان، والحكمة، والفقه والإحسان، أرق قلوبا وألين أفئدة.
يا أيها العلماء ويا أيتها الشعوب المسلمة .. ما هو نوع قلوبكم وأنتم ترون أنهار الدماء المسفوكة تجري على أرض اليمن المباركة، التي دعا لها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالبركة، ووصف نجد اليمامة بالفتن، والفساد، والزلازل، لما قال: (اللهم بارك لنا في يمننا وفي شامنا)، قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، فقال في الثالثة: (لا .. منها يطلع قرن الشيطان، وبها الفساد والزلازل والفتن)، وما هو إسلامكم الذي لا يجد أمرُ الله إليه سبيلا، ألم يقلِ الله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ . كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ).
من منكم رفع صوته في وجه هذا العدوان الغاشم الذي ارتكب الموبقات بحق شعبنا الصابر؟ وهل سأل أحدكم نفسه: لماذا اتفقت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في هذا العدوان الغاشم على اليمن؟ وهل أجاب على هذا السؤال أيٌّ منكم متبعا منهج الله تعالى في الوصول إلى الحقيقة؟ ولماذا كتمتم آلاف الحقائق الواضحة عن العدوان حتى إذا ادَّعت السعودية كذبا وزورا أن صاروخا يمنيا استهدف مكة المكرمة صدَّقتمُ الدعوى من خصمٍ على خصمه من غير برهان؟ وحكمتم على شعبنا بالتمرد على الدين وليس في يدكم على ذلك بيان؟
يا شعوب العالم الإسلامي .. أيها المسلمون جميعا إذا كنا علامات الحرم المحرم عند منطقة الأعشاش باتجاه جدة لا تبعد عن مكة سوى 15 كيلوها، وبالإجماع أن جدة خارجة عنه، فليأخذ أحدُكم مسطرة برنامج قوقل، وليمدها من مكة إلى مطار جدة العسكري، وسيجد أن المسافة تبعد أكثر من 76 كيلوها، وليأخذ كذلك مقياس الاتجاه فيمده من أي منطقة في اليمن إلى جدة، وسيجد أن الصاروخ اليمني لا يمكنه أن يمر حتى المرور من أجواء الحرم المحرم؛ لأنه بعيد بعشرات الكيلوهات.
وعليه فإنه يتضح لكل ذي عقل أن ما تسعى له السعودية بكذبها وافترائها على الحقيقة، وبعويلها المبتذل، والرخيص – هو إشراككم في وِزر خطاياها وجرائمها، وإثارة مشاعر المسلمين للتخندق خلفها في مشاريعها التدميرية في اليمن وغيرها، وتريد التغطية بذلك على ما سبق وما سيلحق من مجازرها البشعة بحق اليمنيين في مدنهم وقراهم، وتريدكم فقط أن تكونوا شهود زور، ودعاة عدوان، أو شياطين خرس، ولا يستبعد من هؤلاء المجرمين أن يرتكبوا جريمة بحق الحرمين الشريفين لينسبوها إلى اليمنيين، وقد جربنا افتراءاتهم السخيفة مرارا وتكرارا.
إن المجالس اليمنية الإسلامية – وهي تستنكر هذه الدعاوى السعودية الكيدية وتستغرب قبول بعض العلماء والمؤسسات الدينية في العالم لها من دون تثبت ولا برهان – لتدعو علماء الأمة، وجماهيرها إلى التبين، والحذر، وإعمال قول الله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)، ونحن نحذّركم أن تقعوا في هذا الفخ الكيدي الخبيث، الذي لن يهديَ متبعَه إلا إلى سواء الجحيم، في الدنيا ثم في الأخرى.
ليسمعِ العالمُ جميعا أن اليمانيين بمختلف مذاهبهم ومكوناتهم ماضون في دفاعهم عن عِرضهم وأرضهم وحريتهم وكرامتهم، وأنهم يعتبرون القوة الصاروخية اليمنية يدهم الطائلة التي ستلقِّن المعتدين الغاشمين مزيدا من الدروس الكافية والكابحة لجماح الغاويين الظالمين، ولهذا تشد المجالس اليمنية الثلاثة على أيديهم القوية، وتطالبهم بالمزيد من العمليات الموجعة والاستراتيجية لردع المعتدين الباغين، والاقتصاص من المجرمين الأفاكين، وتدعو الله لهم بالتسديد والتمكين. وصدق الله القائل: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، ولا عدوان إلا على الظالمين، وعلى الباغي تدور الدوائر.
صادر بصنعاء بتاريخ 28 محرم 1438هـ الموافق 29 أكتوبر 2016م، عن:
المجلس الشافعي الإسلامي
المجلس الزيدي الإسلامي
المجلس الصوفي الإسلامي