دعا رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، اليوم الأحد، لدى تأديته اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، المجتمع الدولي إلى احترام إرادة الشعب اليمني وخياراته السياسية داعيا في الوقت ذاته كافة دول العالم والأمم المتحدة وكافة المنظمات العربية والدولية والإسلامية إلى إعادة فتح سفاراتها ومقراتها وبعثاتها في العاصمة صنعاء، كما دعا قوى العدوان لمراجعة حساباتها الخاطئة والتوقف فوراً عن عدوانها غير مبرر على البلاد.
ودعا الصماد في كلمة ألقاها أمام المجلس عقب أداء اليمين الدستورية “المجتمع الدولي لمراجعة مواقفه من العدوان على اليمن والتي تتعارض مع المرجعيات والمواثيق الأممية” مؤكدا أن اليمن يسعى لتكون “علاقاته مع دول الجوار ومحيطه العربي والإسلامي وجميع دول العالم قائمة على أساس الندية والاحترام المتبادل واحترام السيادة وتعزيز الأمن والسلم الدوليين”.
واكد أن “أولية المجلس السياسي الأعلى في المرحلة القادمة هي تمثيل الشراكة الوطنية لكل أطياف الشعب لنكون جميعاً شركاء في مواجهة العدوان، شركاء في اتخاذ القرار، وشركاء في التنفيذ، وشركاء في مكافحة الفساد” وكذلك إشراك المرأة في الحياة السياسية وحماية الأطفال والفئات الضعيفة، وتحسين الوضع الاقتصادي وتحسين إيرادات الدولة والخدمات العامة”.
وأشار إلى سعي المجلس “للعمل على إحلال السلام في ربوع الوطن بكل الوسائل سواء من خلال مد يد السلام والحوار مع كل القوى في الداخل، سلاماً لا استسلام، أو من خلال المصالحة الداخلية بين كافة أبناء الشعب اليمني الواحد”.
وقال إن المجلس الساسي سيعمل على ” تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين والوصول إلى وضع مستقر يستطيع من خلاله إجراء انتخابات عامة، معبراً عن أمله في أن يتعاطى المجتمع الدولي لإنجاحها”.
وأوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى “أن القوى الوطنية في الداخل حرصت على إيلاء الجانب السياسي السلمي لحل الأزمة في البلاد سواء قبل العدوان أو خلاله كل الاهتمام، وقدمت التنازلات من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل وعادل ومستدام”.
وأضاف “توصلت القوى السياسية لاتفاق السلم والشراكة الذي قدم حلولا موضوعية للأزمة وباركته دول الإقليم والعالم، لكن العدوان أراد أن يقضي عليه.
وتابع الصماد “قدمنا تنازلات ملموسة في مشاورات السلام في الكويت، ولكن للأسف تعثرت المشاورات بسبب الطرف الآخر ومن خلفه قوى العدوان لأنهم يبحثون عن الاستسلام لا السلام”.
وأكد أن إلتآم مجلس النواب ودعمه للمجلس السياسي الأعلى سيعطي زخماً أكبر لمسار التسوية السياسية والوصول إلى حل سياسي شامل وعادل يلبي طموحات شعبنا وصموده وتضحياته.
وأشار إلى أن انعقاد مجلس النواب وتأييده للاتفاق السياسي الذي تم بموجبه تشكيل المجلس السياسي الأعلى لإدارة البلاد، انتصار كبير للإرادة الوطنية، ورد على من يدعي الشرعية، لأنهم أرادوا النيل من شرعية المجلس.
كما اكد أن انعقاد جلسات مجلس النواب “تمثل رسالة قوية للعالم بأسرة بأن الشرعية لا تستمد إلا من الداخل ومن المؤسسات الدستورية التي تمثل الشعب وإرادته الحرة”.
وخاطب الصماد دول العدوان قائلاً: “إن رهانكم على هادي ومجموعة المنتفعين والمرتزقة في فنادق الرياض هو رهان فاشل، لأنهم يعلمون أنهم فشلوا حتى في أن يكونوا حتى خونة جديرين بالتبني”.
وأضاف أن استمرار تواطئ دول العدوان مع هؤلاء يعني أنهم موافقون على تسليم اليمن للقاعدة و”داعش”، لافتاً إلى أنه” أينما حلت قوى التحالف حلت القاعدة وداعش معها”.
وأكد على أن اليمن لن تكون ولاية داعشية أو إمارة سعودية ولا ذات ولائات شرقية أو غربية، بل ستكون يمنية خالصة”.
وأكد “أن مؤسسة الجيش والأمن هي عماد الاستقرار، وأنها تمثل ركناً أساسياً لحماية الوطن والحفاظ على كرامة أبناءه واستقلاله”.
وشكر الصماد الجنة الثورية العليا التي عملت في ظروف استثنائية، وحافظت على مقدرات البلاد وكرامته، كما حيا رجال الدولة الذين وقفوا مع شعبهم، وحيا كافة أبناء الشعب على صموده وصبرة رغم المعناة والحصار.