أكد زعيم جماعة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي في خطبة وجهها إلى الشعب اليوم لمناسبة “يوم عاشورا” أن الشعب اليمني مُعتدى عليه بغير حق وذنبه تمسكه بمبادئه وحريته وسيادته مضيفا” لن نكون إلا حيث يريد لنا الله أن نكون … ولن نكون إلا حيث يريد لنا الرسول صلى الله عليه وآله أن نكون أعزاء.. وأما التضحية فنحن حاضرون “.
وجاءت خطبة السيد الحوثي بالتزامن مع فعالية احتفالية شهدتها العاصمة صنعاء اليوم لا حياء “يوم عاشورا” وقال ” كل ما يريدوننا أن نطيعهم فيه هو خروج عن المبادئ .. الرسول لم يدع لأولئك ولكنه دعا بالبركة لنا نحن أهل اليمن وأهل الشام واضاف” “إن كنا مؤمنين فعلينا الا نخاف منهم ولا نبالي بجبروتهم ونتحرك بكل جدية واباء في مواجهتهم … لن تُفرض علينا الظروف ولن تؤثر علينا الوقائع لطاعة اللئام لان طاعة اللئام خسة وتجرد من الإنسانية وخسران في الدنيا وفي الآخرة”.
ولفت إلى أن العدوان السعودي قدم ” منذ بدايته من خلال جرائمه دلائل واضحة على استهدافه لليمن في كل مكان من عمران الى الجوف إلى صنعاء إلى كل المحافظات ، لم يبق فيما يؤثر على البعض من المتنصلين إلا نقص الإيمان”.
واكد أن الولايات المتحدة ترى باستمرار الحرب على اليمن مصلحة اقتصادية … و الأمريكي يقتل و يرتكب أبشع الجرائم ثم يحاول أن يقدم نفسه انه منقذ يحاول الأمريكي أن يتفادى سخط الشعوب ويخدرها لكي يستهدفها وهي في محل تخدير”.
واشار إلى أن الاميركي يحرص” على فرض حال الجمود والاستكانة على الشعوب ويستخدم الاعلام والجانب الانساني مثل المساعدات ليغطي بها على ابشع جرائمه ، ويعتبر الشعوب قطيعا من الاغبياء … يلقي اطنانا من القنابل ويقتل الالاف ثم يقدم الشيء اليسير من المساعدات ليوهم الناس انه انساني ومن يتأثر باسلوب امريكا يمكن ان نقول انه اغبى من الحمار”.
ولفت السيد الحوثي إلى أن حقيقة العدوان السعودي الاماراتي قد بانت في جرائمهم بحق الشعب اليمني “وصولا إلى الجريمة الكبيرة في مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء بطائرات العدوان وهي ضمن سلسلة كبيرة من الجرائم الفظيعة ولم تكن جديدة على سلوكهم وممارساتهم”.
وحمل الحوثي على مرتزقة العدوان السعودي وقال إن ” الكثير يا للأسف يرضون لأنفسهم أن يكونوا سلع رخيصة بالدولار والسعودي والإماراتي والذين يقدمون أنفسهم في أسواق الطاغوت معروضين للبيع لمن يدفع أكثر” لافتا إلى أن ” الخونة باعوا كل شيء في مزاد آل سعود ” مشيرا إلى ” التيار المنحرف في حزب الإصلاح” الذي ” لعب دورا في هذا ودفع بالبعض الغرور واللجاج في الخصومة أن يذهبوا في صف الشيطان وقرن الشيطان”.
واكد أن “كل الأحرار في هذا البلد الذين حافظوا على كرامتهم وإنسانيتهم، كان لهم الموقف المشرف و كانوا شرفاء وأحرار ولم تحنهم الوقائع والأحداث ليركعوا أو يخنعوا”.
وشدد على وجوب أن تتحرك جميع فئات الشعب اليمني “بشكل اكبر و بوعي عال و بصيرة عالية لان العدو لديه مؤامرات جديدة و محاور عسكرية جديدة يريد ان يفتحها ومستمر في جرائمه ليل نهار . والتنصل عن المسؤولية والتعاطي الهامشي هو الذي يخدم العدوان و يساعد في اطالة امد العدوان ويسبب في تداعيات خطيرة وما تحرر شعب ولا نال استقلاله الا بتضحية وتحرك جاد فقد اصبح هناك ثأر للجميع ومسؤولية على الجميع و واجب على الجميع “.
النظام السعودي يحمل راية النفاق…
كما حمل السيد الحوثي بشدة على النظام السعودي وقال إنه ” يحمل راية النفاق في الامة ويحمل معولي هدم يهدم به مبادئ الامة قبل هدم البنى والطرق بمعولي هدم ، الاول هو الجناح الديني التكفيري تحت رعاية امريكا ، والثاني هو محاولة افساد النفسيات والتحلل من الاخلاق بغير العنوان الديني “.
وشدد السيد الحوثي على كل الاعلاميين أن يجعلوا اولوياتهم قبل المناكفات والمزايدات، مواجهة العدوان والتصدي له فرضحا وتعرية واستنهاظا وكفاحا على كل المستويات، معربا عن تقديره لكل الاعلاميين الذين لدينهم احساس بالمسؤولية حيال ما يعانيه اليمن والشعب اليمني جراء العدوان.
وتحدث السيد الحوثي عن مظلومية الإمام الشهيد الحسين عليه السلام مؤكدا أن اليمنيين بما يواجهون من تحد ينطلقون من المنطلقات التي انطلق منها الحسين مشيرا إلى أن الشعب اليمني يواجه اليوم الطغيان اليزيدي المتجسد بالسعودية واميركا لانه متمسك بهويته وقيمه وحريته.
وكانت العاصمة صنعاء شهدت بالتزامن مع خطبة السيد الحوثي احتفالا مهيبا بمناسبة “يوم عاشورا” شارك فيه عشرات الآلاف الذين احتشدوا في شارع الستين الشمالي تظاهرة جماهيرية كبرى تحت شعار ” أباة الضيم “.
وردد المشاركون هتافات تستنكر التواجد الأمريكي في الأراضي اليمنية وتشيد بتضحيات أبناء الشعب اليمني في مواجهة العدوان كما رفعوا لافتات كتب عليها عبارات تندد بالعدوان السعودي الاماراتي على اليمن وجرائمه الوحشية بحق المدنيين فضلا عن لافتات كتب عليها عبارات تعبر عن مظلومية الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشورا.
والقيت في التظاهرة كلمات وقصائد شعرية كما قدمت انشودة حماسية في ذكرى ثورة الإمام الحسين وامتدادها إلى ثورة الـ 21 من سبتمبر وأوجه الشبه بين الثورتين وتكالب الطغاة عليهما.