وطالب المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المزعومة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في اليمن، مشيرا إلى أن الهجوم على قاعة عزاء في اليمن، يجعل من التحقيق الدولي أكثر أهمية، واصفا الهجوم الذي وقع في العاصمة صنعاء يوم السبت، بأنه عمل شائن.
وقال “منذ بداية الصراع في اليمن، ضربت حفلات الزفاف والأسواق والمستشفيات والمدارس- والآن المشيعون في قاعة عزاء. هذا الهجوم القاتل يأتي بعد أسابيع فقط من قيام مجلس حقوق الإنسان، وللسنة الثانية على التوالي، برفض دعوتي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لإنشاء هيئة تحقيق دولية مستقلة للنظر في الانتهاكات المزعومة الخطيرة جدا للقانون الدولي، بما في ذلك احتمال وقوع جرائم الحرب في اليمن”.
وفي وقت سابق اليوم جدد منسق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة السيد جيمي ما كغولدريك اليوم مطالبته بضرورة اجراء تحقيق عاجل ومستقبل في جريمة طيران تحالف العدوان السعودي الذي استهدف السبت مجلس عزاء بصنعاء، مشيرا إلى أن هذا الامر يعد أولوية بالنسبة للأمم المتحدة.
وقال ما كغولدريك في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم بمعية القائمين باعمال وزارات الخارجية والاعلام وحقوق الانسان في موقع الجريمة فوق حطام صالة العزاء، إن من اولويات الامم المتحدة هو التأكد من ان الجرحى يأخذون العناية الطبية اللازمة والتأكد من وجود المعدات لمعالجتهم ورؤيه التحقيق المستقل والعاجل.
وشدد على أن من اولويات الأمم المتحدة أن ترى اجراءات فورية لاعاده رحلات الخطوط الجوية اليمنية للتمكن من علاج المصابين الذين يحتاجون للعلاج في الخارج.. مشيرا الى وجود ضغط كبير على المستشفيات يفوق قدرتها على التعامل مع الجرحى.
وادت الغارات الوحشية إلى تدمير قاعة العزاء التي كانت مكتظة بالمعزين المدنيين بشكل كامل واحتراق عشرات الجثث وتناثرها اشلاء ما صعب من مهمة التعرف على هوية كثير من الضحايا الذين لايزال الكثير منهم مسجلا في قائمة المفقودين.
وكانت البعثة الدائمة للنظام السعودي لدى الأمم المتحدة، وجهت رسالة إلى مجلس الأمن حول جريمة طيران تحالف العدوان السعودي في قاعة العزاء بصنعاء، ضمنتها وفق بيان اصدرته البعثه، اعترافا رسميا بارتكابها واقرار بالاسف حيال جريمة استهداف المدنييني في الصالة الكبرى بصنعاء في المجزرة الجماعية التي اسفرت السبت الماضي عن استشهاد واصابة 720 مدنيا وفقا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة.
وقالت مصادرديبلوماسية لـ” المستقبل” إن الرسالة السعودية جاءت بناء على نصائح وضغوط اميركية لتلافي تورط واشنطن مع النظام السعودي في المجازر التي ا رتكبت خلال العدوان السعودي على اليمن، ولا سيما في حال الاستجابة للمطالبات الأممية الدولية بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الجريمة وسائر الجرائم الأخرى والتي تصاعدت وتيرتها بعدما اثار نفي النظام السعودي ضلوعه بارتكاب الجريمة حال غضب دولي واسع.
مجلس العزاء في الصالة الكبرى بصنعاء قبل وبعد استهدافه بـ 4 غارات يوم السبت ( المستقبل)
واوضحت إن النظام السعودي قدم طلبا رسميا إلى الأمم المتجدة خول فيه نفسه بتشكيل لجنة تحقيق سعودية، لقطع الطريق على المطالبات بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، مشيرة إلى أن اللوبي السعودي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبدعم اميركي كبير بدء ممارسة ضغوط كبيرة لحمل الأمم المتحدة على القبول بلجنة التحقيق السعودية.
وطبقا للمصادر فإن النظام السعودي يخشى من أن يقود تشكيل لجنة تحقيق دولية إلى انكشاف المجازر المروعة التي ارتكبها بحق المدنيين اليمنيين منذ بدء عدوانه الهمجي على اليمن، والتي قد تقود مسؤولين سعوديين كبار إلى محكمة الجنايات الدولية، فيما تصاعدت مخاوف واشنطن من التورط في جرائم الابادة ضد الانسانية التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي استنادا إلى دعم واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية.
وتشير المصادر إلى أن مجزرة العدوان السعودي في مجلس العزاء في الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء فتحت الطريق لمطالبات متصاعدة عبرت عنها العديد من عواصم العالم للتحقيق في المجازر الوحشية التي ارتكبها العدوان السعودي في اليمن، وآخرها ما افصح عنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم والذي اكد على محاسبة الادراة المروعة للحرب التي تشنها السعودية والامارات على اليمن بصورة كاملة.