عاصر وزير الشؤون القانونية الأسبف عبد السلام خالد كرمان والد الناشطة توكل كرمان الذي توفي امس في الولايات المتحدة بعد معاناة مع المرض الكثير من التحولات العاصفة التي شهدتها اليمن منذ قيام الثورة في شمال اليمن سبتمبر 1962 وثورة أكتوبر في الجنوب كما شهد عن قرب صراعات التيارات السياسية في شيطري اليمن سابقا بعد الثورة ثم مرحلة التجاذبات السياسية التي وسمت علاقة الشطرين الشمالي والجنوبي قبل الوحدة .
وكان كرمان رقما مهما في خطوات الترتيب لإعلان دولة الوحدة بين الشطرين وعاش تفاصيل التحولات الكبرى التي شهدها اليمن خلال عقدي السبعينات والثمانيات والأزمات والصراعات التي تبعتها بين مراكز القوى الكبرى والتي كان لها أثرها الواضح في رسم ملامح مستقبل اليمن.
ظل عبد السلام كرمان لعقود معروفا بكونه من القيادات البارزة في حركة الأخوان المسلمين ثم قياديا في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي لاحقا لكنه كشف في حوار قديم اجراه معه رئيس تحرير موقع “المستقبل” أن صفة كونه قياديا في حركة الاخوان المسلمين لم تكن سوى تهمه الصقتها به المخابرات المصرية في الستينات وظلت تلاحقه على مدى 40 عاما “.
وينحدر عبد السلام كرمان من أسرة إقطاعية ثرية تعيش في مديرية شرعب بمحافظة تعز التي اشتهرت على مدى تاريخها بالعصبية والثأر ،لكنه لم يظفر من ثروة والدة سوى المشكلات ونزاعات الثأر كما يقول.
وطبقا لكرمان فإن طفولته كانت معذبه إلى حد كبير إذ مات والده الشيخ الثري وهو في سن الثالثة من عمره ، وتزوجت والدته مع شخص آخر كبيرا في السن فيما هي في ريعان شبابها وترك قريته صغيرا بعد أن قرر البدء برحلة كفاح طويل .
وبدأ كرمان حياته العملية برحلة في منتصف الخمسينات عندما غادر اليمن إلى المملكة العربية السعودية بهوية سفر مزورة وتلقيه دراسته الأولية في المملكة ثم خروجه منها بعد أيام من قيام ثورة سبتمبر إلى القاهرة ودراسته الحقوق إلى أن طرد من القاهرة باعتباره من القيادات الاخوانية الخطرة على الأمن القومي .
التحق بالقطاع التعليمي بعد طرده من القاهرة ،وتقلد منصب الأمين العام لمجلس الشورى حتى عام 1976 ثم وزيرا للشئون القانوينة في أول حكومة ائتلافية بعد 3 سنوات من إعلان دولة الوحدة ممثلا عن حزب التجمع اليمني للإصلاح وعمل في آخر سنوات عمره عضوا في مجلس الشورى.
وعرف كرمان في حياته كرجل قوي وشجاع ومثابر وملتزم دينيا والأكثر من ذلك أنه كان رجلا مستنيرا وواضحا وشفافا وبسيطا كما ظلت بساطة وصدق أبناء الريف اليمني الأصلاء ميزة لصيقة في شخصية حتى توفاه ا لله.
تغمد الله الفقيد بواسع الرحمة والمغرفة والهم اهله وذويه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا اليه راجعون.