ربما يكتب التاريخ يوما أن اسرائيل استطاعت عبر وكيليها النظام السعودي الداعشي والعائلات الوراثية الحاكمة في الامارات تحقيق معجزة باسكات العالم حيال الجرائم المروعة للعدوان السعودي الاماراتي المستمر على اليمن منذ 17 شهرا.
باستثناء القليل رضخ جميع السياسيين والمثقفين العرب وسائر المنابر الإعلامية العربية لديبلوماسية الشيكات السعودية الاماراتية واختاروا ابقاء المفاعيل الحقيقية للأزمة اليمنية في الظل مدفوعين بتأثير البروبغاندا وفوبيا “الصمت الاستراتيجي”
مدى 17 شهرا من العدوان السعودي الاماراتي على اليمن يمارس الاعلام العربي نشاطه بشكل مخجل. تصدر الصحف العربية كل يوم لتعيد انتاج البروبغاندا الدعائية لمطابخ العدوان ويغمض الجميع اعينهم حيال شعب يتعرض كل يوم لجرائم أبادة جماعية وحصارا خانقا.. لم يسأل احد نفسه لماذا تستمر كل هذه الوحشية دون ادانة.
يفرض حال ” الصمت الاستراتيجي ” الذي انتجته قوى الهيمنة الكبرى، قبولا بغطرسة عدوان خارجي غاشم يدعي أنه يخوض حربه على اليمن ويحاصر اليمنيين من أجل مصلحة اليمنين ولاعادة سلطة ييسميها” شرعية ” ويعلن بوقاحة أنه سيفرضها على اليمن من الخارج بالقوة المسلحة!
سياسة المارشال التي اطاحت إلى الأبد بأحلام الدور الريادي لمصر الكنانة هي السائدة اليوم في طول مصر وعرضها سياسيا واعلاميا، سوى القليل الذي رشح من لجنة مجلس النواب المصري .. اما اعلاميا فلم يعد في مصر صحافيون ومثقفون احرار وإن عثرت على صوت هنا أو هناك تجده محشورا في ركام هائل من البروبغاندا.
لـ “الصمت الاستراتيجي” حيال العدوان السعودي الاماراتي على اليمن السائد في عواصم العالم ، تجليات كثيرة برزت بقوة في قرارات الحجب للقنوات الفضائية اليمنية عبر القمر المارشالي “نايل سات” .
ففي ظل ” الصمت الاستراتيجي” يتاح المجال لخطاب التحريض الطائفي، والبروبغاندا، ومن غير المسموح لليمنيين أن يكون لهم صوتا، في ظل نفوذ نظرية ” الصمت الاستراتيجي”.
الحال في بيروت لم يختلف عن مصر المارشال، فمعادلة النأي بالنفس لا تقبل الخوض في تفاصيل القرار الجماعي الخارجي، فيما ينخرط الاعلام الممول خليجيا وسعوديا في تسويق ذرائع العدوان واخفاء جرائمه ، سوى ذلك الصوت الاعلامي البعيد عن هيمنة ” الصمت الاستراتيجي” المعبر عن تيار المقاومة والممانعة.
رغم مضي 17 شهرا على العدوان السعودي الاماراتي الهمجي بسجل جرائمه الوحشية وآثاره الإنسانية والامنية والسياسية والاقتصادية، لا يزال الملايين في العالم منهمكون في فك طلاسم معادلة صراع خيالية انتجتها البروبغاندا، واشاع “الصمت الاستراتيجي” جملة واحدة يرددوها الجميع ببلاهة ” الحوثيون المدعومون من أيران” وعلى هذه الجملة تبنى كل المواقف والاستنتاجات والتحليلات.
في العواصم العربية يتابع العرب يوميات العدوان وغاراته الهستيرية وجرائمه الوحشية على المدنيين بتأثير طوفان بروبغاندا فعل الكثير في تشويه الوعي وتزييف الحقائق وتسويق الاكاذيب وانتاج الذرائع .
صارت عجلة العدوان السعودي الغاشم تدور اليوم بوقود ” الصمت الاستراتيجي”.
يا للأسف .. قليلون جدا من سألوا .. لماذا هذا الصمت حيال كل هذه الوحشية ؟
لا أحد في الواقع يريد أن يسمع أو يرى جرائم الابادة الجماعية للعدوان والآثار الانسانية للحصار، فالجميع قد حسموا امرهم ووضعوا انفسهم في زاوية الفهم العميق، ومنهمكين في تفسير وتحليل عبارات صماء من تلك التي تتحدث عن “الدور الإيراني والمشروع الفارسي والحوثيين المدعومين من إيران”.
تلك هي الهالة الطاغية التي انتجتها الماكنة الدعائئة الممولة من خزائن البترودولار.
“الصمت الاستراتيجي”