كشفت مصادر سياسية وثيقة الاطلاع لـ “المستقبل” تصاعد وتيرة الصراع الخفي بين القوات السعودية والقوات الإماراتية المشاركتان ضمن تحالف العدوان السعودي على اليمن، في المحافظات الجنوبية، مشيرة إلى أن اتهامات خرجت إلى العلن اليوم بعد حادثة اسقاط المروحية العسكرية الإماراتية التي تحطمت عصرا قبالة ساحل البريقة بمحافظة عدن ومصرع طاقمها المكون من قائد الطائرة ومساعدة وهو الحادث الثاني الذي تتعرض له القوات الاماراتية في غضون 24 ساعة بعد اسقاط مروحية ثانية لها قبالة سواحل البحر الأحمر.
وقالت مصادر محلية لـ “المستقبل” إن اتهامات خرجت إلى العلن اليوم بعد تقرير أولي اصدرته القوات الاماراتية الغازية المرابطة في عدن تحدث عن فرضية “اسقاط” المروحية الاماراتية عصر اليوم بصواريخ محمولة على الكتف عندما كانت في مهمة ميدانية بالقرب من ميناء عدن، مشيرة إلى أن الحادث تسبب في تصاعد التوتر بين القوات الاماراتية والقوات الموالية لعبد ربه منصور هادي التي القت بالاتهامات على قوات الجيش واللجان الشعبية بمحافظتي تعز ولحج.
لكن المصادر أكدت أن مظاهر التوتر بين الجانبين بدت واضحة بعد رفض قيادة القوات الاماراتية بشدة مشاركة اجهزة الأمن الموالية لعبد ربه منصور هادي في عدن بالتحقيقيات الجارية بشأن سقوط المروحية، وشروعها برفع التأهب في صفوف قواتها واعتماد خطة جديدة لتقليص حركة قواتها في المحافظات الجنوبية.
وكانت المروحية الإماراتية سقطت عصر اليوم قبالة سواحل البريقة بمحافظة عدن وقال سكان أنهم شاهدوا المروحية تهوي في البحر مشيرين إلى أن وحدات من القوات الاماراتية معززة بمروحيات وطائرات حربية هرعت إلى مكان سقوط المروحية وفرضت طوقا امنيا على عمليات انتشال حطام المروحية وجثتي الطيارين.
ولجأت العائلات الإماراتية الحاكمة إلى اخفاء تفاصيل سقوط المروحية الثانية حيث اكتفت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية التي يديرها محمد بن زايد، بالإعلان عن سقوط المروحية من دون تحديد مكان سقوطها أو ملابسات الحادث كما اكدت مصرع طاقمها مشيرة إلى أن المروحية كانت ضمن القوات المشاركة في قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في عملية “إعادة الأمل” للوقوف مع “الشرعية” في اليمن واستشهاد طاقمها المكون من الطيار ومساعده”.
وجاءت هذه التداعيات في الوقت الذي بدأت حكومة بن دغر تطالب النظام السعودي بقوات حماية خاصة لأعضاء الحكومة الذين عاودا قبل أيام إلى محافظة عدن بناء على اوامر صادرة من ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسط انباء عن ضغوط يتعرض لها بن دغر وحكومته من القوات العسكرية والأمنية الموالية للنظام الإماراتي.
وطبقا لمصادر اعلامية فقد وجه بن دغر رسالة إلى هادي طالبه فيها تقديم طلب إلى النظام السعودي لإرسال تعزيزات عسكرية تضم قوات سعودية خاصة وسيارات مدرعة إلى عدن لتتولى مهمات حماية الحكومة ومقار اقامتها.