عزا ديبلوماسيون يمنيون تحدثوا إلى “المستقبل” التحركات الأميركية المتسارعة لاستئناف جهود مفاوضات الحل السياسي إلى تقارير بالغة السرية وجهها النظام السعودي إلى واشنطن وتضمنت مخاوف من سيناريوات خارج السيطرة جراء استمرار قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في التوغل بمناطق العمق السعودي بعد أن تمكنوا من الحصول على ترسانة سلاح متطورة من المواقع السعودية التي سيطروا عليها خلال الأيام الماضية.
واوضحت المصادر لـ “المستقبلط إن البيت الأبيض شرع على الفور باتصالات وترتيبات تسعى إلى استئناف جهود مفاوضات الحل السياسي بصورة سريعة على أن تبدأ الجهود بوقف شامل وفوري لإطلاق النار في سائر الجبهات وخصوصا في الجبهات الحدودية المشتعلة في نجران وجيزان وعسير.
واستبق البيت الأبيض زيارة جون كيري المقررة إلى السعودية الأسبوع المقبل والهادفة إلى احياء مفاوضات الحل السياسي في اليمن واعلن عن تفاهمات بين الرئيس باراك اوباما وولي عهد ابوظبي محمد بن زايد بشأن ترتيبات وقف النار.
واعلن البيت الأبيض إن اوباما اتصل بمحمد بن زايد في مقر اقامته الحالي في العاصمة الايطالية روما وأن الجانبان اتفقا” على أهمية الضغط على الأطراف اليمنية للالتزام بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية”.
لكن مصادر اخرى اكدت أن اتصال أوباما مباشرة بولي عهد ابو ظبي عكس حجم المخاوف الأميركية السعودية من تداعيات خارجة عن السيطرة في الجبهة الحدودية وخصوصا بعد الانهيارات المتسارعة في صفوف القوات السعودية في العديد من المواقع السعودية الاستراتيجية والتي تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من فرض سيطرة كاملة عليها.
واضيف إلى المخاوف الاميركية التقارير السعودية التي تحدثت عن عجز طيران العدوان السعودي من تدمير ترسانة الاسلحة المتنوعة التي كانت بحوزة كتائئه في المواقع الحدودية وبينها كميات من الصواريخ الموجهة والحرارية واجهزة الاتصالات والرصد ومنظومات متطورة للدفاع الجوي، والتي دخلت مسرح العمليات العسكرية التي يقودها الجيش واللجان في جبهات نجران وعسير وجيزان.
ويخوص ابطال الجيش اليمي واللجان الشعبية معاركهم مع الكتائب السعودية في العمق السعودي باسلحتهم الشخصية، غير أن معارك الأشهر الماضية التي شهدت عمليات فرار جماعية وانهيارات للخطوط الدفاعية السعودية من عشرات المواقع العسكرية مكنتهم من الحصور على اسحلة سعودية نوعية استخدمت في كثير من العمليات التي تقدم فيها الجيش واللجان في عمق الاراضي السعودية وصولا إلى مشارف نجران فيما يقودون حاليا معارك مع كتائب الجيش العائلي السعودي على بعد 70 كيلوم مترا من مدينة جيزان ، بعد سقوط اكثر المواقع العسكرية الرئيسية الحامية للمدينة.
وكان الناطق الرسمي لجماعة انصار الله محمد عبد السلام كشف اليوم فحو اللقاء الذي جمع الوفد الوطني العالق في مسقط مع مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية توماس شانون يومي الــ 8 و 9 من سبتمبر الجاري .
وقال في تصريحات نقلتها شبكة الـ” بي بي سي” البريطانية إن اللقاء عقد في مسقط بحضور وسيط عماني وأن ما طرحه المسؤول الأميركي كان “مجرد أفكار لا تختلف في جوهرها عن الأفكار التي طرحت في الكويت لكن ظاهرها وشكلها مختلفان، أي بمعنى تغيير عنوان الأفكار ومن يعرضها، أما أفكار جوهرية وجديدة فلم يتضح شيء حتى الآن، ولم يتم تسليم أي افكار مكتوبة أو أوراق للنقاش منذ انتهاء مشاورات الكويت”.
واكد أن الوفد الوطني لم يتسلم رسمياً أي خطة سلام أمريكية أو مقترح بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن، مضيفا” “نعتبر الولايات المتحدة الامريكية جزءاً رئيسياً من الحرب علينا وليست وسيطاً ولا يمكن لها ذلك”.
ووصف عبد السلام “خطة كيري” التي اعلنت سابقا في جدة بأ،ها ” مجرد قالب شكلي للأفكار التي طرحتها الأمم المتحدة في الكويت وأنه لن يتم حسم أي نقاش في أي رؤية إلا بعد استلامها بصفة رسمية من قبل الأمم المتحدة … وما سمعناه من أفكار تتعارض مع إحاطة ولد الشيخ الأخيرة لمجلس الأمن وتختلف عما سمعناه عبر الأخوة العمانيين نقلا عن الامريكيين ولهذا فإن أي نقاش لن يكون إلا بعد الاطلاع على أفكار مكتوبة وواضحة من قبل الأمم المتحدة”.
واشار إلى أن اميركا تسعى إلى تحسين صورتها بأنها صاحبة أفكار السلام بتبني أفكار الامم المتحدة وهي في الواقع من تقتل الشعب اليمني وتحاصره وهي من تدير وتحدد نشاط الامم المتحدة” مشددا على أن أي تدخل في الشؤون اليمنية من أي جهة كانت لن يكون مقبولاً” ومن يصنع الافكار للحل هم اليمنيون وليست أمريكا أو السعودية أو الإمارات ولا نمانع من أي إسهام بناء في الحلول عبر مسار الأمم المتحدة وبما يخدم المصالح العليا ودون تدخل من الاطراف التي تقتل الشعب اليمني وتحاصره”.