نواقيس الخطر فكرة اردت ان ادقها لانبه الى خطورة مايمر به وطننا في الوقت الراهن وقادم الايام وهي فكرة كنت عزمت على عزفها عبر تغريدات في التويتر لكني وجدت انها في التويتر ستتفكك وتتجزأ مما يصعب على القارئ متابعة تغريداتها المتعددة فعدلت عن التيوتر الى الفيسبوك حفاظا على وحدة سياقها وموضوعها بحيث انقلها بعد ذلك الى التويتر وحدة واحدة.
وفي هذه النواقيس حرصت باقصى حدود الطاقة الانسانية ان تبتعد عن المجاملات والتحيزات المسبقة وتتسم بالصراحة والوضوح فان وطننا يمر بمنعطف تاريخي بالغ الخطورة يضعه امام خيار ان يكون او لايكون.
وسادخل الى الموضوع مباشرة وعلى النحو التالي:
وقبل البدء لابد من شجاعة الاعتراف باننا نعيش منذ عام٢٠١١ سلسلة اخفاقات وعجز وفشل في ادارة وقيادة شؤون الدولة والمجتمع ومع بدء العدوان الخارجي الغاشم على بلادنا الذي قادته بالمعلن السعودية وادارته امريكا وبريطانيا وفرنسا وباركته وشاركت فيه دول عربية وافريقية وآسيوية على اختلاف نسب المشاركة اضافة الى عصابات الاجرام العالمي وتجارة المخدرات العالمية.
هو عدوان ظالم ومتجبر لايستند الى مبررات ومسوغات مقنعة على الاطلاق هذا العدوان ادى الى اتساع نطاق اخفاقاتنا وزيادة حدتها وخاصة بعد الحرب المالية المدمرة ونقل البنك المركزي او بالاصح تعطيله متضافرا مع الحصار الشامل الكامل على بلادنا.
وهذا كله ادى ولايزال الى تعميق الفشل في ادارتنا لشؤون الدولة والمجتمع؛سياسيا واقتصاديا وماليا واداريا وذلك بسبب اقصائنا للكفاءات والخبرات الوطنية المجربة والنظيفة عن ادارة الشأن الوطني واحلال اصحاب الولاء والثقة والمزايدين على قلة كفاءاتهم وتجاربهم وخبراتهم وهذا هو في تاريخ كل الدول يشكل بداية انتكاستها وانهيارها.
ناقوس الخطر الاول
ان الثورة اي ثورة هي فعل انساني يقدم نموذجا افضل وبديلا ايجابيا للاوضاع القائمة وهي اخلاق وسلوك قبل ان تكون شعارات و(زوامل)ودعاية اعلامية تطنب بكيل المديح والتبجيل لولاة الامر لمجرد التزلف والتقرب والحصول على مصالح شخصية لهم والثائر الحقيقي اقتداء بالامام علي والامام الحسين ينبعي ان يكون اول من يضحي وآخر من يستفيد والا كان انتهازيا متسلقا يضر بالثورة ونموذجها واخلاقها
الناقوس الثاني
ان الفساد المالي والاداري المتراكم لعقود عدة خلت لم يمس حتى الآن ولازال يضرب بجذوره عميقا في شتى مناحي الحياة بل انه فيما يبدو نجح في كسب واستمالة فاسدين جددا ادخلهم معه في(ساقية)فساده من رافعي شعارات الثورة والثوار الجدد معززا بهم مواقعه القديمة ومدخلا دماء جديدة مستفيدين من ظروف الاضطراب والعدوان وآلام البسطاء من الناس الذين لايجدون الا كفافا وهم يرفلون امام اعين الناس بحلل الوشى والفاخر من السيارات والمباني والاموال الخ
الناقوس الثالث
نعم نحن نحمل العدوان الخارجي ومرتزقته المسؤولية فيما آلت اليه ظروفنا واحوالنا التي لاتطاق لكننا ننأى بانفسنا عن تحمل اعباء دورنا الوطني ومسؤوليتنا في مواجهة كل تلك الظروف والاحوال والمعاناة العاصفة التي يتحملها الشعب ورحنا نغط في نوم عميق وكأننا لسنا مسؤولين ولا كأننا حكاما.
!وقفت مرتبات الموظفين في الجهاز الاداري للدولة وهي دخل وحيد يعتاش منه الملايين لتدبير قوت يومهم وفي هذا الاستهتار والتنكب عن المسؤولية ماذا فعلنا ماهي الحلول والمعالجات والتدابير التي يجب اتخاذها .
هل صارحنا الشعب هل وضعنا المشكل بكل شفافية جمعنا كماىقيل تبرعات ودعم من الشعب للبنك المركزي اين هذه الاموال؟من الجهة الشرعية المسؤولة عنها .. وفي اي مجالات سيتفق او تستثمر؟ لااحدا يعرف حتى اولئك الذين هم قيادات في الجهات الاقتصادية انفسهم لايعلمون!! كيف نطلب من الشعب ان يتحمل وهو لايعرف ولم نطلعه على حقيقة الشئ المطلوب منه تحمله؟ولم نتنازل حتى عن ابداء شئ من مظاهر القلق والخوف على مصيره؟ولم (نتجابر)معه في تطمينه بالحلول والمعالجات التي نحن نسهر عليها ليلا ونعكف عليها نهارا لتخفيف معاناته ومصابه الجلل؟ اهذه هي الثورة؟اهذه هي امانة المسؤولية؟
الناقوس الرابع
ان التصدي لايقاف مرتبات الموظفين ممكنة ويسيرة لكن يبدو ان هناك من يتعمد استمرارها بكل صراحة والا فان معالجتها ممكن؛
١)اكثر من نصف موظفي الدولة في المحافظات الجنوبية وهي حاليا تحت احتلال تحالف العدوان وهو المسؤول عنهم بحسب القانون الدولي في مسؤولية دول الاحتلال
٢)ان المجاميع التي التحقت بالعدوان مدنيين وعسكريين من اكثر الاشياء منطقية ايقاف مرتباتهم على الاقل
٣)ان كل موظف مدني او عسكري كائن من كان امتنع وتخلف عن الالتحاق بعمله الوظيفي يجب قانونا وقف راتبه على الاقل
٤)يجب ازالة الاسماء الوهمية وهي بالآلاف من كشوفات الموظفين بعد تلكؤ لسنوات طويلة مراعاة للفاسدين
تخيلوا لو ان معالجات كهذه ابتدأت على الفور لكن الموظفون العاملون المداومون مدنيين وعسكريين يتقاضون مرتباتهم بانتظام لكن لماذا لم يعمل المسؤولون هذا؟ذلك هو السؤوال الكبير علما ان هناك ايرادات تغطي ذلك وتفيض جتى بدون النفط وبدون الجنوب وبدون مارب!
الناقوس الخامس
لااظن ان الممسكين بزمام الامور في صنعاء لايتابعون ولايعرفون ان الجماعات المتطرفة والارهابية وتجمع الاصلاح من خلال سيطرتهم اليوم على مارب وايراداتها النفطية وغير النفطية وكذا سيطرتهم على المنافذ الحدودية البرية الشمالية وايراداتها يسيرون جثيثا لبناء اقصاد مواز خاص بهم من بنكوك وشركات صرافة وتجارة سلاح ومخدرات ومن هذه العائدات المالية ينتشرون شعبيا وتنظيميا وعسكريا (ميليشيات مسلحة ومدربة) ويقوى نفوذهم السياسي الخ اظن ان هذه الوقائع ليست غائبة عن ذهن ادارة صنعاء والا فهي كارثة
الناقوس السادس
لقد قام تحالف سياسي،بحسب مااعلن،بين المؤتمر الشعبي العام وحركة انصار الله وعلى اساسه تشكل المجلس السياسي الاعلى واوكلت له مسؤولية قيادة الدولة …حسنا هذا جيد ولكن لابد من القول بصراحة ان هذا التحالف الثنائي قام وكل طرف من الطرفين يكيد للآخر ويتربص به الدوائر تلقفا للحظة تسنح كي يسدد له طعنة من الخلف وربما بتفاهمات خارجية.
ولهذا اعلنوا عن مجلس للحكم يتكون من عشرة رؤساء! ولايزالون عاجزين عن تشكيل حكومه.
لعل الاغرب في هذا التحالف اننا نعرف من البدهيات السياسية ان كل تحالف سياسي ينشأ بين احزاب سياسية اثنين او اكثر لابد ان يسبق قيامه اعلان البرنامج السياسي الذي اتفق المتحالفون على مضامينه واهدافه ليكون دليل عمل لهم في قيادة مرحلة سياسية محددة وهو برنامج يتضمن القواسم المشتركة التي يسعى المتحالفون لتحقيقها انما في ما يتعلق بتحالف المؤتمر والانصار لاوجود لبرنامج سياسي يحكم مسار المتحالفين!!! وهو ما يلقي ضلالا من الشكوك حول جدية مثل هذا التحالف وقابليته للاستمرار ويخفي نوازع جموحة متبادلة للاستئثار والتفرد الاحادي وهنا تكمن المصيبة التي نتمنى ان يجنبنا الله ويلاتها ان حدثت
الناقوس السابع:
وهو المتعلق بما تسمى المفاوضات بين الاطراف الوطنية برعاية اممية لايبدو ان هناك استراتيجية تفاوضية تحدد اهداف الوفد الوطني(او الوفدين) وتكتيكاته وخططه وبدائله واساليبه الخ كله سائر كما يقولون(على البركة) والاغرب والامر اننا نتفاوض برعاية اممية لاتزال تعتبرنا طرفا متمردا على(الشرعية) والطرف الآخر تتعامل معه على انه(شرعي) وهذا تعامل يتجسد بتحركات وتصريحات المبعوث الاممي!! لم اعد افهم على اي اساس نحن مستمرون بالتفاوض وفقا لقاعدة التعامل المذكورة أعلاه؟
هذا التفاوض يجعلنا نقر سواء اعلنا ام لم نعلن بان هناك شرعية مدعاة ونحن متمردون عليها..ولو كان الامر كذلك فلماذا لم نفعل ذلك من وقت مبكر ونقبل بتلك الشرعية المدعاة بقوة الفرض الخارجي ولكنا جنبنا بلادنا وشعبنا ويلات الحرب والقتل والدمار الذي لايزال يعصف بالبلاد حتى اللحظة دون ان نرى له نهاية على المدى المنظور؟! نحن نفهم التفاوض على انه بين اطراف سياسية داخلية مدعومة بعدوان عسكري خارجي مدمر للتوصل الى صيغة حل سياسي شامل وتوافقي بين الجميع وليس بين شرعي ومتمرد !
لهذا رأينا ولد الشيخ يؤكد انه لن يلتقي بالمجلس السياسي الاعلى لانه غير معترف به وانه يعرض حل عماده مايسمى الرئيس الشرعي الذي يصدر قرار بتعيين نائب له متوافق عليه تؤول اليه صلاحية ذلك الرئيس مع بقائه في الرف!
المهم الاستماتة في تاكيد وتثبيت شرعية هذا الرئيس الذي قيل انه هو من طلب تدخل تحالف العدوان ضد بلده! ليس حبا فيه وانما لتتنصل دول العدوان عن مسؤولية العدوان وماترتب عليه اذا نحن اقررنا بان ثمة شرعية له اصلا في المبتدأ وفي المختتم! ولهذا لاادري ان الوفد الوطني (او الوفدين)المفاوض واعيان بما فيه الكفاية لهذا المنزلق الخطر؟!
لماذا لم يصر على ان يكون الحوار الوطني المتكافئ هو الطريق الوحيد للحل السياسي على غرار الحوار الوطني الذي رعاه مبعوث اممي آخر افضى الى حل سياسي تم اعلانه في ليبيا مثلا فيما عرف بالمنوذج الليبي؟!!
المعذرة لاطالتي الحديث عليكم لكن ذلك كان ضروريا لان هذا الحديث ربما اردت به ان يكون حديث مودع للانشغال السياسي والاعلامي واردت ان اسجل موقفي من منطلق انتمائي الوطني للتنبيه وللتاريخ!