انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم المناضل الوطني الجسور والسياسي البارز رئيس الوزراء اليمني السابق الدكتور حسن محمد مكي عن ( 83 سنة) بعد معاناة مع المرض في العاصمة المصرية القاهرة حيث انتقل اليها للعلاج.
والدكتور مكي الذي يوصف بأنه رجل السياسة والاقتصاد الأول في التاريخ اليمني الحديث، من مواليد محافظة حجة في العام 1933 وهو من طليعة المناضلين في الحركة الوطنية وتقلد منصب رئيس الحكومة في العام 1974 قبل فترة الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي.
عاش الدكتور سنوات من عمره في مدينة الحديدة إبان تعيين والده عاملا عليها، قبل أن يبتعث للدراسة ضمن طلاب يمنيين اخرين إلى لبنان ثم إلى جمهورية مصر العربية، حيث كما كان قريبا من بعض التيارات الناشطة التي تحاول استمالة الطلبة الوافدين وتحديدا حركة الإخوان المسلمين التي تحدث عنها في كتابه المنشور مؤخرا «أيام وذكريات».
بعد تخرجه من الثانوية العامة التحلق من بكلية الحقوق في جامعة القاهرة ثم التحلق بجامعة ردما بكلية العلوم السياسة والاقتصاد عام 53م وحصل على شهادة الماجستير ثم الدكتوراة من جامعة بولونيا، ليعود إلى اليمن عام .
بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 عين وكيلا لوزارة الاقتصاد ثم وزيرا للاقتصاد مرتين ورئيسا البنك اليمني للإنشاء والتعمير، ثم وزيرا للخارجية فالمواصلات فالخارجية في عهد الرئيس السلال، ليتولى بعدها سفير اليمن في إيطاليا من 68م وحتى 70م ثم سفيرا في ألمانيا من 70م وحتى 72م ثم نائبا لرئيس الوزراء للشئون الاقتصادية حتى عام 74م ثم رئيسا للوزراء في عهد الإرياني في حكومة اتسمت بكونها حكومة التكنوقراط.
وبعد حركة 13 يونيو 1974 عين نائبا لرئيس الوزراء للشئون الاقتصادية والمالية ثم مندوبا دائما لدى الأمم المتحدة عام 75م فسفيرا في أمريكا وكندا، وعُين بعد ذلك رئيسا لجامعة صنعاء ما بين عامي 76-77م ثم سفيرا في إيطاليا واليونان ويوغسلافيا ما بين 77-79م.
وفي عهد رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح عُين وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء للشئون الاقتصادية حتى العام 1980، ثم نائبا لرئيس الوزراء من 85-90م فنائبا أول لرئيس الوزراء ما بين 90-94م في حكومة الوحدة، فمستشارا لرئيس الجمهورية وسفيرا في النمسا، فمستشار لرئيس الجمهورية مرة ثانية ورئيسا للمجلس اليمني للسلم والتضامن منذ إنشائه عام 66م.
وبعث رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي برقية عزاء ومواساة إلى أسرة المناضل الدكتور حسن محمد مكي رئيس الوزراء الأسبق، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال في خدمة الوطن.
وأشاد رئيس اللجنة الثورية العليا بمناقب الفقيد حسن مكي وأدواره الوطنية وعطاءه المتميز في الثورة والجمهورية وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، معتبرا أن اليمن خسرت برحيل الفقيد حسن مكي أحد الرجال المخلصين الذين كانت لهم بصمات واضحة في مختلف المناصب التي تبوأها في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية.
وعبر رئيس اللجنة الثورية العليا عن خالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الفقيد في هذا المصاب .. سائلا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان .
ونعى مجلس القائمين بأعمال الوزراء ، المغفور له بإذن الله تعالى المناضل الوطني الجسور والسياسي البارز الدكتور حسن محمد مكي رئيس الوزراء الاسبق، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال والعمل من أجل خدمة الوطن في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية والاجتماعية والسياسية.
ونوه القائم باعمال رئيس الوزراء الأخ طلال عقلان، في برقية عزاء بعثها إلى أسرة وذوي الفقيد، بالدور النضالي للدكتور حسن محمد مكي و اسهاماته في ثورتي 26 سبتمبر و 14أكتوبر، وقيام الجمهورية اليمنية والاسهام البارز في مسيرة بناء الدولة ..
واشاد بمناقب وصفات الفقيد وأدائه الرفيع في اثناء تبوأه للعديد من المناصب الحكومية القيادية وبصماته الواضحة في مجال العمل الحكومي، وكان أول من قام بإعداد خطة ثلاثية للنهضة بالعمل السياسي والاقتصادي حين كان رئيساً للوزراء..
وأثنت البرقية على المواقف الوطنية الثابتة للفقيد الدكتور حسن مكي، وبعظمة عطاءاته المتميزة في سبيل الثورة والجمهورية واعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. مؤكدة أن اليمن فقد برحيله واحداً من رجاله المخلصين الأوفياء وقادته النجباء الذين قدموا الكثير من أجل رفعة وعزة اليمن وشعبها الأبي.
وعبر القائم بأعمال رئيس الوزراء في البرقية عن عميق حزنه وعظيم مواساته في هذا المصاب الأليم . . داعيا المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة ، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وأصدقائه وزملائه وجميع محبيه الصبر والسلوان.
“إنا لله وإنا اليه راجعون”.