2024/11/02 3:24:18 مساءً
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> يفرغ تحالف العدوان الجنوب من شبابه القادرين على حمل السلاح لصالح كتائب عميلة.. قراءة في المخاطر والتداعيات

يفرغ تحالف العدوان الجنوب من شبابه القادرين على حمل السلاح لصالح كتائب عميلة.. قراءة في المخاطر والتداعيات

يستمر تحالف العدوان السعودي الاماراتي وفريق عملاء الرياض في افراغ المحافظات الجنوبية من طاقاتها الشبابية القادرة على حمل السلاح وخلال الشهور الماضية زج بالآلاف في معسكرات المرتزقة بجبهات الحرب الداخلية من تعز إلى مأرب والجوف وحجة فيما لا تزال عمليات التجنيد للآلاف من شباب الجنوب مستمرة للزج بهم في جبهات ما وراء الحدود (نجران وجيزان وعسير) في الوقت الذي تسوق الماكنات الدعائية للعدوان بشكل مرتبك خيارات عودة حكومة الرياض إلى عدن بعد قرار هادي نقل البنك المركزي إلى هناك.

يؤكد كثيرون حملة التجنيد التي شرع بها الفار المطلوب للعدالة عبد ربه منصور وتحالف العدوان السعودي الإماراتي خلال الشهور الماضية  لشباب المحافظات الجنوبية نجحت في استقطاب الآلاف الذين حصلوا على التدريب في القاعدة العسكرية التي استأجرتها العائلات الوراثية الحاكمة في الامارات بميناء عصب الإريتري والقاعدة العسكرية التابعة لتحالف العدوان السعودي في جيبوتي قبل أن يوجههم تحالف العدوان إلى جبهات الحرب الداخلية والحدودية فيما تؤكد مصادر عدة في الجنوب إن عمليات حشد المقاتلين لا تزال مستمرة وبوتيرة عالية.

تداعيات هذا الملف رغم أنها توارت قليلا عن دائرة الاهتمام الاعلامي قياسا بملفات اكثر سخونة سياسية وعسكرية واقتصادية وانسانية تصدرت الاهتمام الداخلي والخارجي، إلا أنه عاد إلى الواجهة في الترتيبات السياسية التي شرع بها تحالف العدوان السعودي الاماراتي وفريق عملاء الرياض بالتعديل الحكومي الذي أعلنه الفار هادي مؤخرا وقراره الارتجالي بهيكلة مجلس ادارة البنك المركزي ونقله إلى محافظة عدن، ناهيك بالتصريحات الإعلامية الواسعة التي تحدثت عن عودة وشيك لفريق عملاء الرياض إلى عدن، ما فتح اسئلة عن جدوى هذه القرارات تتسارع فيه وتيرة التجنيد لابناء المحافظات الجنوبية وافراغها من شبابها القادرين أو المؤهلين لحمل السلاح.

خيارات صعبة  

قياسا بمخاوف النظام السعودي من تداعيات الجبهة الحدودية التي تشير كل التقديرات أنها  ستجرعه ثمنا باهظا قد يستمر لسنوات بدا الفار هادي وفريق عملاء الرياض كذلك أمام خيارات صعبة بعد تضاؤل فرص عودتهم للعب دور في المشهد السياسي اليمني، استنادا إلى مبادرات التسوية الأممية والدولية والتي ذهبت جميعا إلى استبعاد هادي وفريقه من أي تسويات سياسية قادمة.

كان بوسع محمد بن سلمان بوصفه وزيرا للدفاع في السعودية التي تقود حرب التحالف على اليمن أن يوجه وحدات من قوات الحرس الوطني السعودي المدربة والمؤهلة، لمواجهة تداعيات الجبهة الحدودية، خصوصا وأنها لا تزال حتى اليوم بعيدة عما يدور في عمق الأراضي السعودية وكان بوسعة أيضا أن يجند القوات العسكرية المشاركة في التحالف من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والافريقية المشاركة في تحالف العدوان على اليمن .

كان بوسع بن سلمان ايضا ان يجند مرتزقة اجانب للدفاع عن مناطقه الحدودية لكنه اختار التماهي مع خطة الفار هادي وبن دغر وفريق امراء الحروب، لمواجهة المأزق الحدودي باقل التكاليف، بعدما قدم هادي المشروع في أطار من الشراكة لمواجهة لمواجهة مشكلاته العميقة في الجنوب من جهة ولما اعتبره مقربون من هادي “ردا للجميل” يقلل فواتير لا تزال مستحقة.

 خطة الفار هادي كانت متوافقة تماما مع طموحات بن سلمان وبن زايد لتحقيق اهداف مشتركة عدة:

الأول: تخفيف حدة الخسائر البشرية في صفوف الجيش السعودي الذي وجد نفسه في خضم سلسلة انهيارات مروعة في مقابل تقدم ميداني كبير لقوات الجيش واللجان الشعبية في اكثر الجبهات الحدودية في ظل عجز سلاح الجو السعودي عن كبح التقدم اليمني في هذه الجبهات.

زاد من ذلك أن سائر التقديرات التي قدمت لبن سلمان رجحت أن تستمر تفاعلات الجبهة الحدودية  فترة طويلة، وفي أحسن الأحوال فترة تعادل الوقت الذي يحتاجه تحالف العدوان السعودي لتحقيق انتصار عسكري ميداني في الجبهات الداخلية أو تحقيق اهدافه عبر المسار السياسي.

من جانب آخر بدا النظام السعودي مدركا أن فاتورة استخدام يمنيين كمرتزقة لن تكون كبيرة خصوصا مع وجود الفار هادي وفريق مرتزقة الرياض سيتيح مستقبلا تسوية هذا الملف بكلفة قليلة وبعيدة عن المخاطر والتداعيات غير المتوقعة، في حين أن استقدام قوات عسكرية نظامية من دول عربية او اجنبية استئجار مرتزقة اجانب سيكبد الخزينة السعودية خسائر بالمليارات تماما كما حال التجربة التي عصفت بالحاكم الإماراتي غير المتوج محمد بن زايد الذي يكابد حتى اليوم فواتير ديات المرتزقة الذي لقوا مصرعهم في اليمن.

%d8%b9%d8%af%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%84-%d9%85%d8%b1%d8%aa%d8%b2%d9%82%d8%a91

 

بالنسبة لمحمد بن زايد كان مشروع تجنيد الشباب من ابناء المحافظات  الجنوبية فرصة تاريخية للمضي بمخططاته في المحافظات الجنوبية والتي تجلت في اكثر صورها وضوحا بالمليشيا المسلحة الأكثر نفوذا حاليا في عدن والمحافظات الجنوبية المعروفة بإسم قوات “الحزام الأمني “بقيادة الوزير المعين من الفار هادي،  هاني بن بريك وهي قوات تدين كلها بالولاء للإمارات وتنفذ مشاريعها بل أنها توصف بأنها الذراع العسكرية الضاربة لقوات الاحتلال الاماراتية.

وساعدت عمليات التجنيد لشباب المحافظات الجنوبية في تخلص الإمارات من عبء المليشيا التي جندها هادي وفريق عملاء الرياض في عدن قبل وبعد اجتياح  قوات تحالف العدوان السعودي مدينة عدن وغيرها من المدن الجنوبية.

قواسم مشتركة

ثمة سبب آخر وهو حاجة النظامين السعودي والإماراتي إلى تعميق حدة الصراع بين أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية، والتي تتماهي مع مخططهم البديل في حال لم يحقق العدوان السعودي اهدافه السياسي في اعادة هادي ومشاريعه التقسيمية، إلى تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب، ما يعني حاجة السعودي إلى انتاج اسباب اجتماعية تستطيع في المستقبل تأجيج الصراع بين اليمنيين شمالا وجنوبا.

ويدرك السعوديون إن استماتة الجيش اليمني واللجان الشعبية في الجبهات الحدودية ستكون قوية  كما تدرك أن معارك الجبهة الحدودية ستأخذ مدى زمنيا واسعا، ولذلك اتجهت إلى الدفع بمرتزقة من ابناء المحافظات الجنوبية، للقيام بدور قواتها المسلحة، املا في أن يقود طول أمد الحرب إلى تعميق الشرخ الاجتماعي في اليمن بين الشمال والجنوب بصورة أكثر حدة.

يضاف إلى ذلك عزوف كثير من دول العام عن مشاركة النظام السعودي في حروبه العبثية بعد الكوارث التي واجهتها كثير من الدول بتحول ابنائها إلى إرهابيين، أو خسارتها ابنائها في حروب ليست حروبهم، .

ينغي الإشارة إلى أن هذا الملف لا يزال يمثل تهديدا على اليمن ويقتضي من المجلس السياسي مواجهته بصورة عاجلة، من طريق توجيه دعوة عاجلة إلى ابناء المحافظات الجنوبية الرغبين في الانخراط في صفوف الجيش التوجه إلى صنعاء بدلا من التوجه إلى قواعد التدريب الإماراتية والسعودية في اريتريا وجيبوتي.

رئيس التحرير 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...