إيران تعد العدة لهم و لغيرهم ممن هو أكبر منهم و تفاجئ العالم كل يومٍ بإنجازٍ عسكريٍ جديدٍ و مذهل، و هم يستنزفون طاقاتهم و مواردهم و يحاربونها هنا في اليمن !!
هل رأيتم أغبى و أسخف من هؤلاء البشر ؟!!
قلنا لهم مبكراً أن اليمن لا يمكن أن تخرج من تحت عباءتها العربية أو تستبدل هويتها و توجهها القومي، فقالوا : و لكن الحوثيين سيفعلون، فرد عليهم السيد عبدالملك الحوثي في أول خطابٍ له بعد بدء العدوان قائلاً : ” أن العمالة هي العمالة سواءً كانت لإيران أو لأمريكا أو لغيرهما و نحن نرفض أن نكون عملاءً لأحد ” و مع ذلك مضوا في غيّهم و ركبوا حماقتهم و أستمروا في العدوان مصدقين أنفسهم أنهم بذلك إنما يحاربون إيران !!
إيران في نفس الوقت، و قد كان يُراد لها أيضاً أن تتورط في اليمن و تواجه السعودية و حلفاءها هنالك و بنفس الكيفية في إطار حربٍ باردةٍ إستنزافية طويلة و تصفية بعض الحسابات المؤجلة بينهم، إلا أنها كانت أذكى من خرفان العرب و أتجهت بعيداً و ذهبت تتفرغ لما تظن أنه أهم من أن تشغل نفسها بمواجهة حماقات و طيش هولاء الخرفان، فحققت الكثير من المنجزات العلمية و الإستراتيجية و خاصةً في المجال العسكري و الإقتصادي كما إستكملت عملية التوقيع على الإتفاق النووي مع الدول الكبرى و طوت صفحة الخلاف حوله و نجحت في الحصول على منظومة الدفاع الجوي S300 الروسية و إستنسختها و بدأت في تطويرها ذاتياً و الكثير الكثير من الإنجازات .
مجرد عملية حسابية بدائية فقط تقوم بها تكفيك لتعرف مدى إتساع الفجوة العسكرية بين إيران و السعودية لصالح إيران . يكفي أنه عن كل صاروخٍ جديدٍ تنتجه إيران يقابله إستنفاد السعودية لعشرات الصواريخ و القنابل المتساقطة يومياً ظلماً و عدواناً على رؤوس المدنيين اليمنيين الأبرياء في المدن و القرى اليمنية و الذي قد لا يمكن تعويضها فيما لو تعرضت لحظر بيع السلاح لها كونها دولةً مستوردةً للسلاح أصلاً و ليست منتجة له كإيران
طبعاً أنا لست هنا أتغزل بمنجزات إيران أو أتغنى بها، فأنا في حقيقتي ( عربيٌ قوميٌ) حتى العظم و يأسفني أن أرى بني قومي في هذه الوضعية المأساوية، الأ أنني أنقل الصورة كما أراها من منظوري الخاص نادباً حظ العرب و سوء طالعهم كما أنني لا أرى للعرب أصلاً ما يمكن أن يغري قلمي أو تفكيري حتى أتغزل و اباهي به حتى دول الساحل الأفريقي المجاورة لنا على أقل تقدير !!
لقد كان على السعودية و أخواتها بدلاً من أن تسوق نفسها بهذه البساطة إلى الفخ و المستنقع اليمني و تخسر دولة بحجم اليمن، كان عليها أن تتعامل مع الأمر بجديةٍ و مسئولية تامة و وفقاً لإستراتيجيةٍ واضحةٍ و سليمة تجعلهم مستعدين دائماً لأي مواجهةٍ مباشرةٍ محتملةٍ مع إيران لو كانوا فعلاً صادقين و جادين في عداءهم لإيران، لا أن يظلوا مراهنين على حماية الغرب لهم و الذي قد يتخلى عنهم في أي لحظة
من هنا و وفقاً لهذه المعطيات فإن كل المؤشرات تشير إلى أن إيران تسير في طريقها إلى التعملق و مزاحمة الكبار بينما السعودية و أخواتها يسيرون في طريقهم إلى الإنحسار و الإنذواء و ربما السقوط في نهاية المطاف ليصبح العداء المصطنع بينهم و بين إيران مجرد سرابٍ يتلاشى و ينعدم تماماً بسقوط و إنهيار خرفان العرب بدون أن تحدث أي مواجهةٍ مباشرةٍ معهم !!