رضخ وفد الرياض واضطر للعودة إلى طاولة مفاوضات الكويت، وهذا يعني أن اشتراطات وفد الرياض التعجيزية ذهبت أدراج الرياح، كما حصل من قبل عدة مرات.
طوال مفاوضات الكويت ظلت الرياض ووفدها يشترطون تنفيذ القرار 2216 بطريقة تعسفية تفرض استسلاما مهينا لا سلاما ينعم به الجميع، ومع ذلك فإن الوفد الوطني كان في مستوى عال من المسئولية الوطنية والصبر على ضغوطات ومناورات الرياض بمعية المجتمع الدولي، والمبعوث الأممي الذي كان منحازا لمطالب الرياض واشتراطاتها.
وحينما اضطر ولد الشيخ إلى الاستجابة المحدودة لمطالب الوفد الوطني بشأن أولوية تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مسئولة عن تنفيذ مخرجات مفاوضات الكويت جن جنون الرياض ووفدها، الأمر الذي انعكس ميدانيا من خلال تصعيد عسكري وخروقات متواصلة شملت مختلف الجبهات.
غير أن الانتصارات المتوالية للجيش واللجان الشعبية منحت الوفد الوطني قوة مضافة، جعلته يتحرك إلى الكويت في الموعد المحدد، على عكس الطرف الآخر، الذي عاد مرة أخرى إلى الصخب وإعلان اشتراطات لا مكان لها على أرض الواقع.
منذ انطلاق مفاوضات الكويت ووفد الرياض يرفع السقف ويمني نفسه بحل سياسي يمنحه العودة إلى السلطة وإن على ظهر دبابة ومدفعية الاحتلال، وفي سبيل ذلك حاول أن يقدم نفسه للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي، وكأنه الطرف المنتصر في الحرب، مشترطا حلولا لا يقبلها الواقع أو المنطق.
من جهته وبعمل دؤوب ومثابر انطوى على منطقية وقوة في الطرح، استطاع الوفد الوطني أن يكسر غرور الرياض ومرتزقتها، ووضع على الطاولة عدة خيارات في إطار الحل العادل الذي لا ينتقص من تضحيات شعبنا وصموده وانتصاراته، وكانت السلطة التنفيذية التوافقية بمثابة الحجر الأساس لرؤية الوفد الوطني للحل الأمني والسياسي، ونستطيع القول أن المجتمع الدولي تشكلت لديه قناعة بأن لا مناص من التوافق حول الحكومة بالتوازي مع أية حلول أخرى إن لم يكن قبلها.
حتى الرياض التي تبحث عن الخروج بماء الوجه من فخ اليمن، فإنها تجد نفسها مجبرة على التعاطي الإيجابي مع رؤية الوفد الوطني، خاصة وأن عدوانها وأداء أدواتها ومرتزقتها في الداخل والخارج وصلت إلى مرحلة حرجة يبدو معها الحسم العسكري خارج الحسابات.
حسنا لقد نجح وفدنا بقوة المنطق، وتغلب على منطق القوة، فهل هل حان الآن للرياض ووفدها أن يغادروا مربع الاستعلاء..قبل أن تأتيهم خاتمة مخزية ينتصر فيها شعبنا بقوة المنطق ومنطق القوة معاً؟؟!.