المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
اشعلت تصريحات ناقدة نسبت إلى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى بشأن العدوان السعودي الاماراتي على اليمن فورة من ردود الفعل السياسي في العديد من العواصم العربية والدولية، بعدما هزت التصريحات سياج الصمت العربي والدولي التي تفرضه مافيا السياسة والاعلام وديبلوماسية الشيكات السعودية على تداعيات وآثار ومخاطر العدوان السعودي الاماراتي الهمجي على اليمن.
ووصف عمروا موسى وفقا لتقرر نشرته وكالتا “تسنيم” و” إيرنا” الإيرانيتان الحرب التي تقودها السعودي في اليمن بأنها ” عدوان سافر منتقدا” الدول المشاركة في ما يسمى “التحالف العربي ضد اليمن” وذلك في أول تصريحات تصدر عن شخصية مصرية رفيعة المستوى منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015.
وافادت الوكالتان أن عمرو موسى ادلى بتصريحاته هذه في حوار بثته قناة ” سي بي سي” المصرية المستقلة ودعا فيه “زعماء الدول العربية لوقف نزيف الدم اليمني وإدانة ما تقوم به من تدخل سافر وما ترتكبه من مجازر بحق الشعب اليمني”.
وقال موسى إن ” التحالف العربي على بلد عربي شقيق بأنه أمر غريب وقرار أرعن” مضيفاً “هذا لم يعد مستغرباً اليوم حيث أصبح قرار العرب بيد صبية مراهقين مدللين ورثوا الحكم وهم في سن الطيش والمراهقة، في اشارة الى ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وتابع ” هؤلاء يقومون بتسليح أطراف ضد أخرى وإضعاف الأنظمة الحاكمة وتدمير قواتها المسلحة جيشاً وعتاداً وتشظية البلدان العربية وإدخالها في حروب داخلية لا يعرف لها نهاية وتدمير اقتصادها وإجبار شعوبها على التهجير والنزوح والشتات سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا أو العراق التي باتت أخبارها وأحداثها الدامية تتصدر القنوات العالمية قتلاً وجوعاً وقصفاً وتهجيراً وضياعاً وتفرقة، وهذا والله ما لم تكن “إسرائيل” نفسها قادرة على عمل كل ذلك ولو حاربتنا ألف عام”.
و انتقد موسى” غياب الدور المصري عن المشهد العربي الذي كان سبباً في ترك القرار لأبناء الملوك والأمراء المدللين الذين يسخرون أموال الشعوب العربية لتدميرها، داعياً زعماء العرب لـ”تحمل مسؤولياتهم والإيفاء بالقسم الذي قطعوه على أنفسهم وتحقيق مواثيق الجامعة العربية في حماية شعوبهم ووحدة أراضيهم وفرض الأمن والإستقرار والحفاظ على السيادة وعدم التدخل في شؤون غيرهم إلا فيما يعزز أمنهم واستقرارهم ويدعم وحدتهم واقتصادهم كما في اليمن الشقيق”.
ورغم ردود الفعل الهستيرية التي اثارتها هذه التصريحات في بعض العواصم ووسائل الاعلام العربية والدولية إلا أن مكتب الأمين العام السابق للجامعة العربية المرشح السابق للرئاسة المصرية عمرو موسى لم يصدر أي بيان ينفي فيه التصريحات كما لم تصدر قناة سي بي سي المصرية الخاصة بيان أو تصريح ينفي الحوار مع موسى أو التصريحات التي أدلى بها.
وتعمدت كثير من وسائل الاعلام العربية والدولية التي تحصل على تمويلات من النظام السعودي تماما عن هذه التصريحات بل إن بعضها تطوع في نفيها كليا نيابة عن عمرو موسى وقناة ” سي بي سي ” المصرية، فيما قال مدونون إن تصريحات عمرو موسى عبرت بجلاء عن حقيقة الموقف الشعبي المصري الذي يتعارض كليا مع الموقف الرسمي لنظام المارشات عبد الفتاح السيسي الذي يشارك بقوات عسكرية وخبراء وطيارين مصريين في العدوان السعودي على اليمن منذ يومه الأول ناهيك بالدور المصري الذي تلعبه الديبلوماسية المصرية في المحافل الدولية وخصوصا الأمم المتحدة ومجلس الأمن والذي كان موضع انتقادات دولية واسعة لنشاطاته المشبوهة لصالح النظام السعودي.
وكانت ادارة القمر الاصطناعي المصري نايل سات قررت مؤخرا حجب قناة ” المسيرة” الفضائية بناء على طلب سعودي بعد بث القناة سلسلة تقارير تلفزيونية مصورة عن معارك الجبهات الحدودية التي يخوضها الجيش اليمني واللجان الشعبية في العمق السعودي سعيا إلى اسكات الصوت الإعلامي اليمني، ما اثار موجة مخاوف وانتقادات واسعة من السياسة التي تتبعها الحكومة المصرية والتي افقدت الشارع العربي الثقة بنزاهة وكفاءة السلطات المصرية في ادارة مشاريع اعلامية عربية بحجم القمر الاصطناعي نايل سات.
ولم تكن هذه المرة هي الوحيدة التي يستجيب فيها نظام المارشات السيسي للضغوط السعودية إذ سبق وتعهدت السلطات المصرية باسكات الصوت الاعلامي اليمني المحدود جدا والمتمثل بالقنوات الفضائية اليمنية التي تعمل بامكانيات محدودة للغاية لايصال صوت الشعب اليمني إلى العالم في أكثر جرائم الاستبداد السياسي في التاريخ العربي.
