نفى خبراء عسكريون جنوبيون لـ”المستقبل” وجود ما سماه تحالف العدوان السعودي ” مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية” الذي حمله تحالف العدوان السعودي مسؤولية جريمة قصف قاعة العزاء بصنعاء، مؤكدين أن سائر العمليات الجوية التي يشنها تحالف العدوان السعودي تدار وتنفذ من غرف عمليات رئيسية سعودية واماراتية في الرياض وقاعدة عصب باريتريا وأن المراكز المتواجدة في جنوب اليمن تشارك في الغارات الجوية لتحالف العدوان السعودي بصورة ثانوية من قاعدة العند الجوية الخاضعة لسيطرة قوات الغز الإماراتية، عبر مركز عمليات في مقر قيادة تحالف العدوان السعودي بمحافظة عدن.
وأوضحوا أن قادة عسكريين وطيارين من المرتزقة موالين للفار المطلوب للعدالة عبد ربه منصور يشاركون في ادارة الغارات الجوية لتحالف العدوان السعودي في حين أن كتائب الجيش المنشقة الموالية للفار هادي والتي سماها البيان السعودي ” هيئة الأركان العامة” وحملها مسؤولية اعطاء التحالف “معلومات مغلوطة” تؤدي مهمات ثانوية وهامشية في إطار هذه المراكز وبصفة التابعية وليس بصفة مركز قرار، سوى الإقرارات التي يوقعها الفار هادي يوميا بالموافقة بشن الغارات من مقر اقامته في الرياض.
وجاء ذلك تعليقا على بيان اصدره النظام السعودي اليوم اعلن فيه نتائج تحقيق مزعوم بشأن جريمة الابادة الجماعية التي ارتكبها طيران تحالف العدوان السعودي بقصفه بأربع غارات وحشية مجلسا للعزاء في الصالة الكبرى بصنعاء السبت الماضي، ولحقة ببيان صادر عن التحالف أعلن فيه قبوله بنتائج التحقيق المزعوم لفريق التحقيق المشترك” وفق ما جاء في البيان الصادر عنه اليوم.
واقر البيان السعودي بارتكاب طيران تحالف العدوان السعودي الإماراتي الجريمة المروعة غير أنه منح نفسه صك البراءة من المسؤولية القانونية للجريمة، وحمل ما سماه “مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية” بالسماح بشن الغارات على قاعة العزاء كما حمل ما سماه ” رئاسة هيئة الاركان العامة” اعطاء تحالف العدوان معلومات مغلوطة عن اهداف عسكرية، ملقيا باللائمة على الجانب اليمني من مرتزقة العدوان السعودي والتنصل عن المسؤولية القانونية لتحالف العدوان بقيادة السعودية المسؤولية عن ارتكاب الجريمة التي راح ضحيتها أكثر من 750 شخصا بين شهيد وجريح ووصفتها منظمات هيومن رايتس ووتش بأنها ” ترقى إلى جريمة الحرب” .
وجاء اعتراف تحالف العدوان السعودي الإماراتي بالجريمة في بيان نسبه النظام السعودي إلى الفريق المشترك لتقويم الحوادث” معلنا عن تحقيق مزعوم اجراه النظام السعودي ومرتزقته في حكومة الرياض، محاولا خلط الأوراق لتلافي تشكيل لجنة دولية للتحقيق في المجزرة.
ولم يكشف البيان المعلن هوية الفريق المشترك الذي زعم البيان أنه شرع في التحقيق مباشرة بعد وقوع الجريمة، لكنه قال إنه توصل إلى أن “جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية” التي يقودها هادي والمقدشي والجنرال محسن قدمت معلومات استخبارية من الأرض إلى “مركز توجيه العمليات الجوية” الذي يديره تحالف العدوان من اليمن بمشاركة الفار عبد ربه منصور هادي عن ” وجود قيادات حوثية مسلحة في موقع محدد في مدينة صنعاء وتبين لاحقاً أنها مغلوطة”.
واكد ايضا أن هذه الجهة “ابدت اصرارا على استهداف الموقع بشكل فوري باعتباره هدفاً عسكرياً مشروعاً، وأن مركز توجيه العمليات الجوية للتحالف “سمح بتنفيذ عملية الاستهداف بدون الحصول على توجيه من الجهة المعنية في قيادة قوات التحالف”.
وعلق الكاتب والمحلل السياسي عصام البحري على اعتراف تحالف العدوان السعودي بارتكاب ابشع جريمة حرب في اليمن بعد نفيه المسبق لها أن “مالم يقله التحقيق المزعوم أن الغارات على صالة العزاء تمت بتوجيه من علي محسن وبمباركة الفار المطلوب للعدالة هادي ومحمد سلمان بعد ان رفعت اليهم معلومات استخبارية من خلايا سرية تابعة لتحالف العدوان السعودي ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح حضر العزاء بينما في الحقيقة لم يحضر وانما نجله خالد حضر لدقائق لتقديم واجب العزاء ثم غادر القاعة قبل وقوع الغارات”.
وقلل البحري شأن تحميل تحالف العدوان السعودي الفار هادي ومرتزقته في اليمن مسؤولية الجريمة المروعة، مؤكدا أن ” الاعتراف بقصف طيران العدوان صالة العزاء يضعهم امام مسؤولية مباشرة في الجريمة، ويقتضي من المجتمع الدولي تقديم مجرمي الحرب سلمان ونجله محمد والخائن هادي ونائبه محسن لمحاكمة دولية بتهمة جريمة حرب اكتملت اركانها باعتراف الجاني كما يقتضي مباشرة التحقيق في بقية جرائم الحرب، الناتجة عن آلاف الغارات السعودية قصفت مدنيين ومرافق مدنية باليمن وتعد جرائم حرب ومجزرة عزاء صنعاء تعد الابشع وتعرزت بهذا الاعتراف.
ولفت البحري إلى أن ما جاء في البيان السعودي حول نتائج تحقيق اللجنة المشتركة استهدف طمس الحقائق الكاملة للجريمة والتي امر بها ويتحمل مسؤليتها القانونية والاخلاقية سلمان ونجله وولي عهده وهادي ومحسن والمقدشي”.
واكد أنه وبموجب القانون الانساني الدولي فإن قصف مجلس عزاء صنعاء الذي اعترفت به السعودية يعد جريمة حرب لا تسقط التهمه فيها بالتقادم مطالبا المجتمع الدولي الاسراع في تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تتيح محاكمات دولية لمجرمي الحرب المشاركين في هذه المجزرة وغيرها من الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي بحق المدنيين خلال 18 شهرا من العدوان الهمجي على اليمن.
بدورة قالالكاتب والمحلل السياسي عبد المنان السنبلي أن الإعتراف السعودي جاء بعد أن وجدت السعودية نفسها وحيدةً في مواجهة الدلائل و القرائن الثابتة التي تدينها جميعها خاصةً بعد الإتصال الذي جرى بين وزير الخارجية الأمريكي (كيري) و وزير الدفاع السعودي (محمد بن سلمان) و الذي إستطاع كيري فيه إنتزاع إعتراف بن سلمان بعد تطويقه بالأدلة الدامغة بحسب قناتي mtv و الحرة الأمريكية .
واضاف ” في الواقع لقد كان يعتقد السعوديون أن صيداً ثميناً كان يتواجد في القاعة (يُعتقَد أنه الرئيس صالح) بالإضافة إلى تواجد العديد من القيادات السياسية و الأمنية و العسكرية، و لذلك فقد قرروا قصف القاعة بوحشية شديدة بعد ان وضعت لنفسها إستراتيجية معينة تتبعها في مرحلة ما بعد الضربة و ذلك لإمتصاص ردة الفعل الدولية الغاضبة.
تجلت هذه الإستراتيجية بوضوح مباشرةً بعد تنفيذ العملية و ذلك من خلال الإنكار و إستنكار العملية أولاً و من ثم إلصاقها بخصميهما الحوثي و صالح و المطالبة أيضاً بلجنة تحقيق دولية كنوعٍ من محاولة ذر الرماد في العيون و الظهور بمظهر البرئ الذي يتبرأ من مثل هكذا عمل و في نفس الوقت إطلاق العنان للطابور الخامس بإختلاق الإشاعات و بثها في أوساط الناس و ذلك للفت الأنظار عن المجرم الحقيقي إلى إحتمالاتٍ و تأويلاتٍ شتى”.