صادف يوم امس الخميس الذكرى ال 93 لمجزرة “تنومة” المروعة التي راح ضحيتها آلاف الحجاج اليمنيين غدرا باسلحة عصابات آل سعود المعرفين تاريخيا باسم العطاعيط ” عام 1923
تفصيل المجزرة حسب الرواتين اليمنية والسعودية .. يعرضها عبر ” المستقبل” الباحث عبدالله عبده محمد الاحمدي
اولا: االرواية اليمنية
شهد العام 1342 هجرية الموافق 1923 ميلادية، مجزرة مروعة بحق آلاف الحجيج اليمنيين على أيدي جيش آل سعود، عرفت فيما بعد بـ «مجزرة تنومه» .
وتنومه بلدة في عسير، وكان وفد الححاج اليمني زهاء ثلاثة آلاف حاج عزّل من السلاح، كلهم مهللون بالإحرام للحج، فصدف أن ألتقت سرية جنود من جيش آل سعود بقيادة الأمير خالد بن محمد «ابن أخ الملك عبدالعزيز»، بالحجاج اليمنيين وهم في طريقهم إلى مكة، فسايرهم الجنود الذين كانوا يعرفون باسم ( العطاعيط) بعد أن أعطوهم الأمان، ولما وصل الفريقان إلى وادي تنومه، وجنود السرية في الجهة العليا بينما اليمنيون في الجهة الدنيا، انقض الجنود على الحجاج بأسلحتهم فأبادوهم فلم ينج منهم إلا عدد قليل وقُتل أكثر من ٢٩٠٠ حاج. وقد حاول آل سعود عبر بعض الأقلام المرتبطة بهم أن يبرروا هذه الفعلة عن طريق الادعاء بأن الجند السعودي ظن أن الحجاج مجموعة مسلحة من أهل الحجاز فاشتبكوا معها! والسؤال: متى كان اغتيال المسلمين وقتلهم بالظن جائزاً؟! ومع ذلك فقد كذّبت الوقائع تلك المزاعم، إذ ثبت أن الجند السعوديبن لم يقتلوا هؤلاء الوافدين إلى بيت الله الحرام، إلا بعد أن ساروا بمحاذاتهم مسافة معينة وتأكدوا أنهم لم يكونوا يحملون السلاح. كما بين ذلك الدكتور محمد عوض الخطيب في كتابه «صفحات من تاريخ الجزيرة العربية الحديث».
وكان من ضمن ضحايا تلك المجزرة المروّعة، الحاج حسين القريطي، «والد الشيخ المقرئ محمد القريطي رحمه الله» الذي وُلد في نفس العام ولم يمنعه يتمه من تخليد نفسه بعلمه وصوته الذي ترنم به الذكر الحكيم على طريقته الخاصة حتى اعتبره أهل اليمن «عطر شهر رمضان».
وقد ذكر القاضي يحيى بن محمد الإرياني «والد الرئيس الأسبق القاضي عبدالرحمن الإرياني»، أن الجند السعوديين كانوا يتنادون فيما بينهم «اقتلوا المشركين» وكان شعارهم «هبت هبوب الجنة وأين أنت يا باغيها».
وكان القاضي رحمه الله غزير الشعر، فجادت قريحته بقصيدة عصماء خلّد فيها الحادثة المروّعة وناقش فيها المتعصبين من الوهابيين بالحجة العلمية المقنعة، وبعثها إلى الإمام يحيى حميد الدين وإلى الملك السعودي وعلماء نجد، وقد اشتهرت القصيدة في ذلك الحين بين الناس وتناقلتها الألسن.
رحم الله شهداء مجزرة تنومه الأبرار، وكل شهداء اليمن.
ثانيا: الرواية السعودية
في عام 1343للهجرة حدثت مذبحة للحجاج اليمنيين في مدينة تنومة في منطقة يقال لها (اليزعه)، وأليكم سرد القصة.
بعد ما أنتشر خبر هزيمة بني شهر في بيشة (غزوة القبيسي) دب الذعر بين الناس فنزل أغلب الناس بأطفالهم ونسائهم الى تهامة خوفآ عليهم من الأبادة ومن ثم العودة وألأستعداد للحرب.
في هذة الأثناء جاء الإخوان (المديينة) يريدون غزو تنومة وكان ذلك الوقت قبل موسم الحج بشهر أوشهرين
وكانت مدينة تنومة شبة خالية .
وأثناء مرور الحجاج اليمنيين دخلوا( العصبة أو المديينة) الى تنومة وتفاجأوا باليمنيين أعتقادآ منهم أنة جيش بني شهر فأندلع القتال بينهم .
الحجاج كانوا لا يملكون السلاح الكافي للقتال وأغلب القافلة كانت محملة أرزاق (بن – زبيب – هيل – حب)للتجارة لأنة في ذلك الوقت ضرب المنطقة فقر رهيب بسبب الحرب العالمية الثانية وكان أهل اليمن بخير.
قضى( المديينة) على أغلب الحجاج ونهبوا ماتيسر وأما القافلة فبعض الجمال والحمير أستطاعت أن تفلت من أيدي الغزاة ودخلت بعض المنازل وهي محملة بالأرزاق ويقال أن بعضها كان على ظهورها صناديق ذهب وفضة .
وبعد هذه الحادثة جائت مراسيل من الأمام عبد العزيز بن عبد الرحمن لشيوخ بني شهر بالسمع والطاعة والبيعة على تحكيم شرع الله.
ثالثا: راينا
أ- اللبيب يستطيع ان يتبين الحقيقة من خلال سرد الروايتين.
ب -عرف عن ” الاخوان ” وهو الاسم الذي اطلق على غلاة الوهابية انهم يكفرون ماسواهم
ج- الحجاج اليمنيون مدنيون لم يكن لديهم سلاح ولم يتوقعوا الغدر.
د- المليشيا الوهابية االمتطرفة ارتكبت المجزرة عمدا وعدوانا لبث الرعب لدى خصومهم ولاهداف اخرى تبدوا واضحة من تفاصيل الروايتين .. وعند الله تجتمع الخصوم.
صورة لنص مرثية القاضي الارياني