وفقا لمصادر سياسية وثيقة الاطلاع تحدثت إلى “المستقبل” فإن المباحثات التي ينتظر أن يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ لن تزيد عن لقاءات المجاملات مع تصاعد الضغوط الشعبية على المجلس السياسي الأعلى ووفد المفاوضات الوطني المكلف والمطالبة بعدم التعاطي معه، وكبح محاولاته لعب دور جديد لصالح تحالف العدوان السعودي.
ويستند موقف الشارع اليمني الذي عبر في حالات كثيرة عن رفضه التعاطي مع ولد الشيخ، حال الغضب الشعبي المتصاعد تجاه الدور المريب للمبعوث الأممي وانحيازه الصريح إلى الجانب السعودي والتعبير عن مطالبه واجنداته دون الاكتراث للتجاوزات والانتهاكات التي يقترفها في حربه العدوانية على اليمن، ناهيك القلق من دور مشبوه في السعي لتعبيد الطريق أمام مخططات بالغة الخطورة لتحالف العدوان السعودي والتي كشف القيادي في جماعة أنصار الله أحد امتداداتها الخطيرة في مساعي تحالف العدوان السعودي لابتلاع محافظة الحديدة تحت غطاء الهدنة المؤقتة كما حصل لدى اجتياح تحالف العدوان السعودي الإماراتي لمحافظة عدن.
ووصل ولد الشيخ إلى صنعاء أمس قادما من الرياض، واستبق زيارته ببيان بته القنوات الاعلامية التابعة للأمم المتحدة واثار ردود فعل غاضبة لدى الشارع اليمني بعدما زعم أن الهدنة الأممية التي اعلنها الخميس الماضي كانت متماسكة وطالب بتمديدها فضلا عن تبنيه صراحة مطالب سعودية بعودة تفعيل لجنة التهدئة الحدودية في ظهران الجنوب والتي كانت شكلت خلال مباحثات الحل السياسي في الكويت، واخفقت في مهماتها مع اختراق تحالف العدوان السعودي للهدنة ناهيك بخرقة هدنة الــ 72 ساعة التي تبناها وزير الخارجية الأميركي جون كيري وولد الشيخ وانتهت عمليات ليل السبت الماضي.
وبدت تجليات الموقف الشعبي الرافض لدور المبعوث الأممي بصورة أكثر وضوحا في قرار البرلمان الذي حدد مسارا للمباحثات مع المبعوث الأممي “على أساس وقف الحرب العدوانية من قبل دول تحالف العدوان بقيادة السعودية ورفع الحصار البري والبحري والجوي وبدون شروط مسبقة وضرورة وصول اللجنة الدولية المحايدة لتقصي الحقائق حول الجرائم التي إرتكبتها دول تحالف العدوان التي تقودها السعودية” وهي الشروط ذاتها التي كان حددها المجلس السياسي الأعلى في وقت سابق.
مهمة صعبة ؛؛؛
وقياسا بالتداعيات الداخلية التي جعلت من مهمة المبعوث الأممي صعبة للغاية، فقد تزايدت فرص نجاحه مع تعمد تحالف العدوان السعودي تصعيد عملياته العسكرية وغاراته على المدن اليمنية، إذ تجاوز عدد الغارات التي شنها طيران تحالف العدوان السعودي خلال اليوم الأول لزيارة ولد الشيخ أكثر من 25 غارة ادت إلى استشهاد ستة مدنيين في محافظة صعدة وتدمير خزان مياه وشبكة اتصالات ارضية في الحديدة ناهيك بشنه أعنف سلسلة غارت على العاصمة صنعاء وضواحيها وغارات اخرى في محافظات مأرب والجوف حجة، فيما بدا تحديا للهدنة الأممية بصورة معلنة.
وزاد من تعقيدات مهمة ولد الشيخ الكشف عن شكوى قدمتها سلطنة عمان الى الأمين العام للأمم المتحدة شكت فيها عدم حيادية ولد الشيخ الذي قالت إن “مآخذ كثيرة تدور حوله أساسها انعدام الثقة وعدم الحياد وتمرير أجندات محددة” ناهيك بكشفها ضلوع المبعوث الأممي في اجهاض مساع دولية وأممية لا صدار قرار من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف لتشكيل لجنة تحقيق في جرائم التحالف السعودي بحق المدنيين في اليمن وأن ولد الشيخ صار في وضع سيئ للغاية ينذر بإعفائه عن مهمته مع مجيئ الأمين العام الجديد للأمم المتحدة.
ووفق أكثر التقديرات فقد منيت مهمة المبعوث الأممي بالفشل في اللحظات الأولى لإعلانها، خصوصا في ظل الاجماع الذي أبدته قوى الداخل على رفض مهماته التي تقول اوساط سياسية بصورة علنية أنه تجاوز فيها الجهود الأممية التي يفترض فيها الحياد والبحث الجاد عن حلول توافقية، إلى لعب دور مكشوف وسيئ الصيت لصالح العدوان السعودي”.
وثمة تقديرات تتناقلها الدوائر السياسية أن مهمة ولد الشيخ إلى اليمن قد تكون الأخيرة بالنظر إلى سجله غير النزيه في ادارة مفاوضات الحل السياسي التي ترعاها الأمم المتحدة منذ عدة أشهر، وهو الموقف الذي عبر عنه بوضوح الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر ياسر العواضيي الذي أعلن مقاطعة أي لقاءات مع ولد الشيخ لكونه غير محايد حد وصفه.
اسوأ مبعوث أممي ؛؛؛
ويصف اليمنيون ولد الشيخ بأنه أسوأ مبعوث في تاريخ الأمم المتحدة بالنظر إلى سجله الملبد بالانحياز ولعبه ادوارا مروعة لصالح العدوان السعودي وآخرها اجهاض ترتيبات أممية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في شأن تشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة العدوان السعودي على قاعة العزاء في الصالة الكبرى بصنعاء في الجريمة التي وصفتها منظمات انسانية دولية بأنها ” جريمة حرب” بعدما استهدف طيران تحالف العدوان السعودي وفقا لتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة مجلس العزاء بصورة متعمدة منتهكا القانون الانساني الدولي بصورة سافرة.
ورغم المزاعم التي حاول ولد الشيخ الاختباء خلفها في التصريحات الغامضة التي اطلقها لدى وصوله صنعاء، إلا أن البيان الذي اذاعة قبيل زيارته لصنعاء، كشف المهمة الرئيسية التي يحاول احرازها في زيارته لصنعماء وخصوصا في دعوته إلى ” إعادة تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق، مطالباً بتوجه أعضائها إلى مدينة ظهران الجنوب السعودية، وهو البيان الذي فتح به على نفسه ابواب الاتهامات، والتي عبر عنها أحد اقطاب العملية السياسية وهو حزب المؤتمر الذي أكد في بيان أن ولد الشيخ ” لم يعد محايدا ولم يعد مبعوثا أمميا بل صار مبعوثا سعوديا”.