تراجع الرئيس المنتهية ولايته والخاضع للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى عبد ربه منصور هادي عن تصريحات أعلن فيها عدم عودة وفد حكومة الرياض إلى الكويت حال مضي الأمم المتحدة بخطتها للحل السياسي، وأعلن اليوم من الرياض، أنه ابلغ المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ بعودة وفده إلى الكويت للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات التي تديرها الأمم المتحدة المقرر استئنافها الخميس المقبل.
وجاء هذا الاعلان بعد انتقادات حادة وُجهت إلى هادي واعضاء حكومته من الأمم المتحدة وسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية اعربت كلها عن خيبة أملها حيال تصريحاته الأخيرة التي سدت آخر فرص السلام والحل السياسي، بعد اعلانه رفض الخطة الأممية للحل السياسي التي تقترح تشكيل حكومة توافق انتقالية تتولى تنفيذ استحقاقات التسوية، وهي الخطة التي كان ولد الشيخ سلمها إلى وفد المفاوضات في نهاية مشاورات الجولة الأولى بغرض التشاور حولها مع القيادات قبل التوقيع عليها في اطار اعمال الجولة الثانية من المفاوضات.
وفي مقابل تلويحها بالتخلي عن هادي وحكومته، أعلنت الدول الراعية للتسوية اليمنية دعمها الكامل لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن وسط انتقادات واسعة إلى هادي ومواقفة المتخبطة وصلت إلى حد التلويح بالتخلي عنه والغاء شرعيته عبر قرار أممي من مجلس الأمن، فيما أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي موقفا مماثلا في دعم جهود المبعوث الأممي في مساعية للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
لكن مصادر ديبلوماسية أكدت أن هادي عاود اليوم الحديث عن شروط لعودة وفد حكومة الرياض إلى الكويت ويتصدرها ما سماه الإلتزام “بالمرجعيات والقرارات الأممية” فيما أعلن القيادي في حزب الإصلاح راجح بادي الناطق باسم حكومة الرياض إن “وفد حكومة هادي حريص على العودة إلى مباحثات الكويت من أجل إحراز تقدم” مؤكدا أن هادي “أشار إلى أن جميع الخيارات مفتوحة”.
وعزت المصادر حال التخبط لدى هادي إلى الضغوط السعودية التي تحاول اطالة امد الفترة المقررة قبل استئناف الجولة الثانية من مفاوضات الكويت في محاولة لكسب الوقت املا في تحقيق انتصار ميداني في الجبهات التي اشعلها تحالف العدوان السعودي منذ اليوم الأول لعودة وفدي مفاوضات الكويت.
وتقول مصادر ديبلوماسية إن محاولات النظام السعودي كسب الوقت بدت واضحة في عرقلة ترتيبات شرعت فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لاصدار قرار أممي يدعم مشروع ولد الشيخ لتأليف حكومة توافق انتقالية تتولى تنفيذ استحقاقات التسوية السياسية.
وأوضحت أن الضغوط السعودية افلحت في حشد عواصم غربية تصدرتها بريطانيا والولايات المتحدة لدعم صيغة بيان مغاير يلبي مطالب السعودية الرافض تنفيذ خارطة طريق للحل السياسي بشكل متزامن” مشيرة إلى أن روسيا اعترضت على هذه الصيغة في اللحظات الاخيرة.