في معرض رده على سؤال أحد الصحفيين بعد التوقيع على إتفاقية جدة في 12 تموز 2000 قال الرئيس صالح : أننا كقوميين عرب نسعى إلى الوحدة العربية لا نؤمن بالحدود بين الأقطار العربية، و لكن يجب أن يكون لكل دارٍ سور …
طبعاً تقَبّل الكثير من اليمنيين و رغم إحساسهم بالغبن و من بينهم كاتب هذه السطور هذه المعاهدة طالما و الهدف الأسمى كما ذكره صالح هو كيفية تحقيق الوحدة العربية و التي في حال تم تحقيقها فلن يكون ثمة مشكلة لأحد في أن تُقتطع أجزاءٌ من أرضه و تُضم لآخر في إطار الدولة العربية الواحدة .
لقد كان يُعدُّ لدى اليمنيين في الماضي القريب مجرد القبول بمعاهدة الطائف من المحرمات لدرجة أنه كان يتم تصفية أي مسئولٍ يمني يحاول التعاطي معها بإيجابية ليس آخرهم رئيس الوزراء اليمني الأسبق عبدالله الحجري و وزير خارجيته محمد أحمد النعمان بسبب توقيعهم على تجديد معاهدة الطائف في 1972، إلا أنه و بعد أن توحدت اليمن و إستقر الأمر لصالح و أدرك الجميع أن المرحلة تقتضي إغلاق هذا الملف بسبب ما يقوم به النظام السعودي من حربٍ إقتصادية و سياسية شعواء، فقد بات من ضرورة المرحلة أن يتم إغلاق هذا الملف و لو على حساب الحق اليمني لما تقتضيه المصلحة اليمنية العليا في حينه و على أمل أن يتم تحقيق الوحدة العربية الكبرى كما أسلفنا .
إلا أن النظام السعودي و كما ثبت للجميع لم يكن يوماً يسير في الإتجاه الوحدوي العروبي بل أنه كان يعمل و بكل جهد على تعطيله و الوقوف في وجهه منذ أن إنطلق هذا المشروع العربي و بلغ ذروته في ستينيات القرن الماضي خلال حقبة الزعيم جمال عبدالناصر .
و اليوم وقد شن هذا النظام البدائي الرجعي عدوانه الغاشم و الظالم – مستقوياً بدعم حلفائه و أولياء نعمه من الأمريكان و الصهاينة و صهاينة العرب كذلك – على اليمن و شعبه العظيم فقد بات من الضرورة الأخلاقية تجاه شعبنا اليمني العظيم أن لا نتنازل عن حقٍ من حقوقنا المشروعة تحت أي مبررٍ أو ظرفٍ كان و أنه يتوجب علينا أن لا نظل ملتزمين بإتفاقياتٍ و معاهداتٍ مع هذا النظام السعودي الذي لم يلتزم بها يوماً و لم يعرها أي إهتمامٍ أو إعتبار .
أيقصفوننا و يقتلوننا و يدمرون وطننا، و مع ذلك نعطيهم و نتنازل لهم عن مساحة ما مجموعه الثلث من أرضنا ؟!!
و الله ما هذا بالنصف و لا هو من صميم العدل !!
إتفاقيتا الطائف و جدة أصلاً ليستا قرآناً منزلاً حتى نتقيّد و نلتزم بهما، بل أنهما في حقيقتهما من الناحية الدستورية و القانونية باطلتان تماماً كونهما لم يخضعا لإستفتاءٍ شعبيٍ عام، لهذا فإننا ندعو القيادة اليمنية لإستنفار كل فئات الشعب اليمني و دعوتهم للخروج لمظاهراتٍ عارمة في مختلف المحافظات اليمنية لإعلان رفضهم و إسقاطهم لهذه الإتفاقيات و المطالبة بإعادة حقوقنا المشروعة في السيادة على أراضينا المحتلة في نجران و جيزان و عسير و مناطق الشرورة و الربع الخالي بحسب الوثائق التاريخية التي بأيدينا و التي تبين الحدود الحقيقية لليمن منذ آلاف السنين .
السعودية يا إخواني لن تظل بهيئتها و خارطتها الحالية إلى مالانهاية لأنها دولةٌ طارئةٌ مرتبطةٌ بعائلةٍ مالكةٍ في طريقها إلى الإنقسامات و الصراعات مما ينبئ بتفككها و إنهيارها، فلماذا لا نجعل مطلبنا بإستعادة أراضينا على الأقل (مُعلّقا)ً لحين تمكّنا من إرجاعهن إلى الوطن الأم اليمن، بدلاً من أن نمنح الأعداء صك تمليكٍ غير قانوني لهن ؟!! و الحقوق كما يقولون لا تسقط بالتقادم.
الشيخ عبدالمنان السنبلي