2024/12/28 3:25:58 صباحًا
الرئيسية >> الأخبار >> اليمن >> استحقاقات الوساطة العمانية للحل السياسي وتداعياتها المتلاحقة في السعودية وواشنطن (تفاصيل حصرية)

استحقاقات الوساطة العمانية للحل السياسي وتداعياتها المتلاحقة في السعودية وواشنطن (تفاصيل حصرية)

تُرجح العديد المعطيات الداخلية الخارجية أن تشهد جولة مفاوضات الحل السياسي المقرر أن تنطلق قريبا استنادا إلى جهود الوساطة العمانية  حلحلة نوعية للعديد من الملفات العالقة، بعد تَسلًم مسقط ملف مفاوضات الحل السياسي في خطوة بدت مسنودة دوليا أملا في تحريك الجمود في هذا الملف الذي تعثر بصورة كبيرة في مقابل تصعيد بالغ الخطورة في الملف العسكري يلوح بآثار كارثية على النظام السعودي.

ورغم المشهد القاتم الذي عكسته أحاطه المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ الأخيرة إلى مجلس الأمن والتي برزت فيها بوضوح الهيمنة السعودية في اعادة جهود مفاوضات الحل السياسي التي تقودها الأمم المتحدة إلى المربع الأول، إلا أن التصريحات التي  أعلنها ولد الشيخ أمس في مسقط فتحت نقطة ضوء في نهاية النفق، باعلانها خطوات جديدة لنقل المفاوضات من مسارها المتعرج إلى آخر يبدوا محكوما هذه المرة بشروط الوساطة العمانية التي تؤكد كل التقديرات أنها ستساهم في ضبط بوصلة المشاورات بما يتيح لها  المضي قدما بصورة متوازنة.

يشار في ذلك إلى جملة معطيات سياسية جديدة تعزز من فرص جهود الوساطة العمانية، ويتصدرها التصريحات التي  اطلقها امس المبعوث الأممي غداة لقائه الوفد الوطني في مسقط وخصوصا التي حدد فيها مرجعيات جولة مفاوضات التسوية الجديدة بـ ” القرار الأممي 2051 والمبادرة الخليجية ” والذين قال أنهما سيشكلان ” المرجعية في وضع وتنفيذ الاتفاق السياسي الشامل والكامل للأزمة اليمنية، مفصحا بذلك عن رغبة دولية بازاحة عقبة القرار الأممي 2216 الذي ترى كثير من العواصم الأوروبية عدم قابليته للتطبيق.

وهذه المرة هي الأولى التي تجاهل فيها ولد الشيخ القرار الأممي 2216 واستحقاقاته غير القابلة للتطبيق، وطبقا لمصادر ديبلوماسية فإن تحديده سقفا لمرجعيات جولة المفاوضات الجديدة  بالقرار الأممي 2051  والمبادرة الخليجية جاء استنادا إلى تفاهمات الوساطة العمانية التي استطاعت انتزاع موافقة سعودية على استئناف المفاوضات شرط استبعاد استحقاقات القرار الأممي باعتبار أنه كان ولا يزال العقبة الرئيسية أمام احراز أي تقدم في ملف مفاوضات الحل السياسي.

وطبقا لمصادر ديبلوماسية تحدثت إلى “المستقبل” فقد حصل المبعوث الأممي ولد الشيخ على ضوء أخضر لتحديد سقف المرجعيات، بعد مشاورات جرت على هامش قمة مجموعة العشرين في هانغتشو بالصين وجمعت الأمين العام للأمم المتحدة بان جي ـ مون والرئيس الأميركي اوباما ونظيره الروسي ومحمد بن سلمان، ما قاد إلى اتفاق مبدأي في مسقط لإجراء الجولة الجديدة للمفاوضات في مكان وزمان لم يحددا بصورة نهائية.

صار من الواضح أن جهود الوساطة العمانية افلحت كذلك في حلحلة ملف الحظر الجوي الذي فرضه تحالف العدوان السعودي على حركة الطيران المدني خلال الأسابيع الماضية بعد المواقف المتشددة التي أعلنها المجلس السياسي الأعلى والوفد الوطني حيال رفع الحظر وعودة الوفد الوطني العالق في سلطنة عمان وكذلك عودة اليمنيين العالقين في عواصم العالم ومن ضمنهم سياسيين يمنيين واعضاء في مجلس النواب اليمني.

ويشير هؤلاء إلى أن اعلان المبعوث الأممي من مسقط أن الأمم المتحدة تدعم بشكل كبير رفع الحظر الجوي وفتح المطار للطائرات المدنية أمام اليمنيين، كان ايضا جزءا من التفاهمات السياسية المستندة على جهود الوساطة العمانية، بضوء أخضر سعودي أيضا.

المشاورات مع هادي 

كان ملاحظا أن تصريحات المبعوث الأممي سبقت هذه المرة مشاوراته مع عبد ربه منصور هادي إذ اطلق تصريحاته بشأن مرجعيات المفاوضات ومحاورها التي قال أنها ستتضمن كافة القضايا بما فيها ملف الرئاسة من مسقط أمس فيما توجه اليوم الثلاثاء الرياض والتقى عبد ربه منصور هادي، ما اعطى اشارة إلى أن مسار المفاوضات هذه المرة لن يأخذ طابع التجاذبات التي اتسمت بها جولتي مفاوضات الكويت والتي كانت السعودية سببا مباشرا فيها خصوصا وهي كانت تدفع بوفد حكومة الرياض إلى اختلاق الأزمات والعراقيل دون منحه صلاحيات لاتخاذ أي قرارات على صلة باستحقاقات التسوية.

واستنادا إلى المعطيات التي ظهرت أخيرا في مسقط، وأخرى على صلة بالموقف السعودي الذي بدا في أسوأ حالاته، جراء التداعيات المريعة لقواته في الجبهات الحدودية، فإن التقديرات تشير إلى إن قيادة سلطنة عمان لملف المفاوضات السياسية هذه المرة سيقود على الأرجح إلى نتائج ايجابية في حال لم تظهر تقلبات في  الموقف السعودي أو مفاجآت على الأرض قد تؤثر على مسار الترتيبات الجارية اليوم.

ولا يبدو أن ثمة آفاق جديدة في المبادرة التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي حدد فيها مسارين سياسي وأمني بالتزامن، بعدما كشفت تقارير دولية إن مبادرة كيري استهدفت فقط تقديم تطمينات إلى حليفته السعودية في صورة أشبه بمصالحة حيال الضربات التي تلقاها النظام السعودي في الاتفاق النووي بين واشنطن وايران.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...