المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
ما إن تم نشر بيان نتائج التحقيق المزعومة للجنة السعودية المكلفة بالتحقيق في جريمة قصف صالة العزاء الكبرى في العاصمة اليمنية – صنعاء و التي نتج عنها مجزرة رهيبة بحق المئات من المواطنين المتواجدين في مراسيم عزاء آل الرويشان، حتى سارعت الحكومة البريطانية عبر موقعها بالترحيب بالإعتراف السعودي و بنتائج التحقيق تلك بصورة تثير الكثير من التساؤلات و الشكوك حول هذه المسارعة، فما هو السر الذي يكمن وراء ذلك الترحيب السريع ؟!!
في الحقيقة من ينظر إلى البريطانيين في علاقتهم مع المملكة السعودية منذ نشأت الأخيرة في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي يجد أن هذه العلاقة قائمة على أساس تقديم المصلحة البريطانية بالدرجة الأساس حتى على حساب مصالح المملكة نفسها، و قد رأينا كيف كان الملك المؤسس يدين بالولاء المطلق للتاج البريطاني لدرجة أنه لا يمكن أن يعصي له أمرا حتى تصيح الساعة بحسب الرسالة الشهيرة له إلى الحكومة البريطانية
دعم تلك العلاقات حجم الصفقات الموقعة بين الدولتين و التي ظل يسيل للمزيد منها لعاب البريطانيين لدرجة أن الحكومة البريطانية قفزت على قوانينها و أنظمتها و تجاوزتها إلى وقف التحقيق في صفقة اليمامة التي صاحبها قضايا فساد تورط فيها مسؤولون من الأسرة المالكة السعودية بعد تهديد الأخيرة بقطع العلاقات بين البلدين في حالة إستمر التحقيق في هذه الصفقة .
من هذا المنطلق فإن الحكومة البريطانية اليوم التي هي على موعدٍ مع إكمال صفقة أسلحة مع السعوديين تتجاوز الخمسين مليار دولار رأت بعد أن أدركت حقيقة التورط السعودي في مجزرة الصالة الكبري في العاصمة صنعاء أنه يتحتم عليها إخراج حليفتها السعودية من هذا المأزق بما يجنبها الملاحقات القانونية من جهة و يجنب بريطانيا أيضاً الحرج و الضغوط الداخلية التي قد تحول دون إستمرار توريد الأسلحة للسعودية و هذا ما يؤكد بالطبع التسريبات التي تقول بأن بيان الإعتراف السعودي قد تم صياغته في المطابخ البريطانية و الأمريكية بعد الرجوع إلى خبراء في القانون الدولي .
لذلك ليس غريباً أن يسارع الجانب البريطاني بالترحيب بذلك البيان السعودي الذي أسهم هو في صياغته بما يتناسب و المصالح البريطانية العليا بدون ان يدع مجالا لاثارها على المدى القريب و المتوسط .
عبد المنان السنبلي
