المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
قال ديبلوماسيون لـ”المستقبل” إن حملة الضغوط التي مارسها النظام السعودي وحلفاؤه على الأمم المتحدة لحملها على حذف اسم تحالف العدوان السعودي الذي يشن حربا على اليمن منذ مارس 2015، من “القائمة السوداء” للأنظمة الضالعة بارتكاب جرائم قتل وانتهاك الأطفال في النزاعات، ذهبت ادراج الرياح، بعد التضامن الدولي الواسع الذي حصل عليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي ـ مون حيال الضغوط السعودية التي حملته على اتخاذ قرار بحذف التحالف من قائمة العار السوداء.
وخرج الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الخميس عن صمته وأعلن للصحافيين في نيويورك إن قراره حذف دول التحالف من “القائمة السوداء” التي تحدث سنويا وتضم انظمة ضالعة بارتكاب جرائم بحق الاطفال في النزاعات، كان من أكثر القرارات الصعبة والمؤلمة، متهما النظام السعودي ممارسة الضغوط على الأمم المتحدة لشطب اسم دول التحالف من “قائمة العار”.
واكد ديبلوماسيون تحدثوا لـ “المستقبل” أن النظام السعودي وبعد ما سموه “الفضحية الأممية” وانكشاف الضغوط التي مارسها على الأمم المتحدة وضع نفسه في موضع حرج للغاية، وقالت إن دوائر ديبلوماسية دولية وصفت الضغوط التي مارسها النظام السعودي بأنها ” انتهازية ومزايدة بالقضايا الانسانية” مشيرين إلى تداعيات قد تواجه السعودية في الفترة القادمة حيال هذا الملف المخزي”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة افصح اليوم في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك اليوم الخميس عن الضغوط التي مارسها النظام السعودي وتهديداته للمنظمة الأممية في مساعيه حملها على رفع اسم تحالف العدوان السعودي من “القائمة السوداء”
وأقر بصورة ضمنية ممارسة النظام السعودي وحلفاؤه الخليجيين ضغوطا على الأمم المتحدة ولا سيما بتهديد النظام السعودي سحب التمويلات المالية التي تقدمها السعودية لبرامج الأمم المتحدة الإنسانية وتلك المتعلقة بشئون الطفولة بما في ذلك برامج “الأونروا” في حال لم تحذف دول التحالف الذي تقوده السعودية في القائمة السوداء.
واضاف “وصلتني ردود فعل عنيفة على قراري حذف أسماء دول التحالف بقيادة السعودية مؤقتاً من مرفق أحدث تقرير لي عن الأطفال والصراع المسلح” مؤكدا أن ” قراره رفع دول التحالف من القائمة السوداء” كان واحداً من أكثر القرارات الصعبة والمؤلمة التي اضطررت إلى اتخاذها فالتقرير يصف أهوالاً لا ينبغي أبداً للأطفال أن يعايشوها … لكن في نفس الوقت كان لزاماً على أن أنظر في احتمالات قائمة بشدة في أن ملايين آخرين من الأطفال سيعانون الأمرّين وهو ما تم التلميح به لي، إذا سحبوا تمويلاتهم للعديد من برامج الأمم المتحدة. إن الأطفال يعترضون بالفعل لمخاطر في فلسطين وجنوب السودان وسوريا واليمن والعديد من الأماكن الآخرين وسيكون هناك مزيد من اليأس”.
وشدد بان كي ـ مون على تمسكه بتقريره “حول الأطفال والنزاعات المسلحة ومعاناة الأطفال الرهيبة في اليمن وقال إن “فحوى التقرير ستبقى كما هي رغم إمكانية المراجعة” ” مؤكدا أن تقريره الاخير حول الأطفال والصراعات المسلحة وثق وضعا مروعا لأطفال اليمن في اشارة إلى مسؤولية تحالف العدوان السعودي عن مقتل مئات الأطفال في الغارات التي شنها تحالف العدوان على اليمن خلال العام الماضي 2015.
وفي حديثه عن مبررات قراره رفع دول تحالف العدوان السعودي من القائمة السوداء اشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنه كان مضطرا أيضا إلى النظر في احتمال معاناة ملايين الأطفال الآخرين والى المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في فلسطين وجنوب السودان وسوريا واليمن والكثير من المناطق الأخرى.
وقال بان كي مون إن بعض الدول قررت سحب التمويل من الكثير من برامج الأمم المتحدة … ومن غير المقبول للدول الأعضاء ممارسة ضغوط لا داعي لها إن أعمال المراقبة والفحص هي جزء طبيعي وضروري لعمل الأمم المتحدة وإنني أدعم بقوة كل ما ورد في التقرير”.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة أن تفعل جميع أطراف الصراع في اليمن المزيد لحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي وإيجاد حل سياسي لإنهاء العنف والدمار.
