توقع مركز “ستراتفور” الاميركي المتخصص في الدراسات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية انسحاب وشيك للقوات الاماراتية الغازية من اليمن خلال الشهور القليلة المقبلة، مرجحا “أن تتجنب الإمارات التورط المباشر في العمليات البرية المتجهة صوب العاصمة صنعاء”.
وقال المركز في تقرير حديث حصل عليه “المستقبل “إن دولة الإمارات ستسحب نفسها ببطء من العمليات العسكرية في اليمن، لكنها ستواصل العمليات الأمنية هناك؛ لتجنب تعافي تنظيم “القاعدة” مشيرا إلى أنه “ومع تواجد محدود لها في شمال اليمن، المنطقة الأكثر أهمية بالنسبة إلى السعودية، فإن الإمارات من المرجح أن تتجنب التورط المباشر في العمليات البرية المتجهة صوب العاصمة صنعاء”.
وجاءت توقعات مركز “ستراتفور” الأمريكي، الذي يعد حاليا من اهم مراكز الدراسات المتخصصة في العالم، في إطار تقرير خاص يستعرض التطورات المتعلقة في منطقة الشرق الأوسط خلال الربع الثالث من العام الحالي 2016، أي خلال الفترة من بداية يوليو حتى نهاية سبتمبر.
وفي حين توقع المركز استئناف مشاورات السلام اليمنية في الكويت، وإمكانية الوصول إلى تسوية الا انه أكد أن العنف سيبقى قائما في ساحات القتال في المناطق الوسطى من مأرب وشبوة وتعز، بغض النظر عما يقوم به المفاوضون.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي انور قرقاش، قال الشهر الماضي خلال محاضرة أقيمت في مجلس الشيخ محمد بن زايد وبحضوره إن العمليات العسكرية انتهت “بالنسبة إلى القوات الإماراتية في اليمن”، مشيرا إلى أن “الإمارات ترصد الترتيبات السياسية، ودورها الأساسي حالياً تمكين اليمنيين في المناطق المحررة” على حد قوله، ثم عاد بعد ذلك ونشر توضيحا يناقض كلامه.
ويرى مراقبون أن ارتفاع خسائر الجنود الإماراتيين في الحرب اليمنية واخفاقها في مزاعم الحرب على التنظيمات الارهابية “القاعدة وداعش” بأثار الكثير من التساؤلات داخل الإمارات حول جدوى استمرار الزج بقواتها في اليمن.
وتعرضت الإمارات مؤخرا إلى موجة انتقادات عاتية جراء تسببها والقوات السعودية التي تقود تحالف العدوان على اليمن في تصاعد نفوذ التنظيمات الإرهابية ما دعا الخارجية الاماراتية إلى اصدار بيان اكد أستمراره دعم ما سماها الحكومة الشرعية برئاسة الفار المطلوب للعدالة عبد ربه منصور هادي فضلا تعهدها الاستمرار في محاربة التنظيمات الارهابية.
ويثير دور أبوظبي في اليمن، وتحديدا في الجنوب، جدلا واسعا في الاوساط الشعبية والسياسية اليمنية حول الدور المشبوه الذي تلعبه الامارات ومساعيها لانهاء الوحدة اليمنية ودعم انفصال الجنوب.