قال ناجون وعاملون في مستشفى عبس الذي تشرف عليه منظمة “اطباء بلا حدود” في محافظة حجة لـ “المستقبل” أن صاروخ الغارة التي شنها طيران تحالف العدوان السعودي الاميركي الغاشم عصر اليوم على المستشفى وقع بصورة مباشرة في بوابة قسم الطوارئ حيث من المعتاد تواجد عدد كبير من المرضى المدنيين في المستشفى.
ولفت هؤلاء ومسؤولون في مكتب الصحة إلى أن استهداف الغارة لبوابة الطوارئ بالمستشفى كشف عن نية مبيته واصرار لا يقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين خصوصا وأن بوابة قسم الطوارئ في المستشفى مفتوحة على الدوام لاستقبال المرضى الذين عادة ما يتجمعون باعداد كبيرة حولها لقربها من فناء المستشفى خلافا لاقسامه الأخرى.
وأكد مسؤولون طبيون إن حصيلة ضحايا الجريمة الوحشية ارتفعت إلى 35 شهيدا وجريحا من المدنيين وفق حصيلة أولية غير رسمية، بينهم اطفال ونساء وطبيبة تحمل الجنسية الاسبانية تعمل ضمن فريق ” اطباء بلا حدود” فضلا عن اصابة عدد من العاملين في المستشفى.
وادت الغارة إلى تدمير قسم الطوارئ وتناثر اشلاء الضحايا في فناء المستشفى الريفي الذي تشارك في ادارته منظمة أطباء بلا حدود بفريق طبي يضم اطباء يمنيين واجانب.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن الغارة استهدفت المستشفى في الساعة الــ 15:30 (الرابعة إلا ربع عصرا) وادت إلى سقوط ضحايا من دون ان تفصح عن عدد الضحايا.
واكد المنظمة أن احد موظفيها توفي في الغارة التي استهدفت المستشفى محملة التحالف السعودية المسؤولية.
واشارت إلى الغارة جاءت رغم إبلاغ السعودية مرارا بإحداثيات المستشفى الذي تنشط فيه المنظمة.
وبحسب ادارة المستشفى فقد واجه المسعفون والمتطوعون صعوبات في انتشال جثث الضحايا واسعاف الجرحى خصوصا وأن الطائرة ظلت تحلق فوق المنطقة المستهدفة لعدة دقائق ما دفع بنزلاء المستشفى والاطباء إلى الهرب تحسبا من غارة ثانية توقع المسعفون والمرضى أن تشنها الطائرة السعودية في حال بدأوا بجهود اسعاف الجرحى.
واشعلت المجزرة السعودية اليوم مواقف منددة وردود فعل غاضبة إذ اكدت منظمة العفو الدولية، في بيان نشرته على موقعها الالكتروني باللغة ان قصف قوات التحالف الذي تقودها المملكة العربية السعودية، مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، “هجوم وحشي بائس، من شأنه أن يرقى إلى جريمة حرب”.
وتدير منظمة بلا حدود هذا المستشفى منذ العام يوليو 2015 تقول المنظمة إن زهاء 4611 مريضا تلقوا خدمات رعاية صحية في المستشفى منذ ذلك التاريخ، فيما يقول المسؤولون الصحيون إن هذا المستشفى يعتبر الوجه للكثير من المدنيين الباحثين عن الرعاية الصحية في عدد من مديريات المحافظة الحدودية التي تعرضت فيها مرافق البنية التحتية لموجة دمار واسعة نتيجة كثافة الغارات السعودية عليها منذ مارس العام 2016.
وقالت نائب مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ماغدالينا المغربي، “قصف هذا المستشفى الذي راح ضحيته أرواح المدنيين، بما في ذلك العاملون في المجال الطبي الذين يكرسون جهودهم لمساعدة المرضى والجرحى تحت أكثر الظروف تحدياً، عمل مؤسف”.
وأضافت ماغدالينا: “الاستهداف المتعمد للمرافق الطبية يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي التي من شأنها أن ترقى إلى جريمة حرب”.
واكدت أن الغارة على هذا المستشفى كانت الاحدث ضمن سلسلة هجمات غير قانونية تستهدف المستشفيات، مشيرة إلى أن الحادث يسلط الضوء على نمط مقلق في تجاهل الحياة المدنية” داعية إلى تحقيق شامل ومستقل في ملابسات هذا الهجوم.
المجلس السياسي الأعلى يدين المجزرة …
دان المجلس السياسي الأعلى بأشد العبارات المجزرة النكراء التي ارتكبها اليوم طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي في مستشفى عبس بمحافظة حجة.
وقال المجلس السياسي الأعلى في بيان” في الوقت الذي لم تجف فيه دماء الأطفال والضحايا الذين قضوا نحبهم في مدرسة قرية جمعة بن فاضل بمديرية حيدان بمحافظة صعدة يوم السبت الموافق 13 أغسطس نتيجة غارة لطيران التحالف السعودي الأمريكي، أرتكب طيران العدوان اليوم جريمة بشعة جديدة باستهدافها المباشر لمستشفى عبس بمحافظة حجة والذي يعمل فيه كادر طبي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء من الأطباء والممرضين والممرضات بينهم أجانب من العاملين في المجال الصحي الذين يؤدون رسالتهم الإنسانية في خدمة المرضى والمحتاجين للعلاج والمساعدة الطبية”.
وأشار البيان إلى أن هذه الجريمة البشعة والنكراء تضاف إلى الجرائم اليومية والمتكررة التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والشعب اليمني منذ أكثر من عام ونصف.
وفيما أدان واستنكر المجلس السياسي الأعلى بأشد العبارات هذه الجريمة اللاإنسانية واللاأخلاقية، فأنه يحمل دول تحالف العدوان وفي مقدمتها السعودية المسؤولية القانونية والإنسانية والجنائية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة والجرائم الأخرى دون اكتراث أو مراعاة للشرائع والمواثيق الإنسانية والدولية والقانون الدولي الإنساني التي تحرم جميعها مثل هذه الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب ممنهجة وجرائم ضد الإنسانية.
كما حمل المجلس السياسي الأعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي كامل المسؤولية عن تواصل مثل هذه الجرائم التي ما كان لها أن تستمر لولا تغاضي وصمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الناشطة في هذا المجال حيث شجع هذا الصمت دول تحالف العدوان على الاستهتار بالمجتمع الدولي والإمعان والتمادي في ارتكاب المزيد من هذه المجازر التي تشكل وصمة عار في جبين العالم.
وطالب البيان الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتشكيل لجنة دولية محايدة ومستقلة للتحقيق في هذه الجرائم الإرهابية وغيرها من الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم على ما اقترفوه بحق الشعب اليمني والبشرية جمعاء.