وجه عضو الكونغرس الامريكي تيد ليو رسالة الى مندوبة بلاده في الأمم المتحدة من أجل دعم التصويت في مجلس حقوق الإنسان على قرار يسمح بـ “إجراء تحقيق مستقل في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن”.. مؤكدا إن القتل المتكرر للمدنيين اليمنيين من جانب ما سماها “قوات التحالف السعودي”، المدعومة أمريكياً، لا يشكّل انتهاكاً للضمير الأخلاقي وحسب، بل إنه يحطّ من شأن وسمعة ومكانة الولايات المتحدة في العالم.
وبحسب الرسالة التي نشر فحواها موقع “ذي هيل” المقرّب من البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي، فان النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا تيد ليو، ناشد السفيرة الأمريكية في الامم المتحدة سامنثا باور، توفير الدعم لإجراء “تحقيق دولي” مستقل ومحايد بشأن الأوضاع في اليمن.
وافلحت ضغوط سعودية مسنودة من دول متورطة في العدوان ضد الشعب اليمني في اجهاض اقرار مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، الخميس، مشروع قرار قدمته هولندا ويتضمن تشكيل لجنة تحقيق دولية في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن، وتبنى بدلا عن ذلك قرار صاغته السعودية وطرحته باسم السودان ويشير الى دعم لجنة التحقيق الوطنية التي تشكك الأمم المتحدة نفسها في حياديتها.
وأوضح ليو في رسالته ، أن الشعب اليمني، يتعرض لـ “مختلف أشكال المعاناة الإنسانية التي يمكن تخيّلها”، متوقفّاً عند ما لحظه خلال عمله مع عدد من الهيئات والبعثات الأممية بشأن تحميل العديد من اليمنيين للولايات المتحدة “المسؤولية عن أعمال وتصرّفات التحالف السعودي” في بلادهم.
وحذر من أن “كل قنبلة أمريكية الصنع تسقط على الأطفال والمدنيين في اليمن” تسهم في خلق “عدد لا يحصى من الفرص لتجنيد إرهابيين”.
كما اشار الموقع إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يناقش إصدار قرار من شأنه أن يدعو إلى إيفاد “بعثة مستقلة” للأمم المتحدة تحظى بمساعدة من الخبراء المعنيين لرصد وتقديم تقرير عن وضع حقوق الإنسان في اليمن، إلى جانب جمع وحفظ معلومات عن الانتهاكات والاعتداءات هناك، مذكّراً بالحملة العسكرية التي تقودها السعودية داخل اليمن ضد منذ العام 2015، وبالدعم الذي تحظى به من الولايات المتحدة على أكثر من صعيد، لا سيما لوجستياً واستخبارياً، فضلاً عن صفقات الأسلحة المعقودة بمليارات الدولارات بين الرياض وواشنطن.
ولفت التقرير الذي أعدّته ريبيكا كيل، إلى “الانتقادات المتزايدة” داخل أروقة الكونغرس الأمريكي للحرب في اليمن التي تدعمها إدارة الرئيس أوباما، وإلى نجاح بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين والديمقراطيين في تحقيق “انتصار” على صعيد “لفت الأنظار” إلى الانتهاكات الحاصلة في تلك الحرب، وذلك خلال جلسة المجلس الأسبوع الماضي، التي فشلت في منع وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الرياض.
وذكر أن تيد ليو، وهو احد النواب الـ 60 الذين وجّهوا رسالة إلى الرئيس الأمريكي الشهر الماضي من أجل حثّه على وقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، شكّك في مهنية الفريق الذي أنشأه التحالف السعودي لأغراض التحقيق في المعلومات الواردة بشأن وقوع إصابات بين المدنيين اليمنيين، وفي أعمال لجنة التحقيق اليمنية التي خوّلها النظر في صحة وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن.. معتبراً أن اللجنة المذكورة “ثبت عدم كفايتها وأهليتها”.
وقال ليو، المعارض لحرب السعودية في اليمن، “إنه من الواضح تماماً أن كلا الكيانين فشلا في إثبات نزاهتهما وحياديتهما، وفي تعزيز المساءلة والمحاسبة، وفي وقف المزيد من الأعمال الوحشية”.
ولفت الى ان السعودية التي واصلت، على نحو متكرر، قتل المدنيين في اليمن، واستهداف مستشفيات ومدارس هناك، لا يمكن لها أن تحقق بنفسها، وبنزاهة، في العديد من الفظاعات وانتهاكات حقوق الانسان، التي ترتكبها داخل ذلك البلد.
وتساءل ليو حول ما إذا كان استهداف المدنيين اليمنيين من قبل طيران التحالف، يتم عن عمد، أو إذا كان ناجماً عن الفشل في التمييز بين المدنيين، والأهداف العسكرية، الأمر الذي يعد، في الحالتين – بنظره- “جريمة حرب”.