شبه داعية وهابي سعودي نظام الكفالة المتبع للعاملين الوافدين الى السعودية بعلاقة العبد بسيده وافتى بتحريم اغراء العامل لأجل ترك كفيله، في استدلال يقصد من ورائه تكرار التأكيد على ان علماء السعودية مجرد ابواق تستخدم الدين لخدمة نظام وعائلة آل سعود الحاكمة.
وقال الداعية الوهابي ناصر العمر عضو الهيئة العليا لرابطة كبار العلماء المسلمين بالمملكة العربية السعودية إن إغراء العامل لأجل ترك كفيله إخلال بالعقد الذي بينهما، ويدخل في التخبيب المحرم.
وكتب العمر على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إغراء العامل لأجل ترك كفيله إخلال بالعقد الذي بينهما، ويدخل في التخبيب المحرم وفي الحديث (ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده)».
واتسقت هذه الفتوى مع انتشار ما يسميه السعوديون بــ «تخبيب» العمالة الوافدة في نشاط الأعمال نظرا لانهيار شركات سعودية جراء معاناتها من ازمة مالية حادة، والتي تعني حصول العامل على اجر افضل في مكان اخر ويطلب نقل كفالته او الغاء عقده لدى كفيله او المؤسسة التي يعمل لديها، وهو ما يعرض المؤسسات والشركات لخسائر وفقا لتوصيف الدكتور عبدالله المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد وعضو لجنة المقاولين.
وأضاف ” هذه الظاهرة أصبحت متفشية في أوساط الشركات والمستشفيات والمصانع وغيرها من الأنشطة، وتعني طلب العامل إلغاء عقده أو طلب نقل الكفالة وإنهاء عمله لدى المؤسسة التي يعمل بها كما يدعي لظروف قاهرة، إما بسبب وفاة أحد والديه أو مرضهم أو من يعول، أو يدعي كذلك أنه حصل على عمل أفضل من ذلك، وبالتالي يذهب إلى بلده ويأتي بعقد آخر لكي يعمل في مؤسسة أو شركة في بلدنا، وهذا يشكل ضررا بمصالح المؤسسات وتكبيدها خسائر بل أضر بالاعتماد عليه”.
وأثار هذا الاستخدام السيئ للدين الحنيف من قبل علماء الوهابية موجة من الجدل على «تويتر»، حيث عبر مغردون عن غضبهم من إدخال علاقة العمل ضمن الحديث المذكور، موضحين أن علاقة الموظف بمحل عمله ليست علاقة عبد بسيده.
وكتب أخد المغردين قائلا: «ممكن أكون موظف براتب معين ويجيني عرض أكثر وانتقل إلى شركة أخرى أناحر في عملي والقانون يصرح لي ترك العمل ومن حقي البحث عن الأفضل».
وأضاف: «الحديث ذكر أو عبدا على سيده العلاقة بين الموظف والشركة ليست علاقة عبد بسيده، هل تجد ترابط أنت في ذلك؟».
وفي ذات السياق تساءل مغرد آخر: «ما هذا الاستدلال؟! وهل نظام الكفالة مثل العبودية أو الزواج؟!، طهروا النصوص الشرعية من مخارجكم».
وعبر مغرد آخر عن غضبه من تشيبه الموظف بالعبد وكتب: «كلام الشيخ يصح عندما يكون على الموظف عبد وصاحب العمل سيد وعقد العمل هو شراء للموظف!!».
وعلق آخر بالقول: «من حق كل أحد أن يبحث عن الأفضل وله أن يفسخ العقد ويتحمل تبعات هذا الكفالة ليست صك عبودية».
وتساءل مغرد قائلا: «لماذا تشرعنون استعباد الناس؟!».