في اكثر اشكال التخبط السياسي والافلاس الاعلامي للنظام السعودي بدأت مطابخ الأزمات التي يديرها المهفوف بن سلمان بشن حملات دعائية ضد سلطة عُمان مستخدمة طرقا بالية في التعبير عن حرب خفية وغير مباشرة يستعد النظام السعودي لفتحها على سلطنة عمان الشقيقة العضو في مجلس التعاون الخليجي.
وخرجت صحيفة الحياة ” السعودية اليوم بتقرير مرتعش يفتقد إلى الدليل والصدققية يتحدث عن ضبط اسلحة في طريقها إلى الحوثيين عبر شاحنات تحمل لوحات عمانية، في اتهام مبطن للسلطة بتهريب السلاح إلى اليمن.
ورغم عدم اكتراث الاشقاء في مسقط للحملات الدعائية السعودية الرخيصة إلا أنها في المقابل، كشفت حجم الاحتقان بداخل مراكز القرار السعودي حيال الدور العربي المشرف لسلطة عُمان والتي رفضت منذ وقت مبكر المشاركة في العدوان السعودي الهمجي على اليمن، فضلا عن قيادتها دورا سياسيا وديبلوماسيا رائدا لترميم الخراب وردم بؤر الحروب والتوترات التي يشعلها صبيان آل سعودي في دول المنطقة في ظل آثار كارثية تهدد المنطقة وشعوبها على السواء .
ووصفت دوائر سياسية يمنية المحاولات المحمومة للنظام السعودي اشعال توتر مع سلطة عمان العضو البارز في مجلس التعاون الخليجي بأنها ” حماقة ” خصوصا وهي تنتهك بصورة همجية وسافرة الاتفاقيات المبرمة بين دول مجلس التعاون ناهيك بأنها قد تهدد بتماسك هذا التحالف الذي تبدوا فيه السعودية حاليا الحلقة الأضعف.
وعزت جنون المطابخ الدعائية السعودية إلى الانتكاسات السياسية الكبيرة التي منى بها النظام السعودي على الصعيد الإقليمي والدولي والتي بدت بوضوح في تجاهل الرئيس الاميركي باراك اوباما في مباحثاته الأخيرة حول الملفين السوري واليمني المهفوف بن سلمان وحصر اتصالاته بولي عهد أبو ظبي الذي يزور ايطاليا منذ ايام.
يضاف إلى ذلك الموقف الأميركي حيال المغامرات الخطيرة التي يخوضها المهفوف بن سلمان والذي برز بقوة إلى الواجهة في تسريب البنتاجون اعترافات لأحد المدانين السعوديين في تدبير هجمات الــ 11 من سبتمبر تثبت ضلوع احد امراء العائلة السعودية الحاكمة بتدبير وتمويل الهجمات، بعد نحو 15 عاما من ابقائها طي الكتمان.
وقياسا باسوء فترات يعيشها النظام السعودي في علاقاته الخليجية والعربية والدولية، تصدرت سلطنة عمان في السنوات الاخيرة موقعا متقدما جعل من هذه الدولة قبلة للوفود الدولية ومركز مشاورات اقليمي لكبار المسؤولين في عواصم العالم.
وتحظى السياسة الخارجية لسلطنة عمان حاليا باحترام مراكز القرار في عواصم العالم، وخصوصا بعدما نأت بنفسها عن بؤر التوتر والحروب السعودية، واجهضت محاولات كثيرة للنظام السعودية توريطها في حروب ومغامرات غير محسوبة النتائج، والزج بها في الصرارعات السياسية والمهاترات الاعلامية.
زاد من ذلك المنهج السياسي المتوازن والوضح الذي انتهجته سلطنة عمان بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، القائمة على احترام الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتزامها بالحياد على المستوى الاقليمي والدولي فضلا عن جهودها في تكريس السلام في المنطقة والعالم، وهو الدور الذي أهل السلطنة للاحتفاظ بعلاقات متينة مع محيطها الخليجي والعربي والدولي.