اقر تحالف العدوان السعودي الإماراتي اليوم بالجريمة التي ارتكبها طيرانه الحربي بقصف مجلس العزاء في الصالة الكبرى بصنعاء السبت الماضي، محملا مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية الذي يديره الفار المطلوب للعدالة عبد ربه منصور هادي وخلايا تجسس تابعة له في ما سماه ” رئاسة هيئة الاركان العامة” بقيادة المقدشي، مسؤولية ارتكابها بعد اعطاء تحالف العدوان معلومات استخبارية مغلوطة تسببت في وقوع الجريمة التي راح ضحيتها أكثر من 750 شخصا بين شهيد وجريح ووصفتها منظمات هيومن رايتس ووتش بأنها ” ترقى إلى جريمة الحرب” .
وجاء اعتراف تحالف العدوان السعودي الإماراتي بالجريمة في بيان نسبه النظام السعودي إلى الفريق المشترك لتقويم الحوادث” والذي حاول خلط الأوراق وتحميل طرف يمني مسؤولية المجزرة المروعة للتنصل عن مسؤوليته القانونية حيالها.
ولم يوضح البيان المعلن هوية الفريق المشترك الذي زعم البيان أنه شرع في التحقيق مباشرة بعد وقوع الجريمة، لكنه قال إنه توصل إلى أن “جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية” التي يقودها محمد علي المقدشي والجنرال علي محسن قدمت معلومات استخبارية من الأرض إلى “مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية” الذي يديره بشكل مباشر الفار المطلوب للعدالة عبد ربه منصور هادي) عن وجود قيادات حوثية مسلحة في موقع محدد في مدينة صنعاء وتبين لاحقاً أنها مغلوطة”.
وقال إن هذه الجهات ابدت اصرارا على استهداف الموقع بشكل فوري باعتباره هدفاً عسكرياً مشروعاً، وأن مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية بقيادة الفار عبد ربه منصور “سمح بتنفيذ عملية الاستهداف بدون الحصول على توجيه من الجهة المعنية في قيادة قوات التحالف”.
واكد أن جريمة قصف قاعة العزاء تمت عبر طيران تحالف العدوان السعودي الاماراتي “دون إتباع الإجراءات الاحترازية المعتمدة من قيادة قوات التحالف للتأكد من عدم وجود الموقع ضمن المواقع المدنية محظورة الاستهداف. ووجه مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية إحدى الطائرات الموجودة في المنطقة لتنفيذ المهمة مما أسفر عن وقوع وفيات وإصابات للمتواجدين في الموقع” مؤكدا أن ” مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية وجه إحدى الطائرات الموجودة في المنطقة لتنفيذ المهمة مما أسفر عن وقوع وفيات وإصابات للمتواجدين في الموقع”.
هنا نص البيان ؛؛؛؛
فيما يتعلق بما ورد للفريق المشترك لتقييم الحوادث عن الحادث المؤسف والمؤلم لاستهداف قاعة في مدينة صنعاء، ونتج عنه وفيات وإصابات متعددة وذلك بتاريخ ( 7 / 1 / 1438هـ ) الموافق ( 8 /10 / 2016م ).
فقد قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالتحقق من الحادثة مباشرةً بعد وقوعها، وبناءً على طلب الفريق قدمت قيادة قوات التحالف كافة المعلومات المطلوبة عن الحادثة، وبعد اطلاع الفريق على جميع الوثائق بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، وتقييم الأدلة بما في ذلك إفادات المعنيين وذوي العلاقة في الحادثة، توصل الفريق إلى أن جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية قدمت معلومات إلى مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية – تبين لاحقاً أنها مغلوطة – عن وجود قيادات حوثية مسلحة في موقع محدد في مدينة صنعاء، وبإصرار منها على استهداف الموقع بشكل فوري باعتباره هدفاً عسكرياً مشروعاً، قام مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية بالسماح بتنفيذ عملية الاستهداف بدون الحصول على توجيه من الجهة المعنية في قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية، ومن دون إتباع الإجراءات الاحترازية المعتمدة من قيادة قوات التحالف للتأكد من عدم وجود الموقع ضمن المواقع المدنية محظورة الاستهداف. ووجه مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية إحدى الطائرات الموجودة في المنطقة لتنفيذ المهمة مما أسفر عن وقوع وفيات وإصابات للمتواجدين في الموقع.
وفي ضوء ما تم الاطلاع عليه من الحقائق والأدلة والبراهين، وحيث ثبت للفريق أنه بسبب – المعلومات التي تبين أنها مغلوطة – وبسبب عدم الالتزام بالتعليمات وقواعد الاشتباك المعتمدة، فقد تم استهداف الموقع بشكل خاطئ مما نتج عنه خسائر في أرواح المدنيين وإصابات بينهم، وعليه توصل الفريق إلى أنه يجب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الأشخاص الذين تسببوا في الحادثة، والعمل على تقديم التعويض المناسب لذوي الضحايا والمتضررين.
وضرورة قيام قوات التحالف فوراً بمراجعة تطبيق قواعد الاشتباك المعتمدة بما يضمن الالتزام بها.
ولا يزال الفريق يجمع ويحلل التقارير والمعلومات التي تشير إلى قيام أطراف أخرى في موقع الحادثة باستغلال ما جرى من استهداف خاطئ للموقع لرفع عدد الضحايا، ويؤكد الفريق بأنه سيستمر بالتحقق من ملابسات الحادثة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية في الحكومة الشرعية اليمنية والدول المعنية والإعلان عن أي نتائج يتم التوصل لها حال انتهائها.
انتهى
وكان طيران العدوان السعودي شن عصر السبت أربغ غارات على الصالة الكبرى في شارع الخمسين بحي حدة جنوبي العاصمة حيث كان يقام مجلس عزاء في وفاة والد وزير الداخلية جلال الرويشان، حيث شن غارتين بصورة مباشرة على قاعة العزاء ثم عاد وشن غارتين اخريين مستهدفا مسعفين ما اسفر عن عدد كبير من الضحايا فيما وصف بأنه ” اكبر جريمة ابادة جماعية للعدوان السعودي منذ بدء حربه الوحشية على اليمن في مارس 2015.
وادت الغارات الوحشية إلى تدمير قاعة العزاء التي كانت مكتظة بالمعزين المدنيين بشكل كامل واحتراق عشرات الجثث وتناثرها اشلاء ما صعب من مهمة التعرف على هوية كثير من الضحايا الذين لايزال الكثير منهم مسجلا في قائمة المفقودين.
مجلس العزاء في الصالة الكبرى بصنعاء قبل وبعد استهدافه بـ 4 غارات يوم السبت الماضي ( المستقبل)