ودع اليمن اليوم الجمعة العلامة المجتهد فريد عصره محمد بن محمد المنصور الذي وفاه الأجل اليوم بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي الذي تجاوز اليمن إلى آفاق العالم العربي والإسلامي، علما وتأليفا وتدريسا وفتوى.
وتوفي العارف المُصلح والواسع الأفق محمد المنصور عن عمر ناهز الــ 100 سنة عاصر خلالها محطات تحول كبرى في تاريخ اليمن الحديث وكان خلالها نبراسا في تدريس العلوم الدينية والشرعية والافتاء والتأليف.
من هو العلامة المنصور … ؟
هو العلامة المجتهد الحُجة محمد بن محمد بن اسماعيل بن عبدالرحمن المنصور, من ذرية العلامة يحيى بن الحسين بن الأمام المنصور بالله القاسم بن محمد، وهو من مواليد منطقة شهارة بصنعاء بتاريخ 8 جمادى الآخر سنة 1333هـ الموافق 23/4/1915.
ونشأ في منطقة شهار, ثم هاجر به والده الى صنعاء ,فبدأ القراءة عند الخواجة محمد علي عمر في مِعْلامة مسجد التوفيق شمال غرب بير العَزَب,ثم اخذ على كثير من علماء صنعاء ,وذمار, والذاري, والمدرسة العلمية بصنعاء وغيرها بهمة عالية , وفهم وقاد ,فقد حصل الكثير من الكتب بخطه ,حتى برع في جميع الفنون ,فهو علامة مجتهد مطلق, زاهد, اديب, شاعر, سياسي محنك, لا يفارق الذكر لسانه ,وقد اثنى عليه كثير من العلماء في اجازاتهم له وغيرها ,فهو فريد عصره ,وهو المرجع الاعلى في صنعاء .
تولى العلامة المنصور عدة وظائف رسمية كان فيها مثالاً للنزاهة والإخلاص منها: إعانة والده على اعمال قضاء بيت الفقيه, وعين ضمن كتّاب وحكّام ولي العهد بتعز سنة 1945م ثم مساعداً لوزير الخارجية القاضي محمد راغب, ثم ناضراً للوصايا والأوقاف وما زال, فوزيراً من وزراء الأتحاد بين مصر واليمن, ورئيساً لهم او نائب للرئيس حتى الغي الإتحاد, ونائب للإمام في مصر آخر ايام الإتحاد.
وبعد قيام الثورة عين عضواً في مجلس السيادة, ثم وزيراً للعدل من سنة 1964م, الى سنة 1967, ثم وزيراً للأوقاف, وعضواً في المجلس التأسيسي (مجلس الشعب), وفي لجنة تقنين الشريعة الاسلامية.
بعد قيام الوحدة أسهم في تأسيس حزب الحق الإسلامي في اليمن، وشغل في السنوات الاخيرة من حياته منصب نائب رئيس هيئة الإفتاء بالجمهورية اليمنية, وناظراً للوصايا, ورئيسا للهيئة الإستشارية بجمعية بدر الخيرية.
حياة عامرة بالعلم …
وطبقا للترجمة التي نشرها المجلس الزيدي الاسلامي فقد اشتغل العلامة المنصور في حياته في التدريس والإفتاء والتأليف, فقد درس عليه الكثير من الطلاب في الجامع الكبير ومسجد الفليحي ومسجد النهرين وفي مركز بدر العلمي والثقافي فضلا عن الدروس التي كان ينظمها في منزله.
وجمع الراحل المنصور العديد من الكتب المخطوطة والمطبوعة فكوّن مكتبة تحتوي على الكثير من الكتب, وتعد من اكبر المكتبات الخاصة في اليمن, وقد سخرها في خدمة العلم وأهله.
من أبرز مؤلفاته:
قدسية الإيمان وهو قصيدة نافعة من نظمه.
برق يمان وهو شرح صغير على قدسية الإيمان.
القضاء والقدر. طبع بمركز بدر.
تعليقات على أمالي ابي طالب.
حكمة الحجاب. أعيد طبعه بمركز بدر.
الكلمة الشافية في حكم ما كان بين علي ومعاوية.
مقتطفات من التفسير.
وله الكثير من الرسائل والفتاوى الهامة والقصائد الرائعة.
وللعلامة الراحل شعر جيد يدل على أدبه وعلو مكانه, ويغلب على شعره الزهديات,شأإنه شأن العالم المجاهد التقي الورع وكأن لسان حاله يقول ما قال الشافعي رحمه الله:
ولولا الشعر بالعلماءِ يزري لكنتُ اليوم أشعر من لبيدِ
وله ديوان مطبوع ومن شعره قصيدة طويلة دوّن فيها حياته مطلعها:
شروق حياتي من شهارة بصنعا([1])وبعض في ذمار لنا
والضـــــــــــــــــــــــحى كانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
وفيها وفي صنعا بدأت دراستي واكملتُها والحمد لله مولانـــــــــا
وقد ختمها بقوله:
فما زال نور الله للهِ حــــــــــجَّة إذا نصب الديان للناس ميزاناً
ونحن على المُثلَى نسيرُ ظهيرُنا محمدُ والقرآن والله مولانـــــــا
ويقول في قصيدة اخرى كلها حكم ووعظ أجراها على لسان الدهر كتبها ليلة الأحد بعمّان 25/6/1413هـ, وأولها:
يقولُ الدهرُ: أرْغمْتُ البرايا فسِرتُ بهم الى بحر المنايا
حتى ختمها بالقول داعياً:
إلهي كم غفلنا رَبَ سَـــلم وَوَفقْ واعفْ عن كل الخطايا
وعَنْ غفلاتِنا وكُفورنا ما به أنْعَمتَ من عِظمِ العَطايَــــــا
رابطة علماء اليمن: نعت إلى الأمة العربية والأسلامية العلامة محمد المنصور …
اصدرت رابطة علماء اليمن بيانا نعت فيه السيد العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور رئيس الهيئة الاستشارية العليا لرابطة علماء اليمن والذي وافته المنية قبيل فجر الجمعة عن عمر ناهز الرابعة بعد المائة.
وفي ما يلي نص البيان:بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}>
والقائل : {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)}.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وآله الطاهرين وصحابته المنتجبين القائل (الأجر على قدر المصيبة، فمن أصيب بمصيبةٍ فليذكر مصيبته بي؛ فإنكم لن تصابوا بمثلي )والقائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم {(موت العالم مصيبة لا تجبر ، وثلمة لا تسد، وهو نجم طمس…..) وبعد..
بقلوب يعتصرها الألم وجو مشبع بالأحزان والأسى تنعي رابطة علماء اليمن للأمة العربية والإسلامية السيد العلامة المجتهد الرباني محمد بن محمد بن إسماعيل المنصور -رئيس الهيئة الاستشارية العليا لرابطة علماء اليمن- رحمه الله تعالى والذي وافته المنية قبيل فجر يومنا هذا الجمعة الموافق 7/ ذو الحجة/ 1437هـــ الموافق 9/9/ 2016م عن عمر ناهز الرابعة بعد المائة قضى معظمه في خدمة الدين والوطن والأمة العربية والإسلامية.
إن وفاة مثل هذه القامة العلمية لهي بحق مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لقد كان هذا العالم العابد الورع نجما من أنجم الاقتداء والاهتداء ومرجعية من مراجع الإفتاء للأمة الإسلامية كلها وليس لأهل اليمن فحسب، فقد أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته القيمة وأفنى عمره في خدمة العلم والتعليم وخدمة الدين والأمة الإسلامية.
كما أسهم الفقيد الإسهام الكبير في نهضة اليمن الفكرية والتعليمية والمحافظة على أصالته وهويته من خلال مؤلفاته المشهورة و تدريسه للطلاب الذين بلغ بعضهم مرتبة الاجتهاد ومن خلال اهتمامه البالغ ورعايته المباشرة لطلاب العلم.
وكان للفقيد الأثر العظيم في مجال تقنين الشريعة الإسلامية عندما كان عضوا في مجلس الشعب التأسيسي، لقد أجمع على فضله الخاص والعام والقريب والبعيد والعدو قبل الصديق وكان محل تقدير الجميع بلغ مرتبة كبرى أهلته لأن يكون وزيرا للعدل والأوقاف وناظرا للوصايا فكان ذلك العالم الورع التقي والشخصية النزيهة التي حافظت على مقدرات الأوقاف وهيبة العدل.
وكانت له رسائله وبياناته المزلزلة لعروش الظالمين أبان حروب صعدة الست الظالمة التي دلت على أنه لم يكن يخش إلا الله في الوقت الذي كان الكثير يعيش حالة الخوف والرعب والمداهنة.
ورابطة علماء اليمن إذ تنعي الفقيد فإنها تتقدم إلى أسرته و الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بأحر التعازي والمواساة بفاجعة وفاة هذا العالم الرباني العابد الزاهد أحد علماء الأمة وعظماءها ونجوم الآل الكرام بعد تاريخ مشرق حافل بالعطاء والبذل في تبليغ رسالات الله وتعليم عباده وخدمة الأمة ومواساة المستضعفين ومقارعة المستكبرين ونفي تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وكشف حقيقة الحاقدين وتدعو الجهات المعنية إلى إحياء سيرة ومناقب هذا العالم وتبني طباعة مؤلفاته كونها تمثل حصانة لليمن والأمة من الغزو لها من الأفكار الدخيلة المدمرة.
كما تدعو إلى تشجيع طلاب العلم ودعمهم كما كان الفقيد حتى يتخرج العلماء والدعاة والخطباء الحاملون للفكر الأصيل الذي لا يُقَارُّ عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلَا سَغَبِ مَظْلُومٍ.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وان يخلفه على الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية باحسن خلافة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
السيد عبدالملك الحوثي ينعي العلامة محمد بن محمد المنصور …
ونعت العديد من الأوساط العملية والسياسية والدينية رحيل الفقيد الحجة محمد بن محمد المنصور معتبرة رحيله خسارة كبيرة على اليمن بعد عمر مديد أمضاه في طاعة الله تعالى علماً وعملاً ودعوةً إلى الله وتعليماً لمعارف الإسلام.
وبعث السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي برقية عزاء ومواساة إلى أسرة الفقيد العلامة الكبير محمد بن محمد المنصور أعرب فيها عن الحزن و الأسى لرحيل العلامة المنصور بعد عمر مديد أمضاه في طاعة الله علماً وعملاً ودعوةً ، سائلاً الله أن يتغمد الفقيد في واسع رحمته وأن يجزيه خير الجزاء …. جاء فيها :
((يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية)) صدق الله العظيم
بالحزن والأسى تلقّينا نبأ رحيل عالم اليمن الكبير السيد/ محمد بن محمد المنصور إلى جوار الله والتحاقه بالرفيق الأعلى بعد عمر مديد أمضاه في طاعة الله تعالى علماً وعملاً ودعوةً إلى الله وتعليماً لمعارف الإسلام.
حيث كان نموذجاً للعالم العارف التقي والرباني المُصلح والواسع الأفق والمعلّم القدوة، وكان بين العلماء نجماً ساطعاً نوره، وترك أثره الطيب في الساحة اليمنية والإسلامية عموماً.
وبوفاته رحل عن الأمة الإسلامية نحماً من نجوم العلم والمعرفة، وخسر اليمن الميمون عظيماً من عظمائه؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون وعند الله نحتسبه.
كما نتقدم إلى أسرته العزيزة وإلى شعبنا والأمة الإسلامية بالعزاء والمواساة سائلين الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يجزيه خير الجزاء ويلحقه بالأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وسبحان الله ربّ الأرض وربّ السماوات و ربّ العرش العظيم
عبد الملك بدر الدين الحوثي
7 / ذو الحجة / 1437هـ
رئيس المجلس السياسي يعزي في وفاة العلامة القدوة محمد بن محمد المنصور …
بعث الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم برقية عزاء ومواساة في وفاة العلامة الحجة محمد بن محمد المنصور الذي انتقل الى جوار ربه اليوم عن عمر ناهز المائة وأربعة اعوام جاء فيها :
الاخوة اولاد العلامة المجاهد الحجة محمد بن محمد المنصور وكافة آل المنصور الكرام وأبناء الشعب اليمني كافة ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل العلامة محمد بن محمد المنصور عن الحياة الدنيا وسيظل رحمه الله حيا في تاريخ الامة الإسلامية والانسانية بما قدمه من علم وعمل صادق مخلص للقيم الإسلامية الحقة التي تمثلها في علمه وعمله وسلوكه وفي كل حياته وما تقلده من اعمال ومناصب علم وعمل طوال حياه.
لقد خسرت اليمن في هذا الظرف العصيب رمزا من رموزها التي عرفها العالم وعرف الكثير عن اليمن منذ عقود من خلالها منذ مشروع الوحدة العربية في خمسينيات القرن الماضي ، وصولا الى مشروع تقنين احكام الشريعة الاسلامية ، والاجتهادات العلمية والفقهية والمعرفية والمبادرات التي تركت الاثر الطيب في مواقف الحياة العامة والسياسية والخاصة .
وان مما يعزينا جميعا في رحيل هذا الرمز الوطني الجامع والكبير هي مآثره الخالدة من العلم النافع والمثل والقيم التي زرعها في قلوب طلابه ومريديه الذين لم ينقطع عنهم يوما حتى اخر ايام حياته ، معلما لقيم التعايش والتسامح ولغة التفاهم المؤلفة بين القلوب ومنيرا للدروب وناصحا امينا مخلصا في كل المواقف والصعاب ومختلف الظروف للجميع دون تمييز او اعتبارات او مواقف مسبقة مجسدا الفضيلة والأمانة العلمية والمعرفية بكل ما تعنية وتحويه .
رحم الله الفقيد الراحل وتغشاه بواسع رحمته وألهمنا جميعا وأهله ومحبيه الصبر والسلوان.
الزعيم صالح : كان الراحل منصفاً ومتورعاً في كل مواقفه وآرائه ونصائحه ومشورته…
وبعث الرئيس السابق علي عبدالله صالح برقية عزاء ومواساة إلى أسرة الفقيد العلامة الكبير محمد بن محمد المنصور أعرب فيها عن الحزن و الأسى لرحيل العلامة المنصور بعد عمر قضاه في مجال الفقه والحديث والعلوم الشرعية، وقاضياً محنّكاً أسهم بفاعلية كبيرة في إرساء قواعد العدالة في أوساط المجتمع ، سائلاً الله أن يتغمد الفقيد في واسع رحمته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.. جاء فيها:
الأخ/ عبدالوهاب محمد بن محمد المنصور.. وإخوانه
وكافـــة آل المنصور الكــرام
لقد كان لنبأ وفاة والدكم العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور أكبر الأثر في نفوسنا.. كون الوطن خسر برحيله أحد علمائه الأفذاذ ومجتهداً كبيراً في مجال الفقه والحديث والعلوم الشرعية، وقاضياً محنّكاً أسهم بفاعلية كبيرة في إرساء قواعد العدالة في أوساط المجتمع، إلى جانب كونه أحد الرواد الذين قارعوا بعلمه وفكره واستنارته الظلم الإمامي الرجعي، وشارك مع زملائه العلماء الأحرار والفقهاء المستنيرين في التعبير عن تطلعات الشعب وقواه المستنيرة في التغيير والتجديد والتحرّر من الإستبداد والظلم.
لقد كان رحمه الله ذا رأي شجاع ومواقف مبدئية ثابته، وأسهم من خلال اختياره عضواً في مجلس السيادة لحكومة الثورة اليمنية الخالدة في أيامها الأولى بدور كبير في ترسيخ النظام الجمهوري.. وفي تنمية وعي وإدراك اليمنيين بأهمية الثورة في حياتهم وعظمة قيمها ومبادئها وأهدافها التي ناضل من موقعه من أجل الإنتصار لها وتجسيدها في الواقع المعاش.. وصولاً إلى ترسيخ مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه قولاً وعملاً.. إفعالاً لمبدأ الشورى في الحكم، وواصل مسيرته العلمية والإجتهادية من خلال اهتمامه بالعلم وتطبيق العدل في أوساط المجتمع أثناء تبوءه لمنصب وزير العدل في حكومة الثورة أكثر من مرّة وكذا في منصب وزير الأوقاف، ومن ثم تفرغه لتدريس العلم والفقه وأصول الحديث للطلاب الذين توافدوا من كل أنحاء اليمن ليستفيدوا من علومه ومعارفه الجمّة المتحرّرة من كل قيود ونزعات التعصّب والتطرُّف والغلو، إمتثالاً لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف المؤكدة على قيم التسامح والتعايش والإخاء والمحبة والإعتدال والوسطية، ونبذ العنف والتطرُّف والإرهاب.
إن رحيل العلامة المجتهد فضيلة القاضي والفقيه محمد محمد المنصور رحمه الله سيترك فراغاً كبيراً لا يعوّض، فقد كان رمزاً للنزاهة والإستقامة والإخلاص وحب الناس ورجلاً ناصحاً أميناً لم يبخل بأي رأي أو تقديم أي مشوره.
ولقد كان صادقاً مع الوطن.. وصادقاً في مشوراته التي كان يقدمها لي كما قدمها لكل رؤساء اليمن بكل حرص وصدق وأمانه وتجرّد.
لاشك أن مصابكم يا آل المنصور بفقدانه ورحيله عن هذه الدنيا الفانية جسيم وعظيم، وهو في نفس الوقت مصاب شعبنا ووطنا، ولنا أيضاً خاصة وأن علاقتي به كانت حميمة يسودها المحبة والإحترام وتغليب المصلحة العامة على كل ماعداها، وكان منصفاً ومتورعاً في كل مواقفه وآرائه ونصائحه ومشورته، يهدف من خلالها إحقاق الحق، ورفع الظلم، وتجسيد قيم العدالة.
وإننا إذ نشاطركم جميعاً أحزانكم وآلامكم في هذا المصاب الجلل، نبعث إليكم بصادق التعازي وخالص المواساة باسمي شخصياً.. وباسم قيادات وأعضاء وحلفاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام، مبتهلين إلى المولى -جلّت قدرته- أن ينزل عليه شآبيب رحمته ومغفرته ورضوانه.. وأن يسكنه فسيح جنانه.. وأن يجزيه خير الجزاء عن دينه ووطنه وشعبه وعن طلابه وتلاميذه الذين يواصلون اليوم نهجه ومسيرته العلمية والفقهيه بكل إقتدار والذين نهلوا من علمه ومعارفه ما أفادهم وأفاد الوطن، كما نسأل الله تعالى أن يعصم قلوبكم بالصبر والسلوان وأن لا يريكم أي مكروه في عزيز لديكم بعده.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
أخوكم/
علــــــي عبــــــدالله صـالـــــح
رئيـس الجمهوريــة السابـــق
رئيـس المؤتمر الشعبي العام
المجلس السياسي لأنصار الله .. خسارة ليس لليمن بل للأمة الاسلامية قاطبة …
ونعى المجلس السياسي لجماعة انصار الله العلامة الحجة محمد بن محمد المنصور الذي قال المجلس في بيان أن اليمن فقدت = بوفاته علما من اعلامها الافذاذ، ورجلا من رجالها الكبار ،صاحب المواقف المشهودة في نشر العلم والتقى والاصلاح المجتمعي واعتبر في بيان رحيله .
هنا نص البيان…
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ).
بقلوب وجل ونفوس مكلومة ينعي المجلس السياسي لانصار الله إلى أبناء شعبنا اليمني الكريم والأمة العربية والإسلامية فاجعة رحيل السيد العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور ، الذي فقدت اليمن بوفاته علما من اعلامها الافذاذ، ورجلا من رجالها الكبار ،صاحب المواقف المشهودة في نشر العلم والتقى والاصلاح المجتمعي ، كما كان رحمه الله وفي مختلف القضايا والأحداث التي شهدها اليمن على مدى العقود الماضية حاضرا برأيه الصائب ومواقفه الوطنية والإسلامية، ومثالا للعالم العامل و القدوة في القول والسلوك .
إن المجلس السياسي لأنصار الله ليعبر عن حزنه وآلمه لهذا الرحيل ، ويعتبره خسارة ليس لليمن بل للأمة الإسلامية التي فقدت واحدا من مراجعها الكبار صاحب الاسهامات العلمية والفكرية والسياسية ، المواقف المشهودة داخل اليمن وخارجها والتي ستظل شاهدة على حيوية وخصوبة مدرسة العلم والاجتهاد في اليمن.
وبهذا المصاب الجلل يتقدم المجلس السياسي لانصار الله بخالص العزاء والمواساة للاخوة الكرام أبناء الفقيد واحفاده وطلابه ومحبيه، سائلين الله له الرحمة والرضوان ، ولنا ولهم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون. .