المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
بعد 86 عاماً على إعلان ولادتها كمملكة تستند الى الفكر الوهابي المتطرف، قررت عائلة آل سعود الحاكمة في السعودية التخلي عن التقويم الهجري واعتماد التقويم الميلادي في معاملاتها الحكومية، حيث ستبدأ من الشهر الحالي بدفع رواتب العاملين في القطاع العام (الدولة) بما يتوافق مع السَنة الميلادية وطبقا لنظام الابراج الشمسي.
ويهدف النظام السعودي من هذه الخطوة وفقا لتاكيدات رسمية الى توفير 14.9 مليار ريال ما يوازي قرابة 4 مليارات دولار، وذلك في اطار اجراءات التقشف التي اتبعتها السعودية لمواجهة عجز ميزانيتها المتفاقمة مع استمرار حربها في اليمن وهبوط اسعار النفط، حيث ان فارق عدد الأيام بين السَنة الهجريّة والسَنة الميلاديّة؛ فالثانية تزيد على الأولى بـ11 يوماً، وبالتالي، بهذه الطريقة، يُمكن القول إن مردودات هذه الأيّام سوف “تُسرَق” مِن جيوب الموظّفين. ثلث راتب سيتبخّر كل عام مِن العاملين، و15 شهراً من عمرهم التقاعدي لكل 40 سنة من العمل، وهو ما اشتكى منه كثير من المغردين السعوديين.
وحاول النظام السعودي تجميل عملية التخلي عن التقويم الهجري المقدس لدى “وعاظ السلاطين” الوهابيين، فعمدت الى القول باعتماد التقويم “الهجري الشمسي” المعتمد على الابراج، اي التقويم الميلادي، لكنها لا تريد ذكره بصراحه من اجل “مشاعر” المؤسسة الدينية الوهابية التي افتى مفتي المملكة ذات يوم، بأن الهجري هو «شرف الأمة»، الذي اسقطه آل سعود الان من اجل توفير مبالغ من مرتبات موظفي الدولة.
واصدرت وزارة المالية السعودية، تعميم خاص بصرف الرواتب وفقا للتقويم الميلادي، او ما يحلو لهم تسميته بـ”التقويم الهجري الشمسي”، وحددت اليوم الخامس من كل برج هجري شمسي موعداً لتحويل الرواتب إلى الحسابات البنكية للموظفين.
وبموجب التعميم فإنه سيتم صرف راتب الشهر الحالي في اليوم الخامس من برج العقرب الموافق لليوم السابع والعشرون من أكتوبر/ تشرين أول 2016، فيما سيتم صرف راتب الشهر القادم في اليوم الخامس من برج القوس الموافق لليوم السادس والعشرون من شهر نوفمبر/ تشرين ثاني 2016، وسيستمر الصرف وفق هذا التنظيم مستقبلاً.
وسادت حالة من الغضب الممزوجة بالسخرية، شهدها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالسعودية، إثر إعلان وزارة المالية، صرف الرواتب بالتقويم الهجري الشمسي، حيث دشن مغردون وسما بعنوان «صرف الرواتب بالأبراج»، استنكروا فيه القرار، وسط حالة من السخرية التي انتابت كثير من المغردين، الذي وصلوا بالوسم إلى مرتبة متقدمة بين الوسم الأكثر تداولا بالسعودية.
فكتب «وليد الفراج»: «لو كان البيان بأن صرف رواتب موظفي الدولة يوم 27 ميلادي من كل شهر لكان أسهل استيعابا للناس.. الفلسفة في الصياغة مشكلة».
وأشار «مشاري الغامدي» إلى أنه «بسبب حسبة الأبراج بدل ما يكون ١٢ راتب في السنة راح تصير ١١ ، تبعاً لسياسة التقشف الحالية، كل عام وأنتم بخير».
وقالت «عائشة»: «المتعارف عليه السنة فيها ١٢ شهر = ١٢ راتب.. مع رؤية 2030.. أصبح ١٢ شهر عمل = ١١ راتب.. مع الرؤية مش حتأدر تقمع فلوسك».
وأضاف «أبو أحمد القرني»: «لو نلتزم بالميلادي لنسير مع العالم لكان خيرا وأبقى من هذا التكلف والتعسف في أمور تافهة جدا وتعقيد الحسابات بلا طائل».
وسخر «عبد المجيد الناصر»، قائلا: «الشعب الوحيد اللي بيتعامل بـ3 تقاويم.. الهجري القمري للأعياد والصوم، والهجري الشمسي للرواتب، والميلادي لحجوزات الفنادق الطيران».
فيما قال «مشهور الدبيان»: «ما افتكينا من لخبطة الهجري والميلادي تدخلون تواريخ بالأبراج بعد.. الظاهر الدولة الوحيدة اللي تمشي على ٣ أنظمة بالتاريخ».
وتابع «سعد عطية الغامدي»: «صاحب الفكرة ربما مدمن قراءة برجك هذا الأسبوع.. فجاء الأمر على مراده».
وسخر «بندر» بالقول: «هنقبض بالتقويم (الهجري الشمسي)، ما ثبتنا على (الهجري القمري) ولا تحولنا لـ(الميلادي الشمسي).. ضيعنا مشيتنا ومشية الحمامة».
كما سخر «عادل الكلباني»، حين قال: «ما عاد يقدر أي مفتي يقول لا تتابعون الأبراج.. هذا لا إسلام ولا أهل كتاب».
وتهكم «أبو شلغم»: «عزيزي الزوج إذا سمعت زوجتك تكلم بالتيلفون وتقول راتب الثور ما نزل.. تمالك أعصابك فهي لا تقصدك».
وأضاف «خالد الفلاح»: «المصيبة.. إذا جالك واحد وقالك معك سلف لنهاية الحمل».
فيما غرد «بدر الشمري»، قائلا: «احنا اليوم ١٥ محرم.. والراتب بـ5 عقرب».
وأضافت «مروة»: «من باب الاحتياط كل واحد يشوف برجه بالصيني».
وتابع «عبد الله القرني»: «كانت الأبراج حرام ومن يبحث عنها يدخل باب للشرك.. والآن سيصبح تعلمها محبب.. هل الراتب يغيير ـحكام الشرع ـم كنتوا بياعين حكي».
وأشار «محمد العيدي»، إلى أن «الأبراج للحساب وليس للتنبؤات.. ولكن سنويًا سينقص من راتبك 33.3%.. يعني راتب 10 أيام بسبب اختلاف الحساب القمري والشمسي».
فيما قال «ظافر البلوي»: «موافقين على خصم 10 أيام من الراتب كل سنة.. وردونا ثانية على الهجري.. ليش اللفة هذي كلها!».
وقال «عبد الله صالح»: «واقع التعليقات حول صرف الرواتب بالأبراج.. استفتاء شعبي صادق يثبت أن غيرة الناس على ما يرتبط بالهوية أكبر من غيرتهم على ما يمس رزقهم».
واتفق معه «عبد العزيز العمري»: «عجبت لما في هذا الرابط من تعليقات تنم عن تمسك الناس بهويتها وتقويم الأمة فالهوية أكبر من المال».
