قالت مجلة “تيليبوليس” الألمانية في تقرير نشرته للكاتب هارالد نويبر إن سلاح الجو الأميركي زود المقاتلات السعودية التي شنت الهجوم على قاعة العزاء بالصالة الكبرى بصنعاء بالوقود قبل الهجوم، مشيرة إلى أن العديد من الخبراء العسكريين الأميركيين يرون ان القوات الأميركية مشاركة في هذه الحرب.
ونسبت المجلة إلى موقع ” ألترنت ” الاميركي الإخباري القول إن تشارك الولايات المتحدة لم تشارك في الحرب التي تشنها السعودية على اليمن بالقنابل الموجهة بالليز فقط بل أن الجيش الأميركي زود المقاتلات السعودية التي نفذت الهجوم على قاعة العزاء بالوقود، ليتم الهجوم على أكمل وجه.
وبحسب المجلة فقد اكدت هذه الفرضية خبير الأسلحة بيير سبراي، الذي كان يعمل في سنوات الستينات في عهد وزير الدفاع روبرت مكنمارا في وزارة الدفاع الأميركية. ذكر موقع (ألترنت) أن سبراي هو رئيس مصممي المقاتلات إف 16، التي سبقها الطراز إف 15، الذي استخدم من قبل السلاح الجوي السعودي.
وقال سبراي لـ “ألترنت”: “إذا كانت الطائرة المقاتلة (التي شنت الهجوم في صنعاء) متواجدة في قاعدة الأمير سلطان الكبرى، فمن المؤكد أنها قد زودت بالوقود من قبل السلاح الجوي الأميركي قبل استخدامها.” وأكد هذا التقييم رقيب أول مايكل آدمز، عضو سابق في القوات الخاصة الأميركية حيث قال: “صحيح أنه يوجد قاعدة جوية أخرى، قاعدة الملك خالد، بالقرب من الحدود اليمنية. ولكن من المؤكد أن السلاح الجوي السعودي لم يستخدم هذه القاعدة، لأنها تعرضت لهجوم بصواريخ سكود من قبل الحوثيين.
وبالطبع إذا كانت المقاتلة السعودية إف 15 قد أقلعت من قاعدة جوية قريبة من اليمن، لكان استغرق تنفيذها للمهمة في المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيين ربع ساعة. أو خمس دقائق في جنوب غرب البلاد. ولكن بحسب موقع (ألترنت) لم يكن هناك وقت كاف لمناورات طائرة مقاتلة.”
وفي تحقيق صحفي أكد المتحدث باسم السلاح الجوي الأميركي، شين هوف، أن مكائن تزويد الطائرات بالوقود قد زودت مقاتلات التحالف العسكري بقيادة السعودية بالوقود. وهذا الشيء حدث أيضا في الهجوم الذي استهدف صنعاء ولكن ليس في نفس اليوم.
وردا على السؤال لماذا تقوم القوات الأميركية بتزويد مقاتلات قوات التحالف العسكري السعودي في المنطقة بالوقود، ولكن ليس في نفس يوم الذي تقوم فيه بشن الهجمات، قال هوف: “لا يمكنني الرد على هذا السؤال.”
اجتمع في صالة العزاء، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام المحلية، الآلاف من الناس لأداء واجب عزاء موت الشيخ علي الرويشان، والد وزير الداخلية الذي تم تعيينه من قبل الحوثيين. وقد شنت المقاتلة على تجمع العزاء أربع هجمات متتالية، واستشهد الموقع الاخباري الأميركي (ذا انترسبت) بشهود محليين. وقد تحدث المنقذين المحليين بعد التفجير عن “بحر من الدماء”.
في حين وثق موقع (ذا انترسبت) صورا لمكان الهجوم وأجزاء من القنابل الموجهة أميركية الصنع MK-82. التي بالإمكان قراءة ما هو مكتوب عليها: “قنابل موجهة MK-82 FIN للاستخدام”.
جريمة حرب لا تنسى ؛؛؛
وكان طيران العدوان السعودي شن عصر السبت 8 اكتوبر 2016 أربغ غارات على الصالة الكبرى في شارع الخمسين بحي حدة جنوبي العاصمة حيث كان يقام مجلس عزاء في وفاة والد وزير الداخلية جلال الرويشان.
وطبقا للروايات الرسمية وشهود العيان فقد شن طيران العدوان السعودي الاماراتي يومها غارتين بصورة مباشرة على قاعة العزاء ثم عاد وشن غارتين اخريين مستهدفا مسعفين ما اسفر عن عدد استشهاد واصابة 751 شخصا جلهم من المدنيين في ما وصف بأنه ” اكبر جريمة ابادة جماعية للعدوان السعودي منذ بدء حربه الوحشية على اليمن في مارس 2015.
وادت الغارات الوحشية إلى تدمير قاعة العزاء التي كانت مكتظة بالمعزين المدنيين بشكل كامل واحتراق عشرات الجثث وتناثرها اشلاء ما صعب من مهمة التعرف على هوية كثير من الضحايا الذين لايزال الكثير منهم مسجلا في قائمة المفقودين.
مجلس العزاء في الصالة الكبرى بصنعاء قبل وبعد استهدافه بـ 4 غارات يوم السبت 8 اكتوبر 2016 (المستقبل)