محافظ البنك المركزي يجب أن يصمد ويستمرّ في أداء عمله واداء مسؤلياته، لأنه يُدير بنكا مركزيا يعمل لخدمة شعب ولمصلحة (27) مليون إنسانا ووفقا للدستور والقوانيين النافذة، وليس أمين صندوق لدى هادي أوأنصارالله.
ذلك بعض مما قاله لي اليوم خبراء اقتصاد ومختصون وسياسيون ، يرون أن على الأستاذ القدير محمد بن هُمام الصمود وعدم التسليم بهذا القرار الفاقد للأهلية والمنطق والمتنافي أولا وأخيرا مع مصالح الشعب اليمني والمعاير .
وفي الحقيقة إذاما فكر السيد بن هُمام مجرد تفكير بمسايرة القرار والرضوخ للآلة الإعلامية التي رافقته واعقبته فإنها غلطة كبيرة سيقترفها وسيفسد بها كل ما قام ويقوم به من إنجازات ونجاحات طوال فترة علمله في قيادة البنك وحتى اليوم.
السيد القدير محمد بن همام ..تذكر إن هناك الملايين من الناس ينظرون لك بنظرة إجلال وتقدير خاصة لما اثبته خلال العامين الماضيين من كفاءة أولا ومن مهنية عالية لم تنجرف ابدا مع أي فصيل سياسي على حساب عملك ومكانة البنك وحياة الناس ، وقد استطعت حقيقة وبمقدرة عالية ووطنية متقدة أن تجعل البنك محايدا يعمل وفق مسؤلياته وحسب القانون والدستور ومن أجل الشعب الغلابان وليس من أجل أي حزب أو جماعة أو طرف سياسي .
أما النصحية الثانية:
فأوجهها للمجلس السياسي الأعلى الموقر .. أنتم في منعطف خطير وفي ظروف حساسة، وعليكم أن تتعاملوا مع الواقع بإحترافية وبعد نظر ودعوا أولا : أصحاب المشورات العرجاء وثقافة المحاصصة والمقاسمة وثانيا : اختاروا رجالا ونساء في الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة يحترمهم الشعب ويقدرهم العدو قبل الصديق ، اختاروا خبرات وكفاءات وأصحاب علاقات دولية ممن يرى الآخرون في عيونهم وأدائهم وأفكارهم الجدية والقدرة والمعرفة ويستنبطون – أيضا – ما يريده الشعب اليمني منهم،الأمر الذي قد يجعلهم يتعاملون معهم وينظرون لهم بواقعية بعيدا عن شطحات العسيري وقنوات سكاي نيوز والعربية والعربية الحدث واخواتها .
الأعزاء في المجلس السياسي الأعلى أنتم الآن أمل الناس ومحط ثقتهم ومصدر القوة التي راهنوا ويراهنون عليها، وكما تعلمون البلد والاقتصاد والمؤسسات وكل شيء في البلد قد تم تجريفه وتدميره إما على أيدي أبنائه أوعلى أيدي العدوان البربري .
لهذا كونوا بحجم المسؤولية وتوكلوا على الله ولا تنستنسخوا التجارب الماضية سواء الخاصة بالإخوة (الإخوان ) أو غيرهم، ضعوا في أولوياتكم فقط إن الوطن يمر بتحديات شرسة ومخاطر جمة وهناك مجاعة وتفشي أمراض وإهتزازت في يقين المجتمع.. وكل هذه تتطلب سرعة البديهة والتحلي بالمرونة والوعي الكافيين في صناعة القرار وتخطي الحواجز التي وضعت لنا، ولتكن الحكومة ورئاستها وأعضاءها هي أول اختبار ومحك حقيقي لكم ونأمل أن لا ننتظر طويلا لقرارالحكومة التي تتسم بالقدرة والامكانيات الحقيقية التي تمكنها من التعبير عن اليمنيين والتعاطي مع هذه المرحلة ..
وفقكم الله وسدد على طريق الخير والمجد والسلام خطاكم .
عبدالكريم المدي