لأول مرة وفي خطوة لها دلالات عديدة وغير بعيدة عن تعاظم المأزق السعودي ، ذكرت قناة “العربية” التابعة لمحمد بن سلمان ، ان الرياض تقدمت برسالة الى مجلس الأمن تشكو فيها من ضربات الجيش واللجان الشعبية في اليمن!!.
وجاء في الرسالة التي حملها المندوب السعودي عبد الله المعلمي :أن السعودية وقعت ضحية لجرائم واعتداءات من ما وصفه بـ “ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح”، بما فيها قصف بالقذائف والصواريخ الباليستية، ما تسبب بخسائر في الأرواح والممتلكات ودمار في البنية التحتية وأضرار لحقت بالمستشفيات والمدارس.”
السعودية التي قصفت اليمن بحوالي مائتي الف غارة ودمرت ما يقدر بـ90%من البنية التحتية باليمن تحت مزاعم مساعدة اليمنيين ، تشكو الاضرار التي تسببها صواريخ يمنية عادية وردود الجيش واللجان الشعبية ، ليصبح السؤال كيف تسمح السعودية لنفسها بالشكوى والتباكي ولم ينلها من خسائر الحرب ربع ما تعرض له اليمن على مدى اكثر من عام ونصف من العدوان .
وأضافت الشكوى السعودية لمجلس الأمن : أن ما وصفتها بالاعتداءات على مدن سعودية حدودية تمت باستخدام صواريخ وقذائف إيرانية الصنع مؤكدة على حق السعودية باتخاذ كل التدابير لمواجهة تهديد من اسمتهم بالانقلابيين!!
الجدير ذكره ان السعودية التي كابرت على مدى اكثر من عام وتكتمت على خسائر جيشها في مواجهة الجيش واللجان الشعبية ، لم تكن لتفصح او تقوم بايصال هذه الرسالة الى مجلس الامن ، لو لم تكن ضربات الجيش واللجان الشعبية قد بلغا من الإيلام لنظام بني سعود ، الى درجة لم يستطع معها التحمل اكثر.
وقد وصل نظام بني سعود الى مرحلة من التخبط والبحث عن طوق نجاة في كل اتجاه .
ومن المعروف ان وصول جون كيري وزير خارجية امريكا الى السعودية قبل حوالي نصف شهر كان لذات الغرض ، اي البحث عن مخرج لسلمان وولده جراء المأزق الذي وقعوا فيه بسبب العدوان على اليمن .
لا يدرك النظام السعودي ان الحل الوحيد لما هو فيه من فشل وتخبط واستنزاف ، هو الاعتراف العاجل بخطا العدوان على اليمن وايقاف الحرب بشكل فوري والاعتذار والتعويض عن كل ما تم تدميره ، ومن ثم البدء في علاقات تقوم على الندية واحترام سيادة اليمن بما يكفل حفظ الامن في المنطقة بأسرها ..
اما الاستمرار السعودي في الرهان على امريكا وانتظار مجلس الأمن ليبدد مخاوفها ويزيل الالغام التي تزرعها هي بيدها ، فهذا ضرب من الوهم الذي سيسهم في تبديد مزيد من الوقت الذي تتحرك عقاربه بعكس المصلحة السعودية ..
حميد رزق .. مدير البرامج السياسية في قناة “المسيرة” الفضائية