تزامناً مع اجواء عيد الاضحى المبارك والإعداد له، أقرت قيادة وزارة الداخلية خطة أمنية خاصة بالعيد، في خطوة أكدت اهمية الحس الامني العالي المدعم بمتابعة اعلامية يقظة بوصفه من اقوى دعائم الخدمات التنموية التي تهتم بالمجتمع المحلي والمواطنين وتعزز تماسك المجتمع في ظل الاوضاع الحالية كما تقطع الطريق على فئران الفوضى والطابور الخامس الناشطين في إشاعة الخوف والقلق في أوساط الناس.
كان المفترض ان يتم تشبيك علاقات تبادلية وشراكة معلومات بين كل القطاعات الخدمية بالعاصمة وبين مركز اعلامي موحد وفعال بأمانة العاصمة للاتفاق على اليات موحدة في حملات التوعية التي تنهض بالمجتمع المحلي ، ولكن يا للأسف قيادة أمانة العاصمة تتجاهل هذا الاقتراح مستجيبة لوسوسة ضعاف النفوس المؤثرين على إرادة صنع القرار (*داء الشللية*) وبالتالي تغييّب أدوار الكثير من الجنود المجهولين وجهود تطبيع الحياة العامة الطبيعة الى جانب تعزيز المواقف الناقمة على صناع القرار و منح المتنطعين حجة للتطاول في انتقاداتهم.
ماذا لو أن كل محافظات الجمهورية وامانة العاصمة أحسنت تفعيل الإعلام كأحد مكونات قيادة المجلس التنفيذي للسلطة المحلية ، بأن يكون قائماً بواجباته المتتبعة لكل الأنشطة والفعاليات للسلطة المحلية ، كإعلام حقيقي ومرآة لأدائها وهي مهمته الاساسية، لا التنميق والتلميع والتبرير وإخراج الصورة التي تريدها القيادات التنفيذية المحلية وتتمناها.
مهمة الاعلام هي تبصير هذه القيادات أبتداء من المسؤول الاول في السلطة المحلية وحتى اصغر مسؤول في اصغر وحدة ادارية يبصرهم باعتباره ناقل دقيق يتمكنوا من خلال قدرته المهنية في نقل صورة الحدث او الفعالية او نقل ردود الفعل من المجتمع المحلي سلباً او ايجابا، وبما يساعد القيادات على التحفز للمزيد من العمل ولفت نظرها إلى القصور والأخطاء .
الإعلام المحلي إذا ما تقيد بهذا فإنه سيكون ملاذا لجمهور المجتمع المحلي لأستقاء المعلومة وقياسها بل وسيكون إعلام في هذه الحالة بشكل غير مباشر ناقد و مقيم لأداء السلطة المحلية بكل تخصصاتها ، وسيسهل العمل الرقابي الشعبي والرسمي المتوازن الذي قد يساعد في إنصاف الحقيقية، والأهم انه سيساعد على التنبيه المبكر لكل الظواهر السلبية وسيكون الدافع لمعالجتها اولاً بأول ، كونه ايضاً يلامس للعامة من الناس في المجتمع المحلي وللنخب والقيادات المجتمعية والمهنية والنشاط العام والخاص التجاري والاستثماري في كل المجالات .
حينها لن تتفاقم كثيرا الظواهر السيئة في سلوك القيادات او في مسارات العمل او في قصور التشريعات واللوائح المنظمة.
قد يظل الجمهور بين مفاجآت تفقده الثقة بمصدر الحقيقة ، عندما يجد نفسه امام اعلام مهول ومقدم للقيادات وكأنها ملائكة او فجاءة لظرفً ما من المتغيرات والمماحكات يقدمهم كشياطين وكامبراطوريات لنهب المال العام او لمحاباة او كزعماء الشلل وعصابات يسخروا كل المؤسسات وخدمات السلطات المحلية لاعضاء شللهم وعصاباتهم .
ينبغي ان يقف المجتمع المحلي وقيادات وكوادر المؤسسات الرسمية والشعبية التابعة للسلطة المحلية والمؤسسات الموازية من احزاب ونقابات ومؤسسات القطاع الخاص والشخصيات الاجتماعية والنخب في كل محافظة وفي امانة العاصمة بمواجهة صارمة وأمينة وشجاعة ومتكئة على الوقائع وبموضوعية ليتمكنوا من الدفع بكل مكتب تنفيذي وكل وحدة تتبع السلطة المحلية للقيام بواجبها على احسن وجه.
وحتى يجد المسؤول الاول نفسه ملزما و مقيدا باحترام هذا التفاعل الإيجابي وارضاءه ايجابا وليس سلباً وبما يتواءم مع السياسات العامة المركزية بالدولة و قوانينها و تشريعاتها، بحيث تتجلى الخلاصة في الخدمة الوطنية لليمن ومن خلال التنمية المحلية وتطوير الخدمات الاجتماعية.
حينها سيتحول الجهد الشعبي الى رافد للانجاز وبنفس الوقت سيف رقابي لا يسمح بما نسمع عنه من إمبراطوريات نهب المال العام و الزعامات الشللية والعصبوية المسخرة كل مقدرات المجتمع المحلي لما يفيدها ويثريها ويخدم مزاجها و ما ترى هي يتناسب مع مقدراتها وأهواءها ..
بل لن يكون مديرو المكاتب و حاشية المسؤوليين المحليين إلا ادوات نظيفة ولن تجد تلك العناصر الموبؤة مكانا ولن تكون مخالب للمسؤولين لنهش القيم الادارية وبسلامة الإجراءات القانونية.