أكدت مجلّة “ناشونال انترست” الامريكية، ان الغارة السعودية على صالة عزاء بصنعاء، يعطي الدليل الملموس الذي تسعى خلفه حكومة الولايات المتحدة بشأن حدوث جرائم حرب في اليمن بشكل شبه يومي، ويجب ان تضع حدا لإنهاء هذا الجدل المتعلق بهذه المساعي.
وأشارت الى ان الغارة تسببت بمقتل 140 شخصاً، وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح، كما اشارت إلى المشاهد الأولى بعد وقوع الغارة حيث الحرائق والجثث المتفحّمة، والأشلاء المتناثرة في مختلف أنحاء المكان، والشظايا المعدنية المتطايرة على وقع “استغاثات الناجين”، وعمّال الإغاثة الذين هرعوا إلى قاعة العزاء المستهدفة لنقل الجرحى إلى أقرب مستشفى.
وأوضحت أن هذا النوع من الغارات على المدنيين، وأماكن تجمّعاتهم كان دائم الحدوث خلال 18 شهراً من الحرب، التي مزقت اليمن.. ولفتت إلى ان حملة “التحالف العربي” بقيادة السعودية في اليمن، قد تحوّلت إلى “مستنقع”، في ظلّ واقع المراوحة الميدانية.
واعتبرت المجلة الامريكية، أن مجريات الأحداث تكاد تكون أشبه بـ”نسخة عربية من حرب فيتنام”، حيث يبدو “الجيش المتفوّق عددياً، ونارياً، وتكنولوجياً، غير قادر على هزيمة حركة “أنصار الله” التي تحظى ببعض الدعم الشعبي”.
وأشارت المجلة في تقرير أعدّه دانييل دي بيتريس، الى قلق المسؤولين الامريكيين من ان يكون الدعم العسكري للحملة الجوية السعودية يسهم في تمكين او تشجيع هذا النوع من الغارات الذي شهدته صنعاء نهاية الأسبوع الماضي، على نحو قد يجعل الولايات المتحدة عرضة للاتهامات، ولو من الناحية النظرية، بارتكاب جرائم حرب، بسبب تقديمها الدعم لقوات “التحالف”، ومدّها بالأسلحة والذخائر بموجب صفقات بعشرات مليارات الدولارات.
ووصف التقرير، تصريحات المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي على خلفية غارة صنعاء، بــ “أقوى تعليق صادر عن إدارة أوباما حول سلوك السعودية في اليمن”، إذ أعلن الأخير شروع واشنطن بـ”إجراء مراجعة فورية” الأمر الذين لن يعني فقط “المراجعة الشاملة للدعم العسكري الأمريكي المقدّم للتحالف السعودي”، بل أيضاً إمكان “إيقاف” هذا الدعم في حال ثبت أن “الرياض وحلفاءها لم يقدما على وقف الهجمات على الأهداف المدنية، ومنشآت البنى التحتية العامة”، الضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية من ماء، وغذاء، ودواء.
وأفاد، ان هذه الاستراتيجية التي سوف تتبعها إدارة أوباما، أتت متأخّرة بنحو 18 شهراً.. مبدياً استهجانه تبرير واشنطن على الدوام، دعمها للتحالف السعودي من خلال ترداد الكلام المعتاد والمألوف عن “واجبات والتزامات الولايات المتّحدة بمساندة حلفائها”، واعتباره نهج واشنطن في هذا الصدد بمثابة إغفال لوقائع الصراع في اليمن بما “يعكس حجم الدور السيء الذي تضطلع به الولايات المتحدة بالفعل في هذه الحرب.
وطالبت “ناشونال انترست”، إدارة أوباما بوقف تأجيج الحرب في اليمن، والدفع قدماً نحو اصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي، يعمل على تكليف لجنة تحقيق دولية، وتكريس جهودها بكل إخلاص لدعم المسار التفاوضي، الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي أخفق مراراً بسبب المطالب غير الواقعية لهادي، والسلوك السياسي العدواني للحوثيين.