وصف المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ الخطة التي سلمها الوفد الوطني بشأن الحل السياسي بأنها ” خارطة طريق تتطرق إلى التدابير الأمنية والسياسية المقترحة لإنهاء النزاع في اليمن”، مؤكدا أنه “ينتظر الرد على المقترح من الوفد الوطني خلال الأيام القليلة القادمة”.
وغادر ولد الشيخ صنعاء اليوم بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام سلم خلالها الوفد الوطني ما وصفه بأنه ” خارطة طريق ” للحل السياسي مشددا على أن الخطة التي قال أنه سلم منها نسخة مطابقة للفار هادي وفريق حكومة الرياض، “تحظى بدعم دولي لم يسبق له مثيل”.
وطبقا لبيان اصدره ولد الشيخ مساء اليوم بعد ساعات من مغادرته صنعاء فإن “على كل الأطراف التعاون بشكل كامل وعاجل لدعم الخيارات السياسية لتأمين سلام دائم في اليمن”. منوهاً في السياق “أن الأسابيع والأشهر الماضية أكدت أنه لا رابح للحرب وأن العنف ليس حلاً”.
وشدد ولد الشيخ على “أهمية التوصل إلى اتفاق شامل وحل سلمي للنزاع”، وحث الأطراف على تمديد وقف الأعمال القتالية (الهدنة)، مشيراً كذلك إلى أهمية ضمان حرية الحركة دون أي عوائق للمساعدات والموظفين الإنسانيين في كافة أنحاء اليمن.
وقال: “إن اليمنيين قد وجدوا أنفسهم في مرمى النيران المميتة بشكل يفوق الوصف ودفعوا ثمن العنف العشوائي أضعافاً.. لابد لهذا الوضع أن يتوقف” مؤكدا على “أهمية فتح الأجواء اليمنية للطيران المدني بشكل عاجل وإجلاء الجرحى للعلاج دون المزيد من التأخير”.
ولفت إلى أنه نفذ زيارة إلى موقع الهجوم الذي وقع منذ ثلاثة أسابيع على الصالة الكبرى في صنعاء (عزاء آل الرويشان) والتقى مع ممثلين عن عائلات الضحايا.
هنا نص البيان ؛؛؛
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،
أغادر صنعاء اليوم حاملا معي الكثير من الحزن لما يتخبط به الشعب اليمني من الألاَم والدمار وأترك فيها الكثير من الأمل لأن ثقتي باليمنيين كبيرة وأنا أدرك أن عزيمة أهل اليمن لا تقهر ونضالهم لا يتزعزع..
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم باحر التعازي وأصدقها لذوي وأهل ضحايا الحادث المروع الذي طال مجلس العزاء في اليمن . وقد قمت بزيارة موقع الحادث البارحة والتقيت وفدا من أهالي الضحايا واستمعت الى معاناتهم ومطالبهم, خاصةً في ما يتعلق بالجرحى. وأرجو الرحمة والغفران لكل الضحايا كما أتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين والجرحى.
لقد قمت خلال هذه الزيارة الى اليمن بمجموعة من اللقاءات وقد اجتمعت مع وفد المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وتباحثنا مطولا في العديد م ن القضايا وقد عرضت عليهم مرة جديدة خطة السلام التي تضع تسلسلاً واضحا ومزمنا للإجراءات الأمنية والسياسية والتي تشكل حلاً شاملا وكاملاً للنزاع..
ولقد كان لهذه الزيارة أكثر من هدف:
* حيث قمت بالمطالبة وحث الأطراف على وقف كامل وشامل لجميع الأعمال القتالية. فمن غير المقبول أن يعيش المواطن اليمني تحت الخطر بينما يتبادل المسؤولون الاتهامات السياسية. لقد شهد وقف الاعمال القتالية الأخير خروقات من الطرفين مع انطلاقته ولكن الحالة العامة تحسنت في صنعاء ومناطق عدة ونود أن نبني على ذلك حتى نتمكن من تحقيق سلام شامل وعادل ووقف كامل لإطلاق النار
وهنا أشير الى ضرورة الالتزام الكامل بكل بنود اتفاق 10 ابريل والعمل على تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق من ظهران الجنوب بحسب مقررات مشاورات الكويت.
* كما أنني قمت بعرض خطة السلام على الأطراف السياسية وتم التطرق الى المستجدات السياسية في الأسابيع الماضية. وهنا أشدد أن على جميع الأطراف السياسية تقديم التنازلات للخروج من هذه الازمة التي تعصف بالبلاد. ولقد سلمت وفد المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله خطة كاملة مزمنة ومحددة وأعول على حرصهم على مصلحة اليمن واليمنيين للقبول بها كونها شاملة وعادلة كما أنها تتضمن خطة أمنية وسياسية تضمن المشاركة لجميع الأطراف. كما أن هذة الخطة تحظى بدعم دولي لا مثيل له..
* قمنا ايضاً بالضغط على الأطراف المعنية من أجل تسهيل مرور المساعدات الانسانية لكافة المناطق اليمنية. فلقد لاحظنا مؤخرا تحسناً كبيرا في بعض المناطق, الا أن مناطق أخرى لا زالت تعاني ولم تصلها المساعدات. أشدد مرة أخرى أن اليمن للجميع ولكل مواطنيه في الجنوب والشمال نفس الحقوق والواجبات. إن منع وصول المنظمات الإنسانية الى بعض المناطق, كما حصل أخيراً في محافظة تعز غير مقبول ويتنافى مع القانون الدولي الإنساني..
* قمت ايضاً بدعوة الأطراف المعنية لتسهيل عودة الطائرات المدنية الى مطار صنعاء الدولي وذلك لتسهيل مهمة إخراج الجرحى ومن هم بحاجة للعلاج السريع في الخارج. وكذلك المواطنين العالقيين خارج البلاد.
* قمت بلقاء الكثير من السياسيين والدبلوماسيين وناشطات اجتماعيات وتم تبادل الأراء والأفكار في الوضع القائم وانا أعول على دعمهم المتواصل لجهود الامم المتحدة ومنظماتها.
* قمت بلقاء بعض من أُسر المعتقلين والمختطفين وأستمعت لجزء قليل لما يعانون منه ومقترحاتهم وأنا أحث جميع الأطراف للقيام بخطوات جريئة بهذا الصدد. بما فيها اطلاق سراح السجناء السياسيين وسجناء الرأي.
الوضع الانساني في اليمن في تدهور متزايد ولا يحتمل المماطلة ومن الضروري وقف نزيف الدم المتواصل. لقد برهنت الأيام والأسابيع والأشهر المنصرمة أن متابعة الحرب لم تخدم ولن تخدم أحدا والحل لن يكون الا سياسيا شاملا وجامعا. فعلى المسؤولين التحلي بالوعي السياسي والحكمة السياسية لتدارك تداعيات الأمور كما عليهم تحمل مسؤولياتهم الوطنية. ان اليمن بحاجة للسلام والأمم المتحدة لم ولن توفر أي جهد لمساعدة اليمنيين ولكن القرار يبقى يمنيا والكرة الآن في ملعب المسؤولين اليمنيين من الطرفين وخطة السلام جاهزة لمن يريد السلام. أدعو الجميع الى مراجعة حساباتهم والتأكد أن ما من رابح في معركة يخسر فيها الشعب حياته وينهار فيها الوطن والانسان. فالناس تريد من القادة أفعالا لا أقوال وعلى المسؤوليين اليمنيين ان يكونوا على قدر المسؤولية وتطلعات الشعب.
شكرًا والى اللقاء القريب