اشعل تفجير دواعش العدوان السعودي جامع وضريح قطب الطريقة الصوفية الشيخ العارف عبد الهادي السودي جنوب مدينة تعز القديمة، فورة انتقادات ومخاوف لدى سكان المدينة الخاضعين لسطوة مسلحي التنظيمات الإرهابية، وسط مشاعر غضب عبر عنها كثيرون حيال اقدام مسلحي الدواعش المدعومين من السعودية على تفجير الجامع بذريعة “تتحدث افكا وبهتانا أن بداخله ضريحا يُعبد”.
وبدت مشاعر الغضب متصاعدة حيال تكرار التنظيمات الداعشية المدعومة من السعودي في هدم الجوامع التاريخية واضرحة الأوليات دون مسوغات دينية خصوصا وأن العالم الاسلامي يعلم أنه لا وجود لأي قواعد اصولية في الشريعة الإسلامية تحرم وجود الاضرحه في المساجد خصوصا وأن ضريح النبي محمد صلى الله عليه وآله وصاحبيه أبي بكر وعمر يرقدان بداخل المسجد النبوي في المدينة المنورة منذ تأسيسه في عهد النبي محمد صلى الله عليه وآله.
وشهد ابناء مدينة تعز أمس مشهدا متكررا لجرائم دواعش العدوان السعودي في تفجير الجوامع والاضرحة الدينية بعدما انتشر أمس عشرات المسلحين المنتمين إلى تنظيمات إرهابية وسلفية متشددة يتصدرها تنظيمي “انصار الشريعة” و “حماة العقيدة” المدعومين من السعودية والامارات في حي عبد الهادي القريب من قلعة القاهرة جنوب مدينة تعز.
وفجر مسلحو الدواعش بالعبوات الناسفة جامع عبد الهادي السودي الذي يوصف بأنه من أبرز قامات الطريقة الصوفية في اليمن، كما فجروا بالعبوات ضريحه التاريخي بذريعة أنه من مظاهر الشرك، في مشهد أعاد إلى الأذهان مسلك التنظيمات الإرهابية المدعومة من السعودية والتي برزت في السنوات الماضية في عدة دول عربية وأجنبية من خلال تدميرها المزارات الدينية كما الحال في سوريا وليبيا والعراق ومالي وغيرها.
وادت العملية إلى تدمير شامل للجامع الذي يحوي مزار الشيخ العارف عبد الهادي السودي وتسويتها بالأرض بعدما زرع دواعش العدوان العشرات من العبوات الناسفة في اركان الجامع والمزار التاريخي متسببين في تضرر العديد من المنازل المجاورة، فيما أكدت مصادر امنية أن اثنين من عصابة التفجيرات الداعشية قضوا أثناء التفجير كما اصيب ثالث بجروح.
جامع ومزار طاعنين في القدم
و الشيخ عبدالهادي السودي الذي يعرف كذلك بـ “ابن فارض اليمن” من أبرز أعلام الطريقة الصوفية في اليمن، وينحدر من أسرة علم تقطن قرية سودة في صنعاء، وقد بلغت شهرته كعالم وأديب الآفاق.
ويعد جامعه عبد الهادي الذي يحوي ضريحه في الحي الذي يحمل اسمه كذلك، من أقدم المساجد التاريخية في محافظة تعز ويعود إلى فترة حكم الدولة الطاهرية فيما تعيده بعض المدونات التاريخية إلى مطلع القرن العاشر الهجري.
وللعارف عبد الهادي السودي مؤلفات ظهرت إلى النور حديثا وله ديوان شعر يحمل عنوان ” بلبل الأفراح وراحة الأرواح)، ، وأورد صاحب النور السافر طائفة كبيرة منه، والسودي نسبة إلى قرية (سودة مشضب) على ثلاث مراحل من صنعاء، ونسبه يرجع إلى بني شمر وهم من أولاد كندة.
تفجيرات في كل مكان …
ولم تكن جريمة تدمير جامع وضريح عبد الهاهدي في تعز الأولى فخلال الشهور الماضية تورط مسلحو تنظيم “داعش” في محافظة حضرموت في تدمير وتفجير العديد من المساجد التاريخية والأضرحة الدينية وبينها ضريحي العلامي الحبيب الحبيب أحمد محسن الهدار، الملقب بـ”المحجوب” وزوجته الواقعين داخل قبة “المحجوب” بحي السلام بمدينة المكلا وكذلك ضريح وقبة يعقوب التاريخية وضريح الحبيب بن صالح في مدينة الشحر وجامع وضريح العالم سفيان بن عبدالله في لحج ، وضريح الإمام الشاطري العلوي في المعلا بعدن والذي يعتبر من أقدم المعالم التاريخية والإسلامية فيها ، ويعود تاريخه إلى سنة 897 هـ.
وفي شبوة دمر دواعش العدوان السعودي بالعبوات الناسفة ضريح ولي الله المعروف باسم المغربي الواقع في الناحية الجنوبية لمدينة جول الريده مركزالمديرية، كما دمر دواعش العدوان السعودي وفجروا بالعبوات الناسفة عددا من الأضرحة والقباب والمعالم الإسلامية التاريخية في محافظات عدن ولحج وتعز بذريعة ما يزعمون أنه مظاهر شرك.
ورغم حداثة سيطرة دواعش العدوان السعودي على أحياء مدينة تعز فقد كان نصيب هذه المحافظة وفيرا في العمليات الإرهابية للدواعش المدعومين من السعودية إذ دمروا قبة الولي مدافع في حي صينة وقبة الولي الحويج في حبيل سلمان كما نبشوا اضرحة العديد من علماء الدين من آل الرميمة في مديرية صبر الموادم واضرحة أخرى في ارياف المدينة وبينها ضريح السيد عبدالله محمد الرميمة (الامين) المتوفي منذ أعوام.
فتش عن الوهابية واسس بناء التنظيمات المسلحة
وعزا باحثون وعلماء دين أسباب اقدام دواعش العدوان السعودي على تفجير المزارات في محافظة تعز إلى تعاليم تأتيهم من مرجعات سعودية وهابية، تشدد على تدمير المزارات الدينية المرتبطة بشخصيات دينية كان لها أثرها الكبير والواسع على سكان هذه المناطق قديما، سعيا إلى تدمير ارث الرموز الدينية في ذاكرتهم لتعبيد الطريق للثقافة الوهابية الداعشية التي تسفه المذاهب الدينية وتتههم المخالفين بالشرك ظلما وطغيانا وبغيا.
ويقول هؤلاء إن مسلك المرجعيات الوهابية الذي برز إلى الواجهة مع بدء سيطرة التنظيمات الإرهابية على أحياء المدينة وبعض مناطق ريفها في الشهور الماضية تزامن مع تدمير العصابات الداعشية المدعومة من النظام السعودي العديد من القباب والمزارات الدينية والأضرحة التاريخية في محافظة تعز يسعى ضمن اهداف اخرى إلى زعزعة ثقة ابناء هذه المناطق بسلامة عقيدتهم املا في أن يكون ذلك وسيلة لحشر المئات من الشباب والمغرر بهم ضمن كتائب التنظيمات الإرهابية الداعشية التي تدعمها السعودية في هذه المناطق لتعزيز نفوذها المسلح في هذه المناطق.
فتاوى مُنكرة
صدرت الكثير من الفتاوى الدينية التي تعتبر ما يمارسه مسلحو داعش الذي تدعمهم السعودية من عمليات احتلال للمدن وتنفيذ اعدامات جماعية وحشية بحق المدنيين والعسكريين وكذلك العمليات الإرهابية التي ينفذها على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وعمليات تدمير الأضرحة والقبور بأنها إرهاب يعكس الفكر الضال والمنحرف للتنظيمات الإرهابية والذي يتعارض كليا مع احكام الشريعة الاسلامية السمحة التي تدعوا إلى التسامح والتآخي واللين والحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة إلى الله وفي تطبيق احكام الشريعة.