المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
عادت بريطانيا مجددا إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار يدعوا إلى هدنة في الحرب الدائرة بين اليمن وقوات تحالف العدوان السعودي الاماراتي، قال ديبلوماسيون لـ “المستقبل” أن يأتي استجابة لمطالب سعودية كان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان قدمها في وقت سابق إلى الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية غداة مجزرة قاعة العزاء، وتدعوا إلى هدنة مؤقتة لمدة 72 ساعة تلبية للمقترح المقدم من وزير الخارجية الأميركي جون كيري والمدعوم من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ.
ونسبت وكالة “رويترز” المدعومة من النظام السعودي إلى السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت قوله للصحفيين اليوم الجمعة إن بلاده قررت طرح مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن يدعو إلى هدنة فورية للقتال واستئناف العملية السياسية”.
وتحدث ريكروفت عن مشروع البيان البريطاني الذي اطاح به الفيتو الروسي بعدما خلت بنوده من اشارة واضحة تحمل تحالف العدوان السعودي مسؤولية جريمة الابادة الجماعية التي استهدفت مجلس عزاء في الصالة الكبرى بصنعاء السبت الماضي في الجريمة التي اوقعت زهاء 750 شخصا بين شهيد وجريح وقال “قررنا بدلا من ذلك طرح مسودة قرار لمجلس الأمن بشأن اليمن يدعو إلى وقف فوري للاقتتال واستئناف العملية السياسية، مشيرا إلى أن البعثة البريطانية ستوزع المشروع على اعضاء مجلس الأمن في الأيام القادمة.
وقال ديبلوماسيون لـ”المستقبل” إن الخطوة البريطانية تأتي استجابة لطلب سعودي بعد فشل الجهود التي قادها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ خلال لقاءاته مع الوفد الوطني في سلطنة عمان بالتوصل إلى اتفاق بشأنها، بعد رفض السعودية الشروط التي قدمها الوفد الوطني في مسقط لولد الشيخ، وكذلك فشل بريطانيا في الحصول على اجماع لمشروعها اصدار بيان يندد بالغارات الجوية لتحالف العدوان السعودي التي استهدفت مجلس العزاء في صنعاء السبت الماضي.
واشارت إلى أن المحاولات السعودية البريطانية تأتي لغرض امتصاص الغضب العالمي حيال مجزرة تحالف العدوان السعودي في مجلس العزاء وقطع الطريق أمام المطالبات التي افصحت عنها الأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان والعديد من عواصم العالم والتي اجمعت على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية في حادثة القتل الجماعي للمدنيين والتي وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها ” ترقى إلى جرائم الحرب”.
وتحدثت المصادر عن سبب آخر على صلة بالتداعيات الميدانية الخطيرة للمعارك الدائرة في الجبهات الحدودية بين الجيش اليمني واللجان الشعبية وكتائب الجيش العائلي السعودي والتي تكبد فيها النظام السعودي خلال الأيام الماضية خسائر فادحة، ناهيك عن الخسائر التي تكبدها مرتزقة العدوان السعودي في الجبهات الداخلية بمحافظات حجة ومأرب وتعز.
ووصفت دوائر سياسية المشروع البريطاني بأنه ” مناورة سعودية جديدة” تستهدف خلط الأوراق ولا سيما في ظل الانتقادات الدولية الواسعة للنظام السعودي جراء فرضه الحصار الجوي على اليمن، مشيرين إلى أن موافقة النظام السعودي على عودة الوفد الوطني إلى صنعاء والتي اعلنت اليوم جاءت استجابة للضغوط الدولية على النظام السعودي في هذا المنحى.
وطبقا للمصادر الديبلوماسية فقد رفضت الولايات المتحدة تبني تقديم المشروع البريطاني السعودي في مجلس الأمن نتيجة الضعوط الداخلية والانتقادات الواسعة التي واجهتها ادارة اوباما بشان دعمها النظام السعودي المتورط في جرائم حرب وابادة ضد المدنيين في اليمن، ولا سيما مجزرة العزاء لكنها اكدت أن الادارة الاميركية وافقت على المشروع البريطاني ووعدت بدعمه.
وابدى مسؤولون في الادارة الأميركية وفقا لـ” واشنطن بوست” اعتقادهم أن الحرب التي تقودها السعودية على اليمن قد تخطت مهمتها للدفاع عن حدودها إلى التركيز على استهداف المدنيين” واشارت إلى أن مجزرة قاعة العزاء في صنعاء كانت القشة التي قصمت ظهر مؤيدي الحملة السعودية في البيت الأبيض.
كما نسبت الصحيفة الأميركية الذائعة الصيت لمسؤولين اميركيين أن “على السعوديين أن يقبلوا وقفا فوريا وغير مشروط للأعمال العدائية في اليمن.
