“لا يعبر المشهد اليوم في صنعاء بعد كل ما صنعه ويصنعه اغتصاب السلطة عسكريا من دمار في كل أنحاء اليمن الا عن حقيقة واحدة وهي ان الانقلاب قد افرز وضعا انقساميا يجري فيه الاستعانة بكل مكونات ما قبل الدولة الوطنية في جزء من البلاد عسكريا وجماهيرياً لتدمير الجزء الأكبر منها”
هكذا قرأ المرتزق برتبة دكتور ياسين سعيد نعمان مشهد التظاهرة المليونية في ميدان السبعين بصنعاء تأييدا للمجلس السياسي كسلطة شرعية بديلة لفريق الخونة والعملاء الذين لفظتهم هذه الاراض الطبية وتحولوا مشبوهين وخونة وهاربين متسولين في ابواب الامراء السعوديين وفنادق الرياض.
ياسين سعيد نعمان الذي هرول كالجرد لتصدر طابور عملاء مؤتمر الرياض لاهثا وراء 200 الف ريال سعودي وتعيين مناطقي يضعه في منصب سفير، لا يزال حتى اليوم يهذي ويعتقد أن ما شهده ميدان السبعين اليوم بتدفق مئات الآلاف من اليمنيين البسطاء الأحرار من صنعاء والمحافظات إلى ميدان الـ 70 ليعلنوا للعالم أنهم الشرعية وأن ارادتهم في الحياة اكبر من صواريخ العدوان وأوهام المرتزقة ليس سوى “إفراز لوضع انقسامي” و”تجمعات مناطقية” وطائفية.
ليس ذلك وحسب بل و” يجري فيه الاستعانة بكل مكونات ما قبل الدولة الوطنية في جزء من البلاد عسكريا وجماهيرياً لتدمير الجزء الأكبر منها” ليقدم مقاربة مغرقة في الفحش عن كون فريق المرتزقة الهاربين في فنادق الرياض، الذين استدعوا عدوانا همجيا بربريا واغرقوا البلاد بطوابير التنظيمات الإرهابية ومليشيا تجار الحروب في تعز هم وحدهم” الجزء الأكبر” وهم كذلك ” مكونات الدولة الوطنية”.
لم يقل لنا دكتور الروايات ” ماهي مكونات ما قبل الدولة الوطنية التي استعان بها “الانقلابون” “عسكريا وجماهيريا ” لتكوين مشهد التظاهرة المليونية في ميدان الـ 70، ولم يفسر لنا الهذيان الذي يُعد حركة الجماهير وحقهم في التعبير عن احلامهم تجييش للانقلاب.
ما شاهدناه أن يمنيين احرارا تدفقوا من كل المناطق وتحملوا مشقات وعناء السفر والاقامة في العراء ليعلنوا بصوت واحد أن الشعب اليمني هو الشرعية الوحيدة وهو وحدة من يقرر مصيره ويضع خياراته، لكن المرتزقة لهم اعين مختلفة
تساءل نعمان” ببراعته المعهودة في التضليل وقلب الأمور “ما الذي يجعل صاحب الجماهير العريضة يلجأ الى الانقلابات العسكرية والى استعراض القوة وتفجير الحروب ؟
حسنا .. اغراقكم في الخيانة والعمالة والوحشية بحق هذا البلد والشعب هي من جعلت اليمنين يستخدمون القوة لاقتلاعكم فالسرطان لا يمكن علاجه بالأسبرين .. وانتم السرطان في هذا البلد . ظللتم لسنوات طويلة تتصدرون منابر المعارضة توجهون حرابكم لعلي عبدالله صالح فيما كانت عصابات التنظيم الدولي للاخوان تلتهم البلد من الدخل وتستحوذ على مقدراتها وتشوه وعي الناس وتهيمن على الإعلام والتعليم والجامعات، وتنهب ثورات البلاد بطريقة موغلة في الفحش، وعندما شكلتم تكتلا سياسيا معارضا ترأسكم أحمق من الصفوف الخلفية للتنظيم، لتتحولوا تاليا واحدا من الادوات القذرة في سيناريو الخريف العربي.
شخصيا التمس لك العذر فيما تكتبه، فسطوة المطابخ السعودية لا شك أنها تزلزل كيانك كل يوم بطلبها منك المشاركة في حملاتهم الخرقاء، مقابل الراتب الشهري للجنة الخاصة.
لعل راتب اللجنة الخاصة لا يثير لديك اسئلة بل لعله يمثل بالنسبة سلطة ما “بعد الدولة الوطنية”.
ثق تماما أن اليمنيين لن يرحموا الخونة والعملاء ففي كل شبر من هذا الارض ثمة جراح مفتوحة ومآس كنت انت واحدا من ادواتها.