2024/12/27 9:00:58 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> حُبُّ عَلِيّ جريمة يعاقِب عليها القانون (٢) 

حُبُّ عَلِيّ جريمة يعاقِب عليها القانون (٢) 

حب علي في العصر العباسي

■ بدأ العباسيون خلافتهم بحبس سادات بني هاشم من أبناء علي في مكان مظلم، لا يعرفون فيه الليل من النهار ولا وقت الفريضة اﻷولى من التي تليها، ومكثوا فيه حتى الموت، وعلى رأسهم عبدالله الكامل بن الحسن بن الحسن وعلي العابد بن الحسن بن الحسن بن الحسن وخمسة آخرون.

□ موسى الكاظم بن جعفر الصادق، حبسه هارون الرشيد حتى الموت؛ لأنه من نسل علي.

□ علي بن موسى الرضا مات مسموما؛ لأنه من نسل علي.

□ إسماعيل بن إبراهيم “الديباج”، دُفن حيًّا في إسطوانة بناها أبوجعفر المنصور على مقاسه وسقفها وإسماعيل بداخلها، فبقي فيها حتى مات، لأنه من نسل علي.

□ يحيى بن عبدالله. بن الحسن، فرّ من بطش السلطة من منطقة إلى منطقة ولازالت السلطة تلاحقه، فهرب إلى خارج حدود الدولة الإسلامية إلى جبال الهملايا فلاحقته إلى هناك وحبسته، والسبب: أنه من نسل علي.

□ البرامكة قُتلوا بأجمعهم، لأن جعفر البرمكي ” وزير الرشيد” أفرج عن سجين هاشمي رأى أنه بريء ومظلوم، فقُتلوا كلهم (إذا كان جعفر مُذنبًا فما ذنب البقية؟!)؛ ولم يشفع لهم: إخلاصهم لدولة الرشيد، وتوطيد حكمه، وحسن سياستهم، والتضحية من أجله، وتقريب الرعية إليه، وتسخير المناصب التي كانوا فيها لخدمة الشعب، وقيادتهم للجيوش الإسلامية بحنكة عسكرية لا نظير لها، وفتوحاتهم المظفرة، وتوسيع الدولة الإسلامية. كل هذه الأعمال والخدمات التي قدموها لم تشفع لهم عند هارون الرشيد؛ بل وضعها جانبا وقتلهم بعُذْرٍ واهٍ.

□ اللغوي المشهور والعالم النحوي الكبير ابن السّكّيت؛ قتلوه قتلة شنيعة، وهي إخراج اللسان من القفا ثم قطعه فمات. والسبب أن ابن السكيت رفض أن يفضل ابنَـي المتوكل العباسي على الحسن والحسين، وكان المتوكل ناصبيا، فقد قام بقتل الكثير من الشيعة، وحرث قبر الحسين وطمس معالمه ومنع الناس من زيارته، ومع ذلك يسمونه “ناصر السنة”،  لنصرته ﻷحمد بن حنبل فقط.

لماذا يسكت السلفية عن جرائم معاوية والمتوكل العباسي ويزيد والحجاج وخالد القسري ويبالغون في ذم المأمون مثلا، مع أن جرائمهم تفوق جريمته بكثير؟!.

والسبب واضح: هم يحبون المذهب حقهم ويعبدونه فقط، ولا شأن لهم بمن يقتل ظلما من المذاهب اﻷخرى، ولو كان صحابيا، يهمهم فقط معاوية وأحمد بن حنبل وابن تيمية فقط.

□ نصر بن علي الجهضمي، ضربه المتوكل العباسي -صديق الحنابلة- 2000 سوط ؛ لأنه روى حديثاً في فضل أهل البيت صحيح الإسناد!!

في أي شريعة هذه العقوبة؟!

وهل تم جلد أحمد بن حنبل مثلها؟

لماذا يسكتون عن ألفي سوط ويندبون لثلاثين سوطا؟!

مع أن الجميع ننكره،  لكن ظلم صديقهم المتوكل أبلغ من ظلم خصمهم المأمون.

□ القاسم بن إبراهيم الرسي، تشرد عن أهله ووطنه من بلد إلى بلد لمدة 46 عاما، لأنه حفيد علي.

□ موسى بن عبدالله بن الحسن، ظل متخفيا عن أنظار السلطة مدة من الزمن إلى أن عثرت عليه فقتلته، لأنه من نسل علي.

□ عيسى بن زيد بن علي، هرب من بلاده إلى مكان مجهول وبقي متخفيا فيه طوال حياته؛ ﻷنه من نسل علي.

□ النسائي صاحب السنن، ضربه النواصب الشاميون حتى مات،  لأنه لم يوافق على رواية حديث في فضل معاوية.

□ الحاكم صاحب المستدرك،  ضربوه لأنه لم يضع حديثا في فضل معاوية.

□ والقائمة طويلة جدا لو أذكرهم كلهم، ولكن هذه نماذج فقط ، وقد تجنّبت ذِكْر مَنْ أكلوه، فقد أكلوا أحد الهاشميين سنة 610هـ بعد أن أفتى قاضي الحنابلة أنه مبتدع.

■ والخلاصة أن أولاد علي وشيعته صغيرًا وكبيرًا كانوا يعيشون في حالة رعب وخوف وفقر مدقع طوال حياتهم، ووصل بهم الفقر إلى حالة أن الأسرة الواحدة -المُكَوّنة من ثمانية أفراد- كانت تصلي في ثوب واحد بالتداوُل، لعدم وجود قيمة ثوب آخر يشترونه. في حين بقية الناس كانوا يعيشون في حالة أمن واستقرار ورفاهية…

ووصل الحَدُّ بهذا الإجرام إلى أن خَلَت الديار الهاشمية من أهلها، ذَكَرها الشاعر دِعْبل الخزاعي في قوله:

مدارسُ آياتٍ خَلَتْ من تلاوة ** ومنزلُ وَحْيٍ مُقْفِرُ العَرَصَاتِ

لآل رسول الله بالخِيفِ من مِنى ** وبالرُّكْنِ والتّعْريفِ والجَمَراتِ

هذه الوحشية من أين استمدوها؟!

أليست وحشية شيطانية يهودية بشعة!!

■ عندما وجد الشيعة هذه الجرائم البشعة والمروعة التي تطالهم قام بعضهم باختراع “التقية” خوفاً من بطش السلاطين وحفاظا على أرواحهم، أما البعض اﻷخر فقد فَــرُّوا بأرواحهم إلى الجبال والفيافي والمناطق البعيدة غير المأهولة بالسكان، أما من تبقى منهم فكان حكمه إما القتل أو السجن حتى الموت، وبقي طرف رابع اختار المواجهة والدفاع عن نفسه وعرضه وماله.

…يتبع ….

 

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...