2025/01/11 7:59:42 مساءً
الرئيسية >> الأخبار >> اليمن >> سيناريوات سعودية كارثية اسقطها الفيو الروسي للقرار الأممي .. هل صار اليمن جزءا من محور المقاومة ؟

سيناريوات سعودية كارثية اسقطها الفيو الروسي للقرار الأممي .. هل صار اليمن جزءا من محور المقاومة ؟

الدور الذي لعبة الفيتو الروسي الاخير في اجهاض مسودة قرار اممي قدمته بريطانيا لإقراره عبر مجلس الامن الدولي بدا اشبه بزلزال هز النظام السعودي خصوصا وهو اطاح بسيناريوات كارثية كان من شأنها ان تضع اليمن الى الابد في جحيم النفق الظلم.

والامر هنا ليس تحليلا فمسودة القرار لم تكن بريطانية 100في المئة بعدما تدخلت ايادي اللوبي السعودي بتعديل بنوده بصيغة حولته من قرار انقاذي للازمة اليمنية الى قرار يفوق كارثي يفوق بآثاره القرار الاممي 2216 السيئ الصي .

ذلك جعل الموقف الروسي الذي تكلل امس بالفيتو للمرة الثانية يمثل انتصارا كبيرا لليمن في المسرح الدولي يفوق بأهميته الانتصارات الميدانية التي تحققت مؤخرا بل والانتصارات المحقفة خلال سنة ونصف من مواجهة العدوان ولا سيما وهو جاء في ظل غياب كامل للديبلوماسية اليمنية المعبرة عن وجهة نظر الداخل اليمني في المحافل الدولية بعدما وضعت السعودية يدها على كل قنواتنا الديبلوماسية منذ اليوم الاول للعدوان.

الفيتو الروسي بدا بحق جدار ردع صلب امام نفوذ عنقودي لديبلوماسية الشيكات التي يقودها واحد من اكبر واخطر لوبيهات الضغط السياسي تديرها السعودية في المنظمة الدولية بإسناد اميركي بريطاني مصري اردني مغربي خليجي وتشارك فيه عواصم افريقية واوروبية اخرى.

اللوبي السعودي الذي ضحى بإمكانيات هائلة على الميدان إن في الجبهة الحدودية أم بالجبهات الداخلية سعى بتحركاته لاصدار قرار اممي يكرس موقف النظام السعودي من الازمة اليمنية الى تحقيق اهداف عدة يتصدرها  وقف عجلة الخسائر السعودية في المحافل الدولية وفي المسرح العملاني بنقل الازمة اليمنية الى مربع اكثر تعقيدا من يطيح بالتوجهات الاممية المدعومة دوليا الهادفة الى ايجاد حل سياسي توافقي قابل للتطبيق يزيح اثقال وعراقيل القرار الاممي 2216 ويحشر معادلة العدوان والحرب الدائرة في هذا البلد بخانة القضايا المستعصية عن الحل.

لكن كيف ?

علينا ان نشير اولا الى ان رؤية الحل السياسي التوافقي كانت هي ذاتها التي استقرت عندها الامم المتحدة قبل وبعد الجولة الاولى لمفاوضات الكويت وحالت الضغوط السعودية دون تمريرها عبر امينها العام تنفيذا لبيان مجلس الامن الاخير الذي كلف بان كي – مون تقديم خارطة طريق للحل السياسي ملزمة للجميع وانحسرت فرصها مع تجاوز المهلة التي حددها المجلس لتقديم هذه للخطة.

ومع تبدد الآمال بمبادرة اممية من هذا القبيل في ظل الضغوط السعودية عادت هذه الرؤية الى الواجهة بشروع قرار تبنته بريطانيا الى مجلس الامن اقترح كذلك تأليف حكومة توافق انتقالية تتولى تنفيذ استحقاقات التسوية الواردة بقرار مجلس الامن والنقاط الخمس التي حددها المبعوث الاممي سابقا اساسا لمشاورات الحل السياسي في الكويت.

لكن ايادي اللوبي السعودي في المنظمة الدولية استطاعت تعديل مسودة القرار البريطاني لتنتهي الصيغة البريطانية الى صيغة سعودية دعت الى عودة الامور الى نقطة الصفر بتقديمه قرارا ملزما غير قابل للتعديل يقضي بـ ضرورة استعادة هادي وحكومة مرتزقة الرياض ” السيطرة على مؤسسات الحكومة وازالة اي عقبات وعراقيل في هذه المؤسسات تحول دون ممارستها لمهامها على نحو ملائم”.

كان يمكن لهذا القرار في حال لم يواجه جدار الفيتو الروسي ان يطيح كليا باخر فرص السلام ويعلن تخلي العالم عن الازمة اليمنية وتركها تواجه مصيرا ملبدا بالأشواك وكان يمكن كذلك ان يطيح بكل التأييد الدولي للحل السياسي ويطيح بكل التفاهمات التي جرى التوصل اليها بعد اكثر من 75 يوما من مفاوضات الحل السياسي في الكويت .

اكثر من ذلك انه كان يخطط للزج باليمن في دوامة من التعقيدات ستجعل من استمرار العدوان السعودي ودوامة الحرب الداخلية قدرا ومصيرا لا مفر منه.

التعديلات السعودية على مسودة القرار البريطاني

ضمن اهداف اخرى سعت التعديلات السعودية على مشروع القرار البريطاني الى ازاحة الرعاية الدولية لمفاوضات الحل السياسي جانبا بضربة واحد فما من عواصم عربية أو غربية سيكون لها دور في محاصرة تداعيات العدوان والحصار الذي يفرصه العدو السعودي او محاصرة تداعيات الحرب الداخلية ونذر الانهيار الاقتصادي في ظل قرار اممي اسس للمرة الثانية قواعد شرعية لعدوان ليس له نهاية ووضع اليمنيين امام خيار وحيد هو استمرار الحرب واستنزاف الطاقات والقدرات وصولا الى مستوى الدولة الفاشلة.

كان النظام السعودي يعول على هذه الخطوة للاطاحة بكل الانتصارات التي حققها للجيش واللجان الشعبية في الجبهات الداخلية والحدودية كما كلن يعول عليها في انهاء دوامة الضغوط المتصاعدة التي يواجهها النظام السعودي نتيجة التقارير الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الانسانية في اليمن وتدميره البنية التحتية ناهيك بجرائمه باستخدام اسلحه محرمة دوليا في حربه البربرية على اليمن.

بالمعني السياسي كان الفيتو الروسي خطوة انقاذية وضعت مسار الازمة في مكانه الصحيح بان منح دعما اضافيا لجهود الامم المتحدة للسلام ومضيها على قاعدة التوافق وهي الخطوة التي سيبقى فيها اليمنيون مدنيين لروسيا لعشرات السنين إن لم يكن لعقود.

ويتعين الاشارة هنا الى ان الموقف الروسي الذي اطاح بأكثر جبهات العدوان السعودي خطورة وقوة ونفوذا في المسرح الدولي لم يكن بعيدا عن الدور الذي تعهدت به روسيا لدعم محور المقامة الذي مكنها من ادارة الملفات الساخنة في المنطقة بالتوازي مع الدور الاميركي.

ولعل اهم ما ينبغي الاشارة اليه هو ان الانتصارات الميدانية الاخيرة للجيش واللجان الشعبية في الجبهات الداخلية والحدودية واجهاضهم مخطط النظام السعوي باجتياح صنعاء وتحولهم من خط الدفاع الى خط الهجوم بانتصارات ميدانية فاقت التوقعات وقلبت الموازين كان سببا في مد روسيا يدها الى اليمنيين في الداخل فروسيا بتاريخها وقوتها وحضورها الدولي لا يمكن ان تمد يدها لطرف ضعيف مهما كانت الظروف.

يضاف الى ذلك ان الموقف الروسي انطوى على رساله بالغة الاهمية وهي أن اليمن لم يعد معزولا كما كان سابقا بل صار اليوم جزءا من محور المقاومة كما حال سوريا وحزب الله.

شكرا لروسيا العظمى

 

رئيس التحرير

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...