اكدت صحيفة ” ذا إكونوميست” اللندنية أن الحكومة البريطانية تقوم حاليا “بتزويد وتسليح وصيانة مئات الطائرات السعودية المشاركة في القصف الجوي على اليمن” دعما للدور الذي تقوم به الولايات المتحدة وفرنسا في العدوان الذي يشنه تحالف العدوان السعودي على اليمن، مشيرة إلى أن شركات الأسلحة الغربية تقوم بموافقة من حكوماتها بتوفير” الدعم الاستخباراتي واللوجستي وإعادة التزود بالوقود جوا للقيام بطلعات يومية أكثر بكثير مما يمكن لروسيا أن تقوم به”.
وعرضت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم” الآثار الإنسانية للحرب التي يشنها تحالف العدوان السعودي على اليمن مشيرة إلى أن عدم التزام طيران تحالف العدوان السعودي بقوانين الحرب والقوانين الانسانية ادى إلى مآسي ا نسانية في صفوف المدنيين خصوصا وأن الغارات الجوية كانت مسؤولة عن أكثر من نصف القتلى المدنيين الذين سقطوا بالآلاف في الحملة المستمرة على مدى 16 شهرا.
واضافت” وجدت أدلة على أنه تم استخدام قنابل عنقودية بريطانية. إلى جانب مراقبين آخرين، بما في ذلك مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومنظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة أوكسفام، فيما ظلت منظمة العفو توثق استخدام أسلحة غربية لضرب عشرات من الأسواق اليمنية والمراكز الطبية والمستودعات والمصانع والمساجد. ويدعي أحد المحللين وجود تواطؤ غربي في جرائم حرب”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحرب التي يشنها تحالف العدوان السعودي على اليمن كانت مربحة للندن “فمنذ بدأ القصف في مارس 2015، أنفقت المملكة العربية السعودية 2.8 مليار جنيه إسترليني على الأسلحة البريطانية، مما يجعلها أكبر سوق للسلاح بالنسبة لبريطانيا، وفقا لأرقام الحكومة والتي تم تحليلها من قبل الحملة ضد تجارة الأسلحة. أما أمريكا فتورد أكثر من ذلك”.
وقالت الصحيفة إن الدعم الغربي للنظام السعودي في عدوانه على اليمن ربما ” ساعد في تقليص غضب المملكة العربية السعودية على الاتفاق النووي الذي أبرمته اميركا وغيرها من القوى العالمية لتخفيف العقوبات على إيران، بيد أنها ظلت تغذي أيضا صراع آخر في الشرق الأوسط. فإلى جانب الحرب البرية والحصار الذي تقوده السعودية، فقد دمر ذلك الصراع البنية التحتية في ما كان يُعد أصلاً أفقر دولة في العالم العربي وتسبب بنزوح أكثر من مليونين نسمة ودفع ربع سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون إلى حافة المجاعة. وتحذر وكالات الإغاثة من وشوك حدوث نزوح آخر للاجئين عبر البحر الأحمر وإلى البحر الأبيض المتوسط في المستقبل القريب.
وفي شأن المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت، اشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات “الرامية إلى إنهاء الحرب قد استؤنفت في 16 يوليو في الكويت، لكن كلا الجانبين يظل يسخر من تهديدات الكويت لطرد وفودها إذا فشلوا في التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوعين”. مشيرة إلى أن عبد ربه منصور هادي المقيم في المنفى دحض مقترحات مبعوث الأمم المتحدة لتقاسم السلطة. وقد دعم فريقه بمجموعة من المتشددين.
ولفتت الصحيفة أن تصاعد حدة التوتر لدى الدول الخليجية المشاركة في تحالف العدوان على اليمن وقالت ” دول الخليج يبدو أنه يزداد توترها بسبب التكاليف.. ويقول مراقب طويل الباع لشؤون الخليج، لو أن جزء فقط من ميزانية وزارة الدفاع السعودية البالغة 87 مليار دولار تم توجيهه إلى التنمية في اليمن، إذا لكان تم نشر استشاريين والأقلام في جيوبهم”.