كشفت مصادر وثيقة الاطلاع لـ “المستقبل” ضلوع القوات الغازية التابعة للعائلات الإماراتية الحاكمة بالمئات من جرائم الاعتقال والاخفاء القسري والخطف والتعذيب للناشطين والدعاة والشيوخ مشيرة إلى أن القصر الجمهوري في المكلا ومطار الريان ومعسكر خلف تحولوا إلى مراكز اعتقال لمئات المعتقلين وسط تقارير كشفتها منظمات حقوقية عن عمليات تعذيب وصلت إلى حد القتل.
ووثقت منظمة “سام للحقوق والحريات ومقرها جنيف 75 حالة اعتقال تعسفي وإخفاء قسري لنشطاء في محافظة حضرموت، خلال شهري مايو ويونيو الماضيين مشيرة إلى ضلوع قوات عسكرية تابعة للسلطات المحلية في المحافظة، في اعتقال واخفاء العشرات من الناشطين “بعضهم تعرض لتعذيب حتى الموت” .
ودانت المنظمة في بيان حوادث الاختفاء القسري والتعذيب التي يتعرض لها النشطاء في هذه المحافظة، وقالت إن ” الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري طالت ناشطين سياسيين واجتماعيين في بمدينة المكلا محافظة حضرموت وأن ممارسات التعذيب والعقوبات القاسية للمدنيين تعد جرائم مخالفة للاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة الموقعة عليها الجمهورية اليمنية وتستوجب محاسبة مرتكبيها والمتسببين فيها كجرائم ضد الانسانية بموجب ميثاق روما.
وطالبت المنظمة المجتمع المدني بإدانة الانتهاكات والعمل بشتى الوسائل لوقفها، ودعت الحكومة اليمنية واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان للمباشرة الفورية في التحقيق في جرائم الاخفاء القسري والتعذيب في محافظة حضرموت واحالة من يثبت ارتكابهم لهذه الجرائم للقضاء.
وطبقا لمصادر وثيقة تحدثت لـ ” المستقبل” فان جرائم الاعتقال العشوائي والاخفاء القسري الواسعة التي شهدتها حضرموت مؤخرا تتم بأوامر مباشرة من قيادة القوات الاماراتية الغازية التي تسيطر على حضرموت وتستهدف دعاة ومشايخ المحافظة.
وكان المغرد السعودي الشهير «مجتهد» كشف الشهر الماضي، أن «أول مهمة أوكلتها الإمارات للحراك الجنوبي شن حملة اعتقالات على مشايخ ودعاة حضرموت؛ بحجة أنهم من تنظيم القاعدة، لافتا إلى ” تحول القصر الجمهوري في المكلا عاصمة حضرموت ومطار الريان ومعسكر خلف إلى مراكز اعتقال فيها مئات المعتقلين من كل أطياف الإسلاميين على الطريقة المصرية».
وفي تحليل بعنوان: «هل نشهد بداية النهاية للتواجد الإماراتي في اليمن؟»، قال «مركز سترانفور للدراسات الاستراتيجية»، إن الإمارات تقوم الآن بالتخلي عن دورها العسكري في اليمن، لافتا إلى أبوظبي والرياض لديهما خلافات بشأن الشركاء المحليين المفضلين في اليمن.
فعلى سبيل المثال، تعاونت المملكة مع حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، التابع لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. لكن الإمارات كانت تنشط بشكل رئيسي في جنوب اليمن، وترفض هذه الشراكة مع الإصلاح، وفي المقابل فإنها تحالفت مع الحراك الانفصالي، وحركات المقاومة في الجنوب.