2025/01/11 8:48:56 مساءً
الرئيسية >> الأخبار >> اليمن >> معادلة “صنعاء ـ حرض” عجلت النهاية .. كيف انهت السعودية “عاصفة  الحزم” وما مصير أدواتها ؟

معادلة “صنعاء ـ حرض” عجلت النهاية .. كيف انهت السعودية “عاصفة  الحزم” وما مصير أدواتها ؟

 

لا يبدو أن فريق الصقور في العائلة السعودية الحاكمة، بعيدين عن مشاعر النكسة والخيبة، فما من انتصارات حققها في آخر غزواته لتسجيل انتصار في ما سماه ” معركة تحرير صنعاء” وبعدها “معركة تحرير حرض” بعدما جنَد لهما من الإمكانيات ما يكفي لاحتلال دولة قبل ان ينتهي بهك الحال مجندلين بين رمال مأرب وصحراء الطوال.

الشعور ذاته بدا مشتركا مع فريق العمالة الجديد (الجنرال محسن وحزب الإصلاح) الذي تصدر المشهد بديلا عن هادي وفريقه أملا في صناعة  معادلة حرب طويلة تتيح حلولا للعدو السعودي مقابل دور سياسي للاصلاح بعدما احترقت آخر فرص هادي وفريقه بالعودة لممارسة دور سياسي مع وضع السعودية نهاية هادئة لـ “عاصفة الحزم”.

لكن كيف حصلت هذه التداعيات..  وإلى أين انتهت ؟

بعد خسائر وانتكاسات لأكثر من سنة ونصف من العدوان السعودي قرر مجرم الحرب محمد بن سلمان وضع نهاية لـ “عاصفة الحزم” غير أن النهاية لم تقتصر على وقف الحملات الدعائية لعمليات “عاصفة الحزم ” التي ضج بها السعوديون العالم لحوالي سنة ونصف، بل طالت ادواتها من رموز الخيانة والعمالة

في عاصفة طالت بضربة واحدة الفار المقال سعوديا عبد ربه منصور هادي وحكومته وفريق عملاء الرياض من المسؤولين وقادة احزاب الإصلاح والاشتراكي والناصري ومعهم فريق مطابخ السفارات وقوى الوصاية الدولية.

كان بن سلمان يظن أن الوقت قد حان لاستخدام آخر ارواقه في وضع اليمن وسط دوامة حرب طويلة اقل كلفه مع حزب الإصلاح بأجنحته وأذرعة العسكرية والاعلامية والدعوية والإرهابية بوصفه التيار الباقي المؤهل للبقاء فترة أطول ومؤهل كذلك للحصول على دعم من عواصم أخرى لا تزال تلهث وراء فرص جديدة لمشاريع التنظيم الدولي للإخوان،

خلال سنة ونصف من العدوان البربري الهمجي على اليمن لم يتردد بن سلمان في استخدم أكثر اوراقه التي حشرته في مأزق حرب كبير، واليوم ومع إقراره بحتمية الخيار السياسي ، لم يتردد في استخدام ما تبقى من اوراقه فكانت الإطاحة بحلفائه من الحرس القديم ( هادي وفريقه ) والتعامي عن ضغوط الخارج التي وضعته في خانة المدانين بارتكاب جرائم حرب وتوسيع خطر الإرهاب، فوضع يده مع حزب الإصلاح مستفيدا من حال التراخي السياسي في التعامل مع هذا الحرب وغياب خطوات تقييد نشاطاته في الداخل.

بخطوات سياسية ازاحت عبد ربه منصور هادي عن واجهة المشهد السياسي  تزامنت مع خطوات ميدانية في الجبهات نقلت صلاحيات ادارة الجبهات الداخلية من المرتزقة الموالين لهادي  إلى قادة حزب الإصلاح بحنفية تمويلات جديدة للحشد والتعبئة، اطلق حزب الإصلاح بقيادة الجنرال محسن هذه المرة ما سماه ” معركة تحرير صنعاء ” وبعدها معركة تحرير حرض”.

هادي الذي كان يستبعد أن تفضي مفاوضات الحل السياسي في الكويت بخطة تزيحه عن المشهد السياسي واليمني بوجود وفد تفاوضي معدوم الصلاحيات والقرار، تفاجأ أن قرار اقالته جاء من الغرفة المجاورة، بمشروع سياسي وضعته الرياض خيارا في طاولة مفاوضات والكويت وحشدت له ما يكفي من الدعم الأممي والدولي.

كانت الخطوات التي باشرها النظام السعودي هستيرية تماما، بعدما نقل تحالفاته بضربة واحدة من رئيس وحكومة طالما استخدمها ذريعة في حربه العدوانية الوحشية على اليمن تحت مسمى “اعادة الرئيس الشرعي والحكومة الشرعية” إلى طرف بلا شرعية بل والأهم أنه صار يمثل في الذاكرة اليمنية طرفا رئيسيا في العدوان وإن بقى منه في الذاكرة شيئا بوصفه جزءا من الارشيف السياسي لليمن.

لكن هذه لم تخف هستيريا الهزيمة لدى النظام السعودي الذي حاول ولا يزال تلافي آثار مغامرته الجنوبية بالعدوان العسكري على اليمن، وهي افصحت بالمقابل عن نيات مبيته بحرب طويلة قليلة التكاليف يتصدرها حزب الإصلاح  الطامع بدور سياسي  مستقبلا مستفيدا من قدرات هذا الحزب في السيطرة على المنابر والخطاب الديني والذي ظن العدو السعودي أنها ستكون  السبيل الوحيد في انتاج وقود الحروب الطويلة في اليمن.IMG_٢٠١٦٠٧٢١_٠٣٢٣٣٥

نهاية غير متوقعة

 

النهاية المأساوية لهادي المحاصر والخاضع للاقامة الجبرية في الرياض كانت متوقعة، لكن ما اثار الشفقة في هذه النهاية المخزية لآخر عملاء القرن الــ 21، هو انصرافه لتوزيع اقطاب فريقه المقربين في مناصب داخلية وخارجية من دون قرارات يعلم مقدما أنها لم تعد ضمن صلاحياته.

الحال مع بقية فريق العملاء إذ شرع بعضهم بالتواري وإحصاء ما جنوه من مكاسب مالية من الخزينة السعودية، فيما غير آخرون الدفة بانتظار دور قادم  تحت مظلة الجنرال الهارب.

اما الجنوبيين فقد عادوا وجدوا هذه المرة الطريق أمامهم مفتوحا إلى عدن، استعدادا لجولة أخرى من العمالة لا تزال غير محددة المعالم.

 

صدمة الجبهة العسكرية.. من نهم إلى حرض 

استطاع النظام السعودي أن يحسم خياراته في الجبهة السياسية برؤية قدمها إلى مفاوضات وحشد لها تاليا ما يكفي من التأييد الدولي الذي تصدرته واشنطن ولندن، دون ان يستبعد المنافس الإماراتي الذي شرع بمشروع منفرد يقوده مع ارشيف الحراك الجنوبي،

لكن الصدمات في الجبهة العسكرية فاقت التوقعات، فما إن دشنت مطابخ العدوان والاخوان بروبغاندا” معركة تحرير صنعاء” حتى سقطت رهانات العدو السعودي من اليوم الأول بعدما بدت ترسانته الحربية عاجزة تماما عن مواجهة أداء عسكري نوعي للجيش واللجان الشعبية على إمتداد الجبهات من نهم إلى مأرب والجوف وصولا إلى جبهات تعز ولحج  والتي شهدت انتكاسات متوالية لتحالف العدوان والمرتزقة مبددة أحلامه باقتحام صنعاء إلى الأبد.

احد صرعى مرتزقة العدوان السعودي في عمليات الجيش واللجان لتطهير الجبل الأسود في نهم (الاعلام الحربي)

 

أما ما سماه العدوان “معركة تحرير حرض” في الجبهة الحدودية  فقد بدت هي الأخر فصلا لا ينسى من الخسائر والهزائم، سيما وأن خسائر العدوان والمرتزقة في هذه الجبهة لم تكن متوقعة حتى للقادة الميدانين في الجيش واللجان الشعبية .

فبعد أن حشد العدوان السعودي امكانيات عسكرية وعملانية ومخابراتية هائلة فضلا عن حشده ميزانات مالية تكفي لاحتلال بلدان وليس مساحة صغيرة بحجم مدينة حرض الحدودية، تفاجأ بانتكاسة مشروعه من اليوم الأول.

دحر اكبر زحف للمرتزقة والعدوان في جبهة حرض يوليو 2016 (1)

في هذه الجبهة قاد الجيش واللجان الشعبية عمليات عسكرية نوعية لم تكن مكشوفة للعدو هذه المرة كما حال الغزوات التي قادها العدو السعودي بعيون وذاكرة الخائن هادي وفريقه العسكري من عملاء الرياض بعد فرارهم من صنعاء، وافلحت عمليات الجيش بدحر جحافل العدوان السعودي والمرتزقة في ساعات.

دحر اكبر زحف للمرتزقة والعدوان في جبهة حرض يوليو 2016 (3)

زاد من ذلك الجحيم الذي فتحته علي العدو السعودي قوة الإسناد الصاروخي بعملياتها النوعية التي استطاعت ببراعة اختراق تحصينات العدو ودك معسكراته وتحييد سلاحه الجوي بصورة اربكت العدو وفككت خطوطه الدفاعية في عمق الاراضي السعودية.

زلزال 1 يدك الحارس الوطني السعودي في نجران

 

 

قبل “معركة تحرير حرض” كان  النظام السعودي والجنرال محسن قد حشدا عددا هائلا من مقاتلي المرتزقة من سائر المحافظات اليمنية ودفعا باعداد هائلة من المرتزقة  ومسلحي التنظيمات الإرهابية من “القاعدة وداعش” كما حشدا عتادا حربيا يكفي لاحتلال دولة  أملا في انتصار أخير يعزز فرص نجاح المشروع السياسي السعودي ويضع الجنرال الهارب على كرسي القيادة.. ذلك اصبح اليوم تاريخا.

رئيس التحرير 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...