قالت دوائر سياسية يمنية لـ “المستقبل” إن الخطوة التي باشرها النظام السعودي بإرسال الفارين عبد ربه منصور هادي وعلي محسن إلى محافظة مأرب بدت محاولة يائسة لتغيير التداعيات الحاصلة في مسرح العمليات العسكرية بعد الضربات الموجعة التي تلقها فلول المرتزقة في الجبهات الشرقية بعد العمليات النوعية للجيش واللجان التي تمكنت من اقتلاع فلول المرتزقة من فرضة نهم، والاجهاز على حشود عسكرية كبيرة كان تحالف العدوان السعودي حشدها تحت مسمى ” معركة تحرير صنعاء” مشيرة إلى أن مجرم الحرب السعودي محمد بن سلمان أمر فجر اليوم هادي ومحسن واعضاء حكومته المقيمين في الرياض بمغادرة المملكة والتوجه بصورة عاجلة وفورية إلى محافظة مأرب لتلافي انهيارات كبيرة بدأت في صفوف مرتزقة العدوان السعودي.
واوضحت أن هذه الخطوة لم تصمد طويلا في مساعيها التأثير على مسار الانتصارات التي حققها الجيش واللجان الشعبية في الجبهات الميدانية، وخصوصا بعد الضربات الصاروخية المتتالية التي دمرت تعزيزات ومعاقل كبيرة لمرتزقة العدوان السعودي اسفل فرضة نهم وفي معسكر تداوين بمدينة مأرب ومعسكر شيحاط بمدينة الحزم بمحافظة الجوف بالتوازي مع انتصارات ميدانية تكللت في الساعات الماضية بدحر فلول المرتزقة من عشرات المواقع في مفرق الجوف ـ مأرب وفرض سيطرة نارية على الطرق الرئيسية بين مأرب ومديرية نهم بالضواحي الشرقية للعاصمة.
وطبقا لمصادر محلية في مأرب تحدث اليها “المستقبل” فقد وصل هادي ومحسن على متن مروحية عسكرية سعودية محاطين باجراءات امن مشددة وتخللها لقاء قصير جمع هادي ومحسن وضباط سعوديين ومسؤولي محافظة مأرب، غير أنها اخفقت كليا في تعزيز حال الاطمئنان لدى فلول المرتزقة الذي شرعوا بترك مواقعهم والعودة إلى منازلهم بعد اتهامات وُجهت إلى قيادة تحالف العدوان السعودي بالتخلي عنهم وتركهم فريسة سهلة لصواريخ الجيش واللجان الشعبية التي دكت خلال يومين أكثر معاقلهم المتقدمة غربي محافظة مأرب وفي اطراف فرضة نهم.
واشار هؤلاء إلى ان الترتيبات التي شرعت بها قوات تحالف العدوان السعودي في نقل مستودعات الاسلحة من معسكر تداوين وعزل قادة عسكريين وايكال المهمات العسكرية إلى قادة جدد مقربين من حزب الإصلاح اشاع القلق في صفوف المرتزقة من مصير مجهول في ظل ترتيبات خارجة عن السيطرة.
وفوق ذلك فقد بدا هادي مهزوزا في خطبته التي اعاد فيها انتاج الخطاب الدعائي عن التهديدات الايرانية في اطار مساعيه للحصول على تأييد دولي، فضلا عن حديثه المتأخر عما سماها “معرك تحرير صنعاء” وآماله الميته في دولة اتحادية.
وسوى ذلك فقد اعلن هادي رسميا رفضه المبادرة الأممية المقترحة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ والتي تقترح تأليف حكومة توافق انتقالية واكد أنه في حال اصرار المنظمة الدولية على هذه الخطة فإن وفد حكومة الرياض لن يعود إلى مشاورات الكويت، وهي الخطوة التي توقع كثيرون أن يلعنها هادي استجابة لرغبة سعودية في الهروب من استحقاقات التسوية السياسية التي ترعاها ا لأمم المتحدة.
وفي موازاة اخفاق خطوة وصول الفارين هادي ومحسن إلى مأرب بتحقيق اهدافها السياسية والنفسية فقد بدت التطورات على الميدان في غير صالح تحالف العدوان والمرتزقة إذ استمرت قوات الجيش بالتقدم في جبهات مأرب والجوف واستعادة اليوم السيطرة على مواقع عدة كان يتمركز فيها فلول المرتزقة شرقي جبل صبرين بمحافظة الجوف بعد معارك أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المرتزقة.
وبالتزامن اعلنت وحدة التصنيع الحربي رسميا انتاج أول صاروخ باليستي من طراز ” الزلزال ـ 3″ المصنوع يمنيا 100% واكدت دخوله الخدمة في مسرح العمليات العسكرية التي يقودها الجيش واللجان الشعبية في العديد من الجبهات الحدودية والداخلية.
واشاعت هذه الخطوة حال ارتياح واسع لدى الشارع اليمني خصوصا وهي تأتي بعد اكثر من 15 من ا لعدوان السعودي على اليمن والحصار الذي يفرضه تحالف العدوان على الشعب اليمني منذ مارس العام 2015.
وفي غضون ذلك تضاربت المعلومات بين مغارة هادي ومحسن محافظة مأرب، إذ تحدثت مصادر محلية أن قوات التحالف نقلتهما إلى مكان مجهول فيما قالت مصادر اخرى أن هادي ومحسن عادا إلى السعودي على متن المروحية ذاتها التي احضرتهما إلى مأرب.
ونشرت قوات تحالف العدوان السعودي قوات عسكرية معززة بالآليات في شوارع مدينة مأرب ومنافذها كما فرضت اجراءات تفتيش صارمة على السيارات والمركبات، وسط تحليق كثيف للطائرات الحربية والمروحيات والطائرات التجسسية فوق المحافظة.