حدد السيد عبد الملك الحوثي ما وصفه مراقبون بأنه “خارطة طريق يمنية” للتعاطي مع أزمة العدوان السعودي الأميركي على اليمن بابعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية، بتأكيده على الاستمرار في خيار الصمود والمواجهة ورفد الجبهات والاسراع في تشكل حكومة الانقاذ الوطني، والتحرك الجاد بما يعزز الجبهة الداخلية، مقللا شأن الجهود الأممية والدولية المزعومة لوقف العدوان والعودة إلى طاولة مفاوضات الحل السياسي ومؤكدا على عدم وجود أي معطيات تؤشر على وقف الحرب العدوانية على اليمن.
وكان السيد الحوثي يتحدث اليوم إلى اليمنيين في خطبة القاها لمناسبة احياء ذكرى استشهاد الإمام زيد (ع)و قال إن عدوان النظام السعودي على اليمن جزء من حركة التخريب الدائرة في المنطقة تحت المظلة الأمريكية خدمة لا هداف إسرائيل، مشددا على ضرورة أن يتحمل اليمنيون مسؤوليتهم في مواجهة العدوان الغاشم ورفد الجبهات بالرجال و الاستمرار في الصمود والثبات.
وفي مقابل الحرب العسكرية الغاشمة التي يستمر تحالف العدوان السعودي الاميركي شنها على اليمن أكد السيد الحوثي إلى أن الحرب الاقتصادية للعدوان مستمرة وتستهدف اليمنيين في لقمة وعيشيهم ومنع صرف مرتبات الموظفين.
وخاطب دول العدوان ” أنتم القتلة وأنتم اللصوص والمفسدون في الأرض قتلا وحصارا وتخريبا… وسبيلنا هو خيار الصمود والثقة في الله، فمن يتوكل على الله فهو حسبه”.
وأضاف: على المتخاذلين أن ينهضوا نهضة الأحرار ويتحملوا المسؤولية، فلا حيادية بين الخير والشر، بين العزة والذلة، بين الحق والباطل، مؤكدا أنه لا بد من استكمال تشكيل الحكومة، وكل ما يعزز قوة الموقف الداخلي، وتحصيل الموارد لدعم البنك المركزي، مشددا أنه لا تعويل إلا على الله، وأن علينا أن نتحمل المسؤولية إيمانيا ووطنيا.
ولفت السيد الحوثي إلى أن ما يفعله النظام السعودي من حروب يديرها في اليمن ودول آخري يتم ” بهندسة أمريكية ولخدمة إسرائيل.. يعطل نهوض الأمة ويمس وجودها بشكل مباشر ويدفع باتجاه ضياع مشروعها الذي يفترض أن تنطلق فيه” مشيرا إلى أن ” الخطر لا يزال محدقاً في الكثير من الدول الإسلامية التي لاتزال تشهد بعضا من الاستقرار، وهي مهددة بالخطر الذي تعرض له اليمن وسوريا وليبيا والعراق وغيرها”.
واكد أن “ما يقوم به النظام السعودي وعبر أدواته في العالم الإسلامي إنما هو امتداد للحركة الثقافية في عصر الإسلام وفي تأريخ الإسلام ولكنه اليوم يجري بقدرات وثروة أكثر ويمتلك القنوات والأسلحة الحديثة والأموال”.
واوضح السيد الحوثي أن “الخطر السعودي يدخل إلى البلدان بالمال والتمر والكلام اللطيف لكي يخترق تلك الدول ومن ثم يخرب هدوءها واستقرارها… التكفيري يدخل في أي قطر من الإقطار ليثير الفتن الطائفية فيها، وتتحول المسألة إلى مسألة معقدة، فالتكفيريين يطبعون أنفسهم بالطابع الديني وحين يدخلون إلى أي بلد يرسخون في عقلية الناس الولاء للنظام السعودي”.
وامل السيد الحوثي بالنصر “لشعبنا في فلسطين وللمقاومة في لبنان، ولسوريا، ونبارك للشعب العراقي معركته في الموصل ليتمكن من تحرير كل العراق من رجس التكفيريين”.
وفي شأن مناسبة احياء ذكرى استشهاد الإمام زيد أكد السيد الحوثي أن “ثورة الإمام زيد كانت امتدادا لثورة جده الإمام الحسين في الجوهر والهدف والموقف والتوجه وأن ثورة الإمام زيد هي امتداد لحركة الإسلام.
واشار إلى أن احياء ثورة الإمام زيد تأتي باعتباره رمزا من رموز الإسلام، وعلما من أعلام الهدى، رفع صوت الحق في زمن السكوت، مشيرا إلى أن تطلعنا إلى الإمام زيد هو تطلع إلى ما جسده من قيم ومبادئ الإسلام”.
وكانت العاصمة صنعاء شهدت اليوم مهرجانا جماهيريا لاحياء ذكر استشهاد الإمام زيد بن علي (ع) شارك فيها الآلاف الذين احتشدوا في شارع الخمسين بالعاصمة صنعاء .
وبدأت المسيرة بالسلام الجمهوري وآي من الذكر الحكيم، أعقبها قصائد شعرية وكلمات وفقرات متنوعة أشادت بدور الإمام زيد وبثورته ضد الطغاة والمستكبرين، واعتبرت ثورة 21 من سبتمبر امتدادا للثورة ضد الطغيان، كما استنكرت الكلمات استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعودي الظالم على اليمن.
ورفع المشاركون في التظاهرة أعلام الجمهورية اليمنية، واللافتات المنددة بجرائم العدوان على الشعب اليمني منذ أكثر من18 شهراً والتي كان آخرها جريمة الصالة الكبرى، والمستنكرة أيضاً للحصار الاقتصادي المفروض على اليمن من قبل العدوان السعودي الأمريكي.
وردد المشاركون الهتافات المستنكرة للحصار وجرائم العدوان بحق الشعب اليمني، من بينها (لن نقبل هذا الحصار تسقط دول الاستكبار)، (من زيد أبو الأحرار أعلن شعبي الاستنفار)، (نقل البنك مع الحصار لن تركع يمن الأحرار)، (زيد حليف القران للعزة أنت العنوان)، و (لن نقبل فينا خائن بان مهما تم ومهما صار).
وألقى الشاعر هادي الرزامي قصيدة شعرية تناول فيها مبادئ ثورة الإمام زيد وارتباط الشعب اليمني بهذه المبادئ التي زلزلت الظالمين، وقارن فيها بين طغاة الماضي وطغاة العصر الحالي.
وقدمت فرقة انصار الله انشودة حماسية حثت على استلهام الدروس من ثورة الإمام زيد والتضحية في سبيل نيل الحرية ومواجهة المحتلين والمستعمرين.