2024/12/25 8:26:17 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> السعودية اعترفت .. فماذا عن المرتزقة

السعودية اعترفت .. فماذا عن المرتزقة

 

بصراحة لا يهمني اليوم أن تعترف السعودية بمسئوليتها عن ارتكاب مجزرة الصالة الكبرى بقدر مايهمني ان يقتنع أصحابنا الشاكرون لها هنا بأن النظام السعودي لم و لن يكون أبداً صدِّيقاً نبيا !! لأنني بصراحة أستغرب و أتعجب لنوعية العقول التي يحملها البعض منهم و التي لازالت تصر على تبرئة ساحة السعودية من هذه الجريمة و إلصاقها بالحوثي و عفاش رغم إعلان السعودية الصريح و الواضح اليوم إعترافها بإرتكاب هذه المجزرة !!

لقد جاء هذا الإعتراف بعد أقل من أربعٍ و عشرين ساعة من برقية تعزيةٍ بعثها هادي لأسر و أهالي ضحايا الصالة الكبرى محاولاً إيهامهم و الإيعاز إليهم بأن من يقف وراء إستهداف الصالة أنما هما الحوثي و عفاش كما يُستَشف من مضمون هذه البرقية و مبرّئاً في الوقت نفسه أولياء نعمته الحرام من إرتكابها، فهل رأى العالم كله إستغباءً و إستخفافاً بالعقول أعظم من هذا ؟!!

هارد لك يا عبدربه .. هارد لك !! لقد إعترف السعوديون حتى قبل أن تصل رسالتك إلى من أردت إيصالها إليهم، بل و حملّوك أنت و رئاسة أركان جيشك المسئولية الكاملة عنها في محاولةٍ للتنصّل الخجول عن الجريمة، فهل فهمت الرسالة و إستوعبت الدرس ؟!!

ما علينا !! لنرجع إلى موضوع الإعتراف السعودي بالجريمة .

في الواقع لقد جاء هذا الإعتراف بعد أن وجدت السعودية نفسها وحيدةً في مواجهة الدلائل و القرائن الثابتة التي تدينها جميعها خاصةً بعد الإتصال الذي جرى بين وزير الخارجية الأمريكي (كيري) و وزير الدفاع السعودي (محمد بن سلمان) و الذي إستطاع كيري فيه إنتزاع إعتراف بن سلمان بعد تطويقه بالأدلة الدامغة بحسب قناتي mtv و الحرة الأمريكية .

في الواقع لقد كان يعتقد السعوديون أن صيداً ثميناً كان يتواجد في القاعة (يُعتقَد أنه الرئيس صالح) بالإضافة إلى تواجد العديد من القيادات السياسية و الأمنية و العسكرية، و لذلك فقد قرروا قصف القاعة بوحشية شديدة بعد ان وضعت لنفسها إستراتيجية معينة تتبعها في مرحلة ما بعد الضربة و ذلك لإمتصاص ردة الفعل الدولية الغاضبة .

تجلت هذه الإستراتيجية بوضوح مباشرةً بعد تنفيذ العملية و ذلك من خلال الإنكار و إستنكار العملية أولاً و من ثم إلصاقها بخصميهما الحوثي و صالح و المطالبة أيضاً بلجنة تحقيق دولية كنوعٍ من محاولة ذر الرماد في العيون و الظهور بمظهر البرئ الذي يتبرأ من مثل هكذا عمل و في نفس الوقت إطلاق العنان للطابور الخامس بإختلاق الإشاعات و بثها في أوساط الناس و ذلك للفت الأنظار عن المجرم الحقيقي إلى إحتمالاتٍ و تأويلاتٍ شتى .

إلا ان الحظ لم يحالف السعوديين كثيراً لإخفاء معالم و أثار الجريمة كسابقاتها من المجازر في مناطقٍ نائةٍ كثيرةٍ حيث ما لبثت سريعاً أمام الأدلة و البراهين التي تدينها أن أنهارت سريعاً و أعترفت اليوم بجرمها المشهود و الذي لم يسبق له مثيلاً في تاريخ الجزيرة العربية منذ حادثة أصحاب الأخدود .

من هنا أقول أنه واهمٌ من يظن أن السعودية ستنجو من جريمتها هذه و التي ستكون مدخلاً لفتح ملفات كل الجرائم الأخرى حتى و إن ساقت إعترافها هذا على ظهور أدواتها و أزلامها الذين ظنوا بها في لحظةٍ من اللحظات أنها المخلص و المنقذ لهم و الذي لا يمكن لها أن تفكر لحظةً واحدةً بتقديمهم كبش فداء لجرائمها بحق شعبهم و وطنهم، و إن غداً لناظره قريبُ…

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...