بعد ساعات من اعلان رئيس المجلس السياسي الأعلى “مبادرة سلام” جديدة تضمنت دعوة النظام السعودي إلى وقف عدوانه الوحشي على اليمن بصورة شاملة ورفع الحصار مقابل وقف العمليات العسكرية في الحدود ووقف قصف مناطق العمق السعودي بالصواريخ الباليستية، بدا النظام السعودي في حال ارباك كبير حيال المبادرة، فيما تطوع الاعلام الدولي بتسويق ردود مخترعة، سعت إلى قطع الطريق امام المبادرة فيما اعتبره مراقبون “عودة سعودية إلى مربع المناورة” جسدت ما افصح عنه اليه رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد الذي استبق الرد السعودي بالتشكيك بقبول اميركا المبادرة وامتلاك النظام السعودي القرار.
وتعهدت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم اشاعة مواقف سعودية لم تعلن بصورة رسمية نسبتها إلى ناطق تحالف العدوان السعودي بالقول انه “يريد تسوية سياسية شاملة في هذا البلد وليس مجرد هدنة” وهي التلفيقات التي تناقلها الاعلام العربي الدولي بشكل واسع، استنادا إلى ما سمته وكالة “فرانس برس” ردا على المبادرة التي اعلنها رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي يتولى مهمات رئيس الجمهورية.
ورغم أن مهمات عسيري عسكرية لا سياسية وفقا للدور الذي يؤديه في تحالف العدوان السعودي الاماراتي الهمجي على اليمن إلا أن الوكالة الفرنسية سيئة الصيت (أ ف ب) تعهدت الشق الثاني من المناورة السعودية، مطيحة بكل قواعد واخلاقيات العمل الإعلامي والمهنية الصحيفة لقاء ما تتقاضاه من الخزينة السعودية.
وابرزت “فرانس برس” التي تقود جبهة حرب اعلامية شعواء على اليمن منذ بدء العدوان السعودي تصريحات عسيري بصورة فجة في مسعى موقف سياسي للنظام السعودي عبر تصريحات عسيري الذي يتولى مهمات عسكرية في تحالف العدوان على اليمن وتقتصر مهماته في اذاعة البيانات الصادرة عن غرفة عمليات التحالف.
وأدعت الوكالة أن رئيس المجلس السياسي صالح الصماد الذي وصفته بانه ” مسؤول كبير من المتمردين الحوثيين” اقترح ” هدنة على الحدود مع السعودية مقابل وقف للغارات الجوية التي يشنها التحالف على المتمردين” متعمدة اخفاء حقيقة ما سماه رئيس المجلس السياسي في اعلانه ” مبادرة سلام” .
وللإغراق بالتضليل نسبت “فرانس برس” إلى عسيري تصريحات مقطعة الاوصال قال فيها ” أعتقد ان الامر لا يتعلق باقتراح وقف اطلاق النار ” … واضاف أن السبب هو أن «المتمردين يرفضون الرد بشكل إيجابي على مبادرة السلام، التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري في 25 أغسطس”.
وبذلت الوكالة جهدها لتحريف التصريح الذي بدا أنه تناول موضوعا آخر على صلة بالأفكار التي اعلنها وزير الخارجية الاميركي جون كيري وهو ما بدا واضحا من تصريحات عسيري بالقول “إذا كان الحوثيون يريدون وقفا لإطلاق النار، فهم يعرفون ماذا عليهم أن يفعلوا»، في إشارة إلى خطة كيري للسلام” التي اقترحت في وقت سابق هدنة من 72 ساعة تفتح الطريق لجولة مفاوضات جديدة برعاية الأمم المتحدة ورد عليها عسيري بالقول إن التحالف «يرحب بكل جهد لتسوية سياسية حقيقية، شاملة بدلا من وقف قصير لإطلاق النار بلا مراقبة ولا مراقبين».
وعلاوة على الاداء الإعلامي المشبوه الذي تمارسه وكالة الصحافة الفرنسية في تغطياتها سيئة السمعة ليوميات العدوان السعودي على اليمن ومجازره اليومية بحق المدنيين، فقد ارتكبت ما وصفه مراقبون بأنه “مجزرة اعلامية” في تعاطيها مع مبادرة المجلس السياسي الأعلى للسلام والتي نقلتها بصورة مشوهة للغاية افرغتها تماما من مضمونها.
وكان رئيس المجلس السياسي صالح الصماد اعلن أمس مبادرة سلام جديدة تقترح ” إيقاف العدوان على بلادنا براً وبحراً وجواً وإيقاف الطلعات الجوية ورفع الحصار المفروض على بلادنا وذلك مقابل إيقاف العمليات القتالية في الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على العمق السعودي”.
ودعا الصماد ” الأمم المتحدة وكل الدول الحريصة على السلام وحقن الدماء على الضغط على النظام السعودي لالتقاط هذه الفرصة إذا كان يملك قرار الحرب ويحرص على حقن دماء جيشه الذين يتعرضون للقتل بشكل يومي والذين ننصحهم بعدم الاستجابة لتجار الحروب في المملكة بعد هذه الفرصة”.
واشار إلى أن “هذه المبادرة يترافق معها دعوة أخوية صادقة لكل الفرقاء السياسيين في الداخل والخارج أن تعالوا لنعالج وضعنا الداخلي بعيداً عن التأثيرات الخارجية فنحن مستعدون لنمد أيدينا مهما كان عمق الجراح, كما أن الدعوة لكل المقاتلين في صف العدوان في مختلف الجبهات بالاستجابة للعفو العام والانخراط في صف الوطن”.
وطبقا لمحللين سياسيين فإن الدور المشبوه للاعلام الدولي الذي يتبنى سياسة شركات بيع الأسلحة الدولية حيال “مبادرة السلام” اليمنية بدا انعكاسا لحال الارباك لدى النظام السعودي، الذي التزم الصمت حيال “مبادرة السلام ” كما لم يصدر أي اعلان حيال ما اشاعته “فرانس برس” التي اعادت التسويق لافكار جون كيري بعدما تعثرت نتيجة ارجاء اللقاء الذي كان مقررا ان تعقده الرباعية في السعودية قبل يومين، لبحث المقترحات التي وردت في بيانها الذي وزعته الخاجية الاميركية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير.