فيما ينتظر الشارع اليمني نتائج الجلسة المغلقة التي بدأها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ مع الوفد الوطني العالق في العاصمة العمانية مسقط مساء اليوم، شككت دوائر سياسية يمنية بنيات المبعوث الأممي وقالت إن مسارعة ولد الشيخ إلى اعلان نتائج جلسته الصباحية مع الوفد الوطني ثم المسارعة لعقد اجتماع ثان مغلق مع الوفد مساء اليوم دون ترتيبات لجدول اعماله، يثير الشكوك في جدية نياته لإعلان وقف نار واستئناف مفاوضات الحل السياسي.
وأعلن ولد الشيخ قبل ساعات توصله مع الوفد الوطني إلى اتفاق مبدئي لهدنة موقتة تتوقف فيها العمليات العسكرية لـ 72 ساعة فضلا عن التوصل إلى تفاهمات لتفعيل لجنة التهدئة في ظهران الجنوب، مشيرا إلى أن موعد اعلان الهدنة لم يتحدد بعد، فيما اكدت مصادر قريبة من الوفد بدء جلسة مغلقة لولد الشيخ مع الوفد الوطني يتوقع أن تفضي إلى اعلان اتفاق الهدنة الذي يطالب الوفد الوطني ان تكون شاملة أي وقف سائر العمليات العسكرية في سائر الجبهات برا وبحرا وجوا.
لكن دوائر سياسية يمنية تحدثت إلى “المستقبل” ابدت هذه المرة شكوكا حول التحركات المتسارعة للمبعوث الأممي والذي كان وصل مساء أمس إلى مسقط وباشر صباح اليوم لقاءاته مع أعضاء الوفد الوطني، بعد ساعات من صدور بيان من مجلس الأمن الدولي طالب اطراف الأزمة تفعيل اعلان وقف النار الذي كان اعلن في 10 ابريل الماضي والعودة إلى مفاوضات الحل السياسي، فضلا عن ادانته لحادثة تدمير الجيش اليمني واللجان الشعبية، البارجة الحربية الإماراتية فيما اعتبر ضوء اخضر من مجلس الأمن لتحالف العدوان السعودي شن حرب بحرية شاملة على اليمن بذريعة تأمين خطوط الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.
وبحسب المصادر فإن الرؤية التي قدمها ولد الشيخ خلال اجتماعه اليوم مع الوفد الوطني بشأن اعلان هدنة مؤقتة لــ 72 ساعة بدت متوافقة مع مبادرة وزير الخارجية الاميركي جون كيري ومتعارضة تماما مع التوصيات التي اعلنها مجلس الأمن الدولي ومطالبته بتفعيل اتفاق وقف النار المعلن في 10 ابريل الماضي، ما يعني ان وصوله إلى مسقط استهدف تعبيد الطريق لهدنة مؤقتة تلبي مطالب تحالف العدوان السعودي في هدنة تتيح له اعادة ترتيب قواته في الجبهات الداخلية وكذلك في جبهات ما وراء الحدود وخصوصا بعدما عجزة عن نشر قوات الحرس الوطني التي نقلها إلى نجران الأسبوع الماضي، فضلا عن حاجته غلى فرصة لنشر تعزيز نشر البوارج الحربية قبالة السواحل اليمنية تمهيدا لشن حرب بحرية شاملة على اليمن.
وتشير المصادر في ذلك إلى الانتكاسات الكبيرة التي وجهها تحالف العدوان السعودي في الجبهات الداخلية (مأرب ـ الجوف ـ حجة ـ تعز ـ لحج) وكذلك انتكاساته في جبهات ما وراء الحدود التي شهدت تصعيدا كبيرا من قوات الجيش واللجان خلال اليومين الأخيرين، كلها تؤشر إلى حاجة العدوان السعودي إلى هدنة مؤقتة لإعادة ترتيب صفوف قواته ويمكن انتهاكها في أي وقت حال انجاز ما يريده.
وتؤكد المصادر أن افق الحرب البحرية التي يعتزم تحالف العدوان السعودي شنها لاحتلال مناطق يمنية تطل على سواحل المخا وباب المندب، هو التحرك الأرجح لتحالف العدوان السعودي وخصوصا بعد حصوله على ضوء اخضر من مجلس الأمن الدولي في بيانه الذي دان فيه الهجوم على البارجة الحربية الإماراتية وتشديده على تأمين طرق الملاحة الدولية في هذا المضيق وهو ما يمكن لتحالف العدوان استخدمه ذريعة لشن حربة شاملة تستهدف احتلال المناطق اليمنية المحاذية لجنوبي البحر الأحمر بذريعة تأمين طرق الملاحة الدولية.
لكن مصادر أخرى عزت تسارع وتيرة المباحثات التي يجريها المبعوث الأممي إلى القلق الدولي بشأن التهديد المحتمل على حركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، مشيرة إلى حادثة تدمير الجيش واللجان الشعبية البارجة الإماراتية حركت المياه الراكدة في جهود مفاوضات الحل السياسي التي صار العالم مجمعا على ضرورة العودة اليها لحل الأزمة وانهاء الحرب.